جثة الخائن بلونيس في شوارع الجلفة نتيجة للخلافات التي بدأت تطفوا على السطح بين قيادات حركة بلونيس وقنابل الرسائل التي بدأت تنفجر تحت أقدام العملاء، مما عجل بانهيار هذه الحركة من داخلها على يد حلفاء بلونيس (مفتاح وعبد القادر لطرش) الذين اكتشفوا حقيقة بلونيس بأنه قام بتضليل الشعب ودعاهم إلى الجهاد باسم مصالي الحاج (1) ، ولكن ضرورة التغيير هي التي جعلت من حلفاءه أن يبادروا بالإنقلاب عليه، وما زاد من إصرارهم على التخلص منه هو إقدام بلونيس بمناداة كل من كتيبة مفتاح وعبد القادر لطرش وأمر مفتاح بان يأخذ ثلاثين جنديا، لاستطلاع المنطقة التي سيعسكر فيها وهي واد خلفون، لكنه عند ذهابه فوجئ بكمين نصبه له محمد بالهادي ونشبت مناوشات بين جنودهما، وتمكن مفتاح من القبض على محمد بالهادي حيث اقتاده إلى بلونيس وطلب منه ألا يقتله فوعده بلونيس بذلك .. في هذه الأثناء تأكد لبلونيس أن مفتاح لم يكن يخطط لإنقلاب وشيك لكنه أخذ حذره منه ومن عبد القادر لطرش، فما كان من بلونيس إلا أن يقوم بإعطاء الجيش المدرب لعبد القادر لطرش وأمره بالتوجه إلى قعدة القمامته، وإعطاء الجيش الغير المدرب لمفتاح وأمره بالتوجه إلى واد خلفون، لكن هذا الأمر جعل قادة الكتيبتين يتفطنان للمكيدة فقد دعى مفتاح كل من عبد القادر لطرش، أحمد بن عبد الله ومحاد بن لكحل والبشير بن الحاج قويدر إلى بيت مصطفى الصحراوي في دار الشيوخ وذلك قبل أن ينطلق كل منهما للمكان المحدد له، حيث اجتمعوا في بيته وأقروا أن يقوموا بالانقلاب على بلونيس. الجنرال بلونيس ...التحدي ...الغرور ....الطريق الى الانهيار وهنا اروي شهادة كانت احد مفاتيح الانقلاب بدار الشيوخ وهو المجاهد الشريف بن سالم، الذي طلب منه مفتاح إحضار شاحنتين وأنه وجنوده سينطلقون الليلة على الساعة الثانية ليلا، وفعلا اتجه الشريف إلى مستودع الشاحنات الذي كان مصطفى الصحراوي هو المسؤول عنه، فدخل إليه وأخرج شاحنة، لكنه تذكر أنه يجب عليه أن يحضر شخصا ليسوق الشاحنة الثانية فتوجه رفقة مفتاح إلى أحدهم كان قد دربه على قيادة الشاحنة من قبل، حيث ذهبا إلى بيته، فخرج والده الذي يدعى الشريف بن المبروك فطلب منه مفتاح، أن يعطيهم ابنه ليذهب معهم ويسوق الشاحنة في بادئ الأمر تردد الشريف لكن مفتاح أقنعه وأعطى له ضمانات بأن ابنه سيعود سالما، وفعلا خرج معهم عبد القادر واتجهوا بعد ذلك إلى المستودع وأخرجوا الشاحنتين، ليذهبوا أثناء تلك الليلة إلى قعدة القمامتة، وللعلم أن الكتيبة التي كانت معهم كل جنودها غير مدربين جيدا، وبوصولهم إلى المكان المعين وجدوا عبد القادر لطرش في انتظارهم حيث سبقهم إلى هناك . اجتماع قادة الانقلاب .. مفتاح وعبد القادر لطرش وبالتقاء عبد القادر لطرش ومفتاح، أصبح الأمر واضحا بان هدفهما الوحيد هو اجتثاث الخائن الذي حاد عن المبادئ التي دعا إليها مصالي الحاج ، واتفقا على رسم خطة مفادها أن يقنعا الجميع بأنهما غير متفاهمين وهو ما حدث فعلا حيث وصلت أنباء هذا الخلاف إلى بلونيس الذي قام بإرسال مبعوث وهو الكولونيل حسين حجيجي، لكي يعرف ما جرى بينهما، فقام المبعوث بحل هذا الخلاف المفبرك، حيث أعطى الكتيبة المكونة من قدامى المصاليين إلى مفتاح، والكتيبة غير المدربة إلى عبد القادر لطرش، بعد ذلك توجه مفتاح مع جنوده إلى واد خلفون، وللعلم أن كلا من بلونيس ومفتاح كانا يقتنصان الفرصة من أجل النيل من بعضهما، إلى أن جاءت الفرصة المواتية، حيث قام بلونيس بقتل محمد بالهادي رغم إعطاءه وعدا لمفتاح بالحفاظ على حياته لكن انتشر الخبر ووصل إلى مفتاح الذي قرر أن يقوم بانقلاب على حليفه السابق، ويعد مقتل محمد بالهادي السبب المباشر للإنقلاب، حيث قام مفتاح بإيفاد ثلاثة جنوده إلى دار الشيوخ هم ( الشيخ بلحرش. عمراوي بولنوار ،شنوفي لخظر )، محملين برسالة مفادها "أنني سأعود إلى دار الشيوخ وأقوم بالانقلاب على الخائن بلونيس فكونوا في الموعد"، وفعلا وصل الجنود الرسالة إلى سعد عطاوة وعبد القادر لمويعدي ،اللذان أوصلا الرسالة إلى سيدهما بلونيس هذا الأخير الذي قام باستبدال الجنود، وأوهم مفتاح بأن الجنود الذين بعثتهم تعبوا من جراء السفر، وأنهم ذهبوا إلى أهاليهم، وما كانت هذه إلا مكيدة من مكائد بلونيس حيث قام بقتل الجنود الذين بعثتهم مفتاح. وصل الجنود الذي بعثهم سعد عطاوة إلى مفتاح وأعطوه الرسالة، التي كان محتواها أننا موافقون على الإنقلاب وعليك أن تأتي في يوم 19جوان 1958 ،وبذلك قام مفتاح بجمع عدد كبير من أتباعه لكي يتوجه بهم إلى دار الشيوخ ورسم خطة للهجوم على إدارة بلونيس، لكن عبد القادر لطرش فاجأ مفتاح بطلبه والمتمثل بأن يذهب أولا إلى بلونيس لأنه يؤمنه وأن له سلطة في جيشه، ووعد مفتاح بأنه سيأتي به حيا، لكن مفتاح لم يكن يعلم أن بلونيس قد طوق المدينة بجيشه لأنه يعلم بالخطة، في اليوم الذي تقرر فيه تنفيذ الخطة انطلق لطرش رفقة أحسن الجنود من كلا الفريقين وتوجها نحو دار الشيوخ يوم 19 جوان 1958، ولما وصلوا إلى دار الشيوخ بقي الجيش على أطراف المدينة، أما عبد القادر لطرش رفقة الملازم بلقاسم نويجم وعزوزي ومجموعة من الجنود، فقد توجهوا إلى مقر قيادة بلونيس (2). دخل القادة الثلاثة إلى بلونيس وخلال اللقاء طلبوا منه اتخاذ موقف واضح لصالح الاستقلال والالتزام بالولاء لمصالي وتعليماته، فما كان من بلونيس إلا أن أجابهم ، "لا يمكن أن أمنح الاستقلال ولست إلا جنديا، أما مصالي فلا اعترف به".. دامت المحادثات بين الطرفين إلى أن أسدل الليل ستاره، بعدها دعاهم بلونيس إلى تناول العشاء دون أن يفتكوا منه أية تنازلات، تواصل الحديث بعدها إلى حدود الساعة الواحدة ليلا حيث خرج بلقاسم نويجم بعدها سمع دوي الرصاص، إذ قتل بلقاسم من الحراس الخاصين لبلونيس (3)، أما الجنود التابعون لبلقاسم خارج مقر القيادة اعتبروا ذلك بمثابة إشارة للهجوم، وهو ما كان، حيث هاجم جنود لطرش وبلقاسم مقر قيادة بلونيس، كان عبد السلمي على رأس فرقة الأمن بمقر قيادة بلونيس، فاستطاع بكفاءته وبفضل ظلام الليل أن يجعل من جنود لطرش ومن معهم يتقاتلون فيما بينهم. وتمكن أنصار بلونيس من القضاء على قادة الانقلاب وهم عبد القادر لطرش، بلقاسم نويجم وعزوزي في اللحظة الأولى للاشتباك وفي مقر قيادة بلونيس، حيث قام جنود بلونيس بقطع أذني عبد القادر لطرش وجدع انفه وشهادة المجاهد تطابقت مع شهادة الكاتب الصحفي الفرنسي فليب غيار في كتابه التحالف حيث أكد هذه الشهادة (4). أما الجنود الذي جاؤوا رفقة عبد القادر فقد مات أغلبهم، وفي ذلك اليوم وقعت معركة عنيفة بين قوات بلونيس وقوات عبد القادر لطرش، امتلأت على إثرها الشوارع بالجثث حيث قام أتباع بلونيس بتصفية ازيد من 700 قتيل يومي 20 و 21 جوان 1958 وكان من بين الشهداء الشهيد عبد الرحمان حاشي الذي نفذ فيه العربي القبايلي حكم الإعدام أمام الملأ (5) ، ونتيجة لهذه الأحداث فقد تشتت فلول جيش بلونيس في إتجاهات ثلاثة: فريق انظم إلى النقيب مفتاح محافظا على ولائه للحركة الوطنية بزعامة مصالي الحاج ، وفريق ثاني انضم إلى جيش التحرير الوطني، بينما فضل فريق ثالث تسليم نفسه لجيش الاحتلال، وكان على رأسه الضابط العربي مزيان القبايلي ورابح البرادي ومقري، أما عن جنود عبد القادر لطرش فقد فرو بأسلحتهم إلى الجبال المجاورة... الجنرال بلونيس .......نهاية خائن إن الحدث الأهم في هذه المرحلة هو فرار الجنرال بلونيس متخفيا في زي الرعاة إلى ناحية أولاد عامر، هذا ما جعل القوات الفرنسية تسابق الزمن للظفر برأس الجنرال الهارب الذي وجد مقتولا يوم 14 جويلية 1958. وهنا تطرح العديد من الأسئلة هل حقيقة استطاعت قوات جيش التحرير القضاء عليه؟ أم أنها ادعت ذلك من اجل إعطاء بعد آخر للقضية الجزائرية وبان جيش التحرير قادر في أي لحظة أن يغير موازين المعركة سواء من الجانب الميدان أو حتى من الجانب المعنوي . والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه هل حقيقة أن القوات الفرنسية هي التي استطاعت أن تغتاله بفضل المعدات والقوات الكبيرة التي سخرتها لهذه العملية؟. أما السؤال اللغز الذي أود أن اطرحه واعتبره إضافة جديدة للقضية التي أسالت كثير من الحبر. هل حقيقة أن الذي قام بتصفية الجنرال بلونيس شخص آخر لا يمت بصلة للفرنسيين وللجيش التحرير؟ هل هو راعي من رعاة أولاد عامر؟، وهل هو احد حراسه الشخصيين ؟ هذا ما سنعرفه من خلال الشهادة الحصرية للمجاهد الشريف بن سالم التي أعطت بعدا آخر لاغتياله وتشاء الصدفة و أنا ابحث في هذا الموضوع أن أجد صورة الشخص الذي اغتال بلونيس ويتعرف عليها المجاهد بن سالم الشريف. شهادة المجاهد الشريف بن سالم حول مقتل الخائن بلونيس ( شهادة حصرية تنشر لأول مرة ) بعد الأحداث الدامية التي وقعت في دار الشيوخ والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء من أبناء المنطقة وبعد فرار بلونيس من دار الشيوخ إلى جبل زمرة عند احد حلفاءه وهو المخطار بن السعداوي الذي خبأه عنده، بدأ العد التنازلي لمسيرة تجربته ،حيث بدأ البحث عنه، ليس من طرف قوات جيش التحرير فحسب، بل أيضا من طرف الفرنسيين الذين كانوا يعلمون أن القبض على بلونيس، سيمكنهم من استرجاع السلاح والمال الذي بحوزته لأنهم يعلمون أن هذه الأسلحة لو وقعت في أيدي جيش التحرير ستكون كارثة، فلذلك جهزت كل قواتها للبحث عن اللغز المفقود وتعددت الروايات التي تروي طريقة اغتياله ،وهنا تسرد إحدى الروايات التي تعد الأقرب للحقيقة كون أن المجاهد بن سالم الشريف عايش تلك المرحلة وكان قريبا للأحداث، مما مكنه أن يؤكد هذه الرواية التي مفادها أن الذي قام بقتل بلونيس هو الحارس الشخصي لبلونيس والذي يدعى عمر بن رمضان... فبعد أن توالت الأحداث وضاقت على بلونيس الأرض بما رحبت، بدأ يتنقل بين بيوت سكان جبل زمرة في زى الرعاة وفي إحدى الأيام قرر عمر بن رمضان قرارا صعبا ،وهو أخبار القوات الفرنسية ، فعندما حل الظلام في ليلة 13 من شهر جويلية سنة 1958 جهز نفسه وخرج من الخيمة خلسة ، وبدأ رحلته حتى وصل إلى قيادة الجيش الفرنسي التي كانت تتمركز في بوسعادة ،واخبرهم بمكان سيده السابق بلونيس، فأرسل للعقيد ترانكيي على رأس الفيلق المدعم الثالث ،وفي صبيحة يوم 14 جويلية 1958علم بلونيس بفرار حارسه فلبس برنوسا وامتطى حمارا، وادعى انه يرعى الغنم فعند وصول القوات الفرنسية إلى عين المكان قفز عمر بن رمضان من على متن الشاحنة، لتيقنه بان الذي يرعى الغنم هو بلونيس، الذي علم بدوره بأن أمره انكشف، حيث التفت إلى حارسه وقال له ..أنا بلونيس فما إن تأكد لبن رمضان انه هو، أطلق عليه أربع رصاصات أردته قتيلا... فما كان من الفرنسيين، إلا أن ثار غضبهم مما فعله عمر لأنهم أرادوا أن يمسكوه حيا، وهنا تم القبض على عمر بن رمضان ولم يظهر له خبر لحد الساعة وبذلك نسجت القوات الفرنسية خيوط قصة قتله وادعت أنها قتلته.(6) رواية جيش التحرير: قوات جيش التحرير قتلت الجنرال بلونيس أذاع صوت الجزائر الحر بالقاهرة النبأ في 02 أوت 1958 حيث أكد أن جيش التحرير استطاع القضاء على بلونيس في معركة بينه وبين جيش الجنرال بلونيس ، كما أكدت ذلك جريدة المجاهد في 1 نوفمبر 1958 خبر مقتله على يد جنود جيش التحرير الوطني (7) . الرواية الفرنسية :العقيد ترانكي والفيلق الثالث المدعم قضى على الجنرال الهارب العقيد ترانكيي - الثاني على اليمين في الصورة حيث أكدوا أنهم يوم 14جويلية 1958 قامو بإرسال العقيد ترانكيي على رأس الفيلق المدعم الثالث ،أين قام بتمشيط جبل زمرة وهناك وجدوا بلونيس، الذي