ما وصل إليه الآفلان من انحطاط ورداءة، لم يشهده أي حزب في تاريخ الجزائر ، فبعد رعونة القياط سعداني والذي نفذ أجندة أسياده ، وخرج ذليلا إلى مزبلة التاريخ ، جاء صاحب الوجه الصحيح، وكما يسميه أحد العارفين به، إن ولد عباس لديه وجه كالقصدير، فمهما كانت الشتيمة أو حدة الضرب، لا يتغير لونه ولا يؤثر ذلك على صلابته. لقد قدم وعودا وأشهد الناس عليه وكل العالم عبر القنوات، أنه سوف يحارب المال القذر، ويعطي الفرصة للجميع، ولكل من أيد الرئيس ويملك رصيدا نضاليا وكفاءة، لأن الأمر يتعلق بالتشريع، وليس بلعبة الدومينو. لكن بعد ما تكتم على القوائم الخاصة بحزب الآفلان، هاهي الكوارث تجعل رياح المال القذر تزكم الأنفاس. وعلى سبيل المثال لا الحصر، جاءت قائمة الجلفة التي يبدو أن الله لا يريد أن يقيض لها رجالا يدافعون عنها، ويمثلونها أحسن تمثيل. فرأس القائمة، جاء من المغرب مع أخيه ليلتحق بالحرس البلدي، ثم دخل عالم الأعمال فتحصل على حديقة عمومية في حي 5 جويلية ثم حولها إلى فندق ومسبح مازالا مغلقين إلى نهار اليوم، ثم على شركة اللحوم بعين الإبل واشتراها مع المئات من الهكتارات بالدينار الرمزي؟ وترأس قائمة الآفلان في الجلفة في العهدة السابقة بمساعدة المحافظ الحالي صاحب المهمات المعروفة، فلم يوجه خلال 05 سنوات من العهدة المنقضية أي سؤال شفوي أو كتابي أو حتى استجواب، بل لم يُر أصلا تحت قبة البرلمان.... وهاهو يحبكها مع ولد عباس ويترأس القائمة للمرة الثانية ولسان حاله "دزوا معاهم"... ويليه مقاول من عين وسارة معروف أنه لم يناضل يوما في الجبهة ولا نعرف مستواه الدراسي كزميله على رأس القائمة. ثم يأتي من لم يشف بعد من صدمة خسارته لمقعد مجلس الأمة، ولن أعلق عليه أكثر، لأنه معروف عند القاصي والداني، ويتبعه ابن النائب محفوظي عمر رحمه الله والذي جاء في القائمة تكريما لأمه رحمها الله والتي كانت مسؤولة بالاتحاد النسائي ولقيت حتفها خلال الحملة الانتخابية للعهدة السابقة، وفي المرتبة الخامسة يأتي اسم إطار من الجلفة يعمل مديرا مركزيا بوزارة الصحة ، ولم يناضل يوما في الجبهة ، وهو غير معروف عند الكثير من المناضلين ، ونفس الشيئ بالنسبة لصاحب المرتبة السادسة الذي لم يكن مناضلا يوما، وهو مدير سابق للري متقاعد، ثم تليه صاحبة المعجزة الصحفية في القناة الثالثة والتي تعمل وتسكن بالجزائر، حيث تم إدراج اسمها في أخر لحظة قبل إيداع الملفات وذلك بإيعاز من رئيس ديوان لإدارة تابعة للجماعات المحلية، وتم حذف ترشح شخص آخر مغلوب عن أمره. وفي المرتبة التاسعة يأتي المحافظ صاحب الدخلات والخرجات، فمن عضو في جمعية مرضى الكلى إلى جمعية الأبقار الحلوب ، ثم انتهى به المطاف في المحافظة وهو الوحيد الذي تتوفر فيه صفة مناضل، لأن رغم كل ما يقال عنه فقد بقي مناضلا فاشلا ولعقود من الزمن، وقد قام بمسرحية هذه الأيام أمام الجماهير الغاضبة ، وصرح للصحافة أنه وزميليه محافظ مسعد ومحافظ عين وسارة ليسوا راضين عن هذه القائمة ، وهي ذر للرماد وللاستهلاك الإعلامي فلو كان الأمر صحيح لمنعوا إيداع القائمة حيث كانت الفرصة أمامهم ، كما فعل الحاج عبد القادر جغدالي ذات يوم ، عندما أغلق طريق الولاية ، وأحدث فوضى مع المناضلين وحاصروا مقر الولاية القديمة حتى تم إغلاق فترة الإيداع وبالتالي لم تشارك الآفلان في التشريعيات. والغريب أن بعض المحتجين من الجهة الجنوبية يرفعون لافتات التنديد بتهميش الجنوب من التمثيل ، وتناسوا أن المحافظ من قبيلة من الجنوب، ونفس الشيئ بالنسبة لإبن محفوظي عمر ؟؟؟ زد عليهم رئيس المجلس الشعبي الولائي ... النتيجة أن المقاطعة ستكون كبيرة ، وأن المقاييس التي رددها ولد عباس لا تتوفر في هذه القائمة ، وأن رائحة المال المشبوه بدأت تفوح ، كما قالت لويزة حنون. وأتوقع أن الحظ سيكون مع قوائم الفجر الجديد ، والاتحاد ، وقائمة التهريج كما فعلها الشيخ عطاء الله ذات يوم . والذي عنده تحليلا أخر لا يبخل علينا به لتعم الفائدة وأجره على الله. ملاحظة : اخترت الآفلان ، لأنه الحزب الوحيد الذي خرجت من أجله الاحتجاجات إلى الشارع.