في إطار إحياء الذكرى 54 لعيد الاستقلال والشباب، ارتأت "الجلفة إنفو" أن تعرج على أحد الأبطال الأشاوس الذين لم يرضوا بالهوان، فقد قاوم المستدمر الفرنسي رغم قوته وعتاده، إلا أن صموده رسم ملامح لبطولة تردّد صداها في جبال الجلفة وما جاورها، فرغم الأسر والتعذيب لم يستطع الجلادون ان ينالوا من هذه الشخثية الفذة كلمة واحدة تدين وطنه قبل أن تدينه والشخصية التي أردنا تناولها اليوم هي: شخصية الشهيد بلحرش البشير الذي ولد سنة 1934 بمدينة حاسي بحبح من أبوين هما محمد الشيخ وبلعدل شهرة بلحرش البشير درس نصيبا من القرآن ومبادئ اللغة العربية بالكتاتيب القرآنية ولما بلغ سن السادسة تم تسجيله بالمدرسة الفرنسية بنفس البلدة وكان من المولعين بالحرية والاستقلال وهو في ريعان شبابه احتك بأعضاء من الحركة الوطنية مما جعله يكتسب حسا ثوريا الشيء الذي دفع به إلى الالتحاق بصفوف الثورة عن طريق خاله المسعود بلعدل الذي كان ينشط في المنظمة المدنية ويعمل اتصالا عند جيش التحرير مع بداية الثورة والتحق بالجيش بخنق الحصان مابين مناعة وقعيقع عند الضابط حاشي عبد الرحمان في شهر ديسمبر 1956 أظهر نشاطا وحيوية في العمل الثوري منذ الأيام الأولى من تجنيده وشارك في عدة هجومات بالمنطقة إلى غاية حادثة الإنقلاب والمؤامرة التي دبرها الخائن بلونيس فألقي عليه القبض وبقي مسجونا بمعتقلات بلونيس الى غاية شهر جويلية1958 ,وحسبما استقته جمعية أول نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة بالجلفة من خلال شهادات المجاهدين فانه استطاع الهرب واختفى عند خاله المسعود بلعدل الذي رتب له عملية الانضمام إلى جيش التحرير من جديد بمعية المجاهد هتهات بوبكر فأوصلاه إلى جيش التحرير مع بداية شهر اوت 1958 بجبل مناعة التي صادفت معركة 01 أوت 1958 بقلتة الرمال مناعة فنال أعجاب مسؤوليه لما يتمتع به من روح ثورية عالية وثقافة مزدوجة بالعربية والفرنسية ونظرا لتفانيه في خدمة القضية الوطنية ترقى الى رتبة ملازم أول الأمر الذي شجعه أكثر لمواصلة العمل المسلح ضد قوات الخائن بلونيس والاستعمار الفرنسي فخاض غمار عدة معارك واشتباكات بالناحية الأولى المنطقة الثانية رفقة مسؤولين بارزين في كفاحهم بالمنطقة منهم فرحات الطيب شوقي قائد المنطقة الثانية وسليماني سليمان مسؤول عسكري بالناحية الأولى وسي لغريسي عبد الغني ومحمد بن سليمان وقد شهدت الفترة الممتدة ما بين شهر أوت 1958 الى غاية نهاية شهر جانفي 1959 معارك واشتباكات طاحنة ضد الخونة من أتباع بلونيس بكل من مناعة /قعيقع / زاغز/ واد أمجدل بحرارة ونواحي عين معبد وقد تكبد فيها العدو خسائر جسيمة في الأرواح وكانت سببا في تطهير الجهة المذكورة نهائيا من الخونة وأتباعهم معركة 28 جانفي 1958 بعين معبد : نظرا للنشاط الثوري المكثف لفرق جيش التحرير الوطني بضواحي منطقة بحرارة وبسطامة بدا الاستعمار ينشر قواته ويتحين الفرصة لمحاصرة المنطقة وفعلا فقد تم حشد قوة هائلة من المشاة والدبابات وحاول تطويق المركز التي تتواجد بها كتيبة تابعة للمنطقة الثانية وكانت تظم نخبة من المقاتلين من جيش التحرير الوطني يقودها سليماني سليمان ويرافقها قائد المنطقة سي الطيب فرحات والضابط سي بن سليمان محمد. وكان من ضمن جنودها الملازم الأول بشير بلحرش وكانوا يتواجدون بمرتفعات محصنة وتساعد على القتال ولكن لما وصلت المعلومات من الفرقة المكلفة بالحراسة بان عساكر العدو يتقدمون نحو المركز أعطيت الأوامر لأفراد الجيش بان يتحركوا وان يخلو المكان حتى يفوتوا الفرصة على العدو ولم يعلموا حينها بان قوات العدو كانت قد سدت كل المنافذ والطرقات مدعومة بالدبابات وهنا يسجل بعض المجاهدين بان قيادتهم قد أخطأت في إستراتيجيتها الحربية [1]ومما يذكره المجاهد قليشة مصطفى في شاهد على جهاد الجزائر والذي كان حاضرا لهذه المعركة بأننا فوجئنا بعساكر العدو أمامنا فهاجمناهم وانسحبوا هاربين إلى دبابتهم التي كانت قد سدت علينا الطريق وهنا ادركنا صعوبة الموقف فما كان منا إلا المواجهة أمام هول الموقف وهنا تدخل الضابط محمد بن سليمان لإنقاذ الموقف فقد استطاع بفضل حنكته أن ينقذ جنود جيش التحرير فقد غير اتجاههم واستطاع ان يفلت مع أغلبية أفراد الجيش من الحصار المضروب وهنا جن جنون القوات الفرنسية واستنجدت بطائراتها لمطاردة المجاهدين وكان تدخل الطائرات سببا مباشرا في سقوط ضحايا في صفوف المجاهدين[2] ومما يذكره المجاهد الشيخ لقليطي في مذكراته مسيرة كفاح والذي كان حاضرا للمعركة بأنهم استطاعوا فك الحصار بمواجهة خط العدو وجها لوجه فكان القتال اشد ضراوة رغم ذلك فقد استشهد 12 شهيدا واسر على أثرها الشهيد بشير بلحرش والذي كان مصابا بجروح خطيرة وقدم اعدم رفقة الشهيد عمر ادريس في بداية شهر جوان 1959
أسماء شهداء المعركة : احمد دحماني الندرومي – الماحي منقور وهو طبيب من وهران – عبد القادر بن امحمد – محمد امريقي – بوبكر ربوح – التهامي طيباوي - لخضر خذيري – عطاالله الساسي – عبد الرحمان طاهيري – محمد بوقنيلة – عبد القادر امباركي اسماء الجرحى : جرح خلال المعركة 08 مجاهدين من بينهم المجاهد سعداوي المختار ومحمد ريان[3]