كانت نهايته على يد الفرنسيين فقد أعلنوها صراحة بأنهم هم الذين قتلوه ،حيث قاموا بتثبيت جثته على باب وطافوا به في كل مدن ولاية الجلفة وكانت الغاية من ذلك هو كسب ود أبناء المنطقة من اجل إيهامهم بأنهم قضوا على الشخص الذي قتل أولادهم ورمل نساءهم، ففرنسا أرادت أن تضرب على الوتر الحساس (8). جثة الخائن بلونيس يطاف بها في شوارع الجلفة -صورة تنشر لأول مرة بالأنترنت وفي الأخير ما استطيع قوله أنه مهما تعددت الروايات فإنه من غير الممكن الجزم في مثل هذه القضايا الشائكة خاصة قضية بلونيس، فرغم محاولتي المتواضعة والتي من خلالها حاولت كشف بعض النقاط المبهمة في هذه القضية، فمقتل بلونيس في حد ذاته نقطة استفهام لا يمكن الإجابة عنها إلا إذا تفحصنا الأرشيف الفرنسي، لكن رغم ذلك فالرواية الأقرب إلى الحقيقة هي رواية المجاهد "الشريف بن سالم" لأنه من غير الممكن على الفرنسيين التعرف على بلونيس وهو في زي الرعاة لأنه لو كان يلبس لباسا عسكريا لصدقنا أن الفرنسيين هم الذين قتلوه لكن حارسه الشخصي كان أدرى من الفرنسيين لحال بلونيس، فقام بقتله وهكذا انتهت قصة الرجل اللغز الذي تغير بتغير الظروف المحيطة به مثل دخوله السجن والمعاملة الحسنة التي تلقاها من عند الفرنسيين أو من خلال ما حدث في ملوزة أو أحداث أخرى لا يعلمها إلا بلونيس في حد ذاته، وقد دفنت أسرارها معه (9). انتهى ..... (*) قاسم سليمان/ رئيس فرع جمعية أول نوفمبر بدار الشيوخ http://facebook.com/sliman.gacem المراجع والمصادر 1- جمعية أول نوفمبر 1954 بالجلفة إحياء مآثر الثورة بدار الشيوخ، مرجع سابق،ص21. 2- مقابلة أجرتها جمعية أول نوفمبر 1954 مع المجاهد الشريف بن سالم يوم 30أفريل 2007، بمقر سكناه بدار الشيوخ الجلفة 3- مقابلة مع الشريف بن سالم يوم 30أفريل 2007، بمقر سكناه بدار الشيوخ، الجلفة. مصدر سابق 4- Philippe Gaillard L'Alliance. La guerre d'Algérie du général Bellounis (1957-1958)” - Les tribulations d'un général p170. 5- مقابلة مع المجاهد حاشي عبد الحميد أجرتها جمعية أول نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة بالجلفة – فرع دار الشيوخ ، خلال إقامة مخيم بمنطقة قيقع يوم 19 ماي 2009 على الساعة 9:00 صباحا 6- مقابلة مع الشريف بن سالم يوم 30أفريل 2007.مقر سكناه بدار الشيوخ.مصدر نفسه. 7- جريدة المجاهد العدد31 الصادرة بتاريخ 1 نوفمبر1958. 8- Philippe Gaillard L'Alliance. La guerre d'Algérie du général Bellounis (1957-1958)” - Les tribulations d'un général p 177.178 9- مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في التاريخ المعاصر تحت عنوان الحركات المناوئة للثورة حركة بلونيس نموذجا، من إعداد( سليمان قاسم ، احمد قياش) تحت إشراف الدكتور تلمساني بن يوسف ، قسم التاريخ جامعة الجزائر سنة 2008