المعروف أن قانون الانتخابات الحالي يفرض على الأحزاب والمترشحين الأحرار، أن يكون من بين المرشحين نسبة 30 بالمئة من النساء، ويجب أن تكون ضمن الأوائل في القائمة، وهو الأمر الذي أتاح الفرصة للكثير من النساء بمختلف المستويات العلمية والاجتماعية بالفوز والجلوس تحت قبة بر الآمان، وكان فيها عنصر المفاجأة ، ففازت الحلاقة والخادمة والمحامية والبطالة... وبما أن أغلب الأحزاب والأحرار، كانوا غير مقتنعين بالقانون، لم يجتهدوا في الاختيار، لإعتقادهم أنهن لن يفزن وهن مجرد ملأ للفراغ وتطبيقا للقانون، فنتج عن ذلك أول عهدة برلمانية تجلس فيها الجامعية مع خادمة المنازل والادارات مع إحترامنا للمهنة. وهاهو حزب الجبهة الوطنية الجزائرية ، يذهب بعيدا مع الناس ويفعلها لأول مرة في تاريخ الانتخابات منذ الاستقلال، حيث أعطى موافقته لرئيسة المكتب الولائي بولاية الشلف بضبط قائمة تشريعيات ماي 2017، وكانت المفاجأة أن رئيسة المكتب خدوجة بوسكة، وهي محامية معروفة قد وضعت نفسها على رأس القائمة... ولأن أغلبية المنتسبين للمكتب الولائي هم نساء، جاءت في المرتبة الثانية الطبيبة الأخصائية في المستشفى الجامعي الدكتورة سهام برايكية ، ثم جاءت بعدها الجامعية الأستاذة فوزية ميت. والباقي كلهن جامعيات وحتى الاحتياطيات ، ومعدل أعمارهن بين 25 و32 سنة .أي أن القائمة تشمل عناصر شابة وهي 100 بالمئة نساء والغريب أنهن تحصلن على تزكية زملائهم المناضلين من الرجال. فهل يصنعن المعجزة ويدخلنا التاريخ من ولاية الشلف ؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، وأنا عن نفسي أتمنى لهن النجاح وتحقيق الفوز الساحق، على الأقل هن أحسن وأفضل من أشباه الرجال المنافقين والحاسدين والغيورين والمرتشين والوصوليين، والذين لا دين لهم ولا ملًة...