سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واقع مرضى القصور الكلوي بولاية الجلفة ... انشغالات لفئة مرضية حساسة وسط تجاهل لجمعيتهم من طرف السلطات التنفيذية والمنتخبة!! حوار مع السيد "ميلودي منصور" رئيس جمعية مرضى القصور الكلوي
تعود "الجلفة إنفو" مرة أخرى إلى واقع مرضى الكلى بعاصمة السهوب بعد أن سبق طرق هذا الموضوع بمناسبة تدشين مركز تصفية الدم بحاسي بحبح في ديسمبر 2013. وفي هذه المرة إلتقينا السيد "ميلود منصوري"، إطار متقاعد ورئيس "الجمعية الولائية أمل الحياة لمرضى القصور الكلوي بالجلفة"، حيث كان لنا معه حوار شامل حول معاناة هذه الفئة من المرضى عبر إقليم الولاية من خلال تحركات الجمعية التي تم تأسيسها حديثا ... في البداية لو نتعرف على الجمعية؟ تم اعتماد جمعيتنا "الجمعية الولائية أمل الحياة لمرضى القصور الكلوي بالجلفة" بتاريخ 15 جويلية 2018 وهي جمعية ذات طابع ولائي تهتم بفئة مرضى القصور الكلوي وتتابع وضعياتهم عبر مستشفيات الولاية وتتطلع الى نقل كل انشغالاتهم لدى كل الفاعلين من منتخبين وسلطات تنفيذية وهيآت صحية. إذا قلنا مرضى القصور الكلوي فإن أذهاننا تتوجه مباشرة نحو تصفية الدم ... ماهو واقع مراكز ومصالح تصفية الدم عبر الولاية؟ تضم ولاية الجلفة ثلاثة مراكز لتصفية الدم بكل من حاسي بحبح والجلفة ومسعد ومصلحتين بكل من مستشفيي عين وسارة والإدريسية يضاف إليها مركزان تابعان للقطاع الخاص بمدينة الجلفة. تستقبل كل هذه المراكز والمصالح مرضى القصور الكلوي المزمن الذي يصل تعدادهم إلى 550 مريض قصور كلوي مزمن عبر الولاية. يُضاف إليهم مرضى القصور الكلوي الحاد والذي هو ذو طابع مؤقت مما يعني أن الأرقام هي أكثر بكثير من التي بحوزتنا. وما يمكن أن نسجله هنا هو أن القصور الكلوي في تزايد نتيجة لانتشار مسبباته المعروفة (العصبية، الخوف، ضغط الدم، الوراثة، الخ) حتى أنه قد ضرب البراءة إذا نجد حالات لأطفال في عمر 10 و14 سنة على سبيل المثال. ونرفع هنا نداء بأن تكون هناك أبحاث ودراسات في الخريطة المرضية لهذا الداء بولاية الجلفة. هل هناك تغطية في المستوى لفئة مرضى القصور الكلوي بالجلفة؟ في الحقيقة هناك الكثير من الانشغالات التي تُطرح سواء على مستوى المتابعة الصحية أو على مستوى الموارد البشرية أو على مستوى صيانة أجهزة تصفية الدم أو جانب التجهيز بالهياكل الصحية العمومية. فلو بدأنا بجانب الرعاية والمتابعة الصحية فإننا كجمعية وكمرضى لاحظنا أن الكثير من المرضى ينتمون إلى الفئات المعوزة وبالتالي فإن أي تراخ أو تأخير سيسبب لهم مصاريف زائدة وإحراجا وتدهورا في حالتهم النفسية خصوصا. ونطالب أيضا بترقية الرعاية الصحية للمرضى من طرف الطاقم الطبي المتخصص والطبيب العام والشبه طبي لا سيما من حيث حضور الطبيب لمراحل الوزن الجاف والفحص الروتيني لضغط الدم والعناية بدفتر المتابعة للمريض خصوصا في عين وسارة وحاسي بحبح ومسعد. أما من جانب الموارد البشرية فإنه من غير المقبول أن ولاية مليونية بحجم ولاية الجلفة لا تتوفر على طبيب مختص في جراحة الأوعية والذي كان موجودا بالمستشفى المختلط ثم جرى تحويله رغم ما له من أهمية بالنسبة لمرضى القصور الكلوي من حيث الجراحة. ماهو توصيفكم لواقع الصيانة وأجهزة تصفية الدم بالولاية؟ هذا الجانب يطرح هو الآخر مشاكل لا سيما من حيث صيانة تجهيزات تصفية الدم. فعلى سبيل المثال يوجد 18 جهازا معطلا بمركز مدينة الجلفة ليبقى 27 جهازا يعمل فقط لصالح 25 مريض صباحا و25 مريضا بعد الزوال. كما يُطرح مشكل شبكة أنابيب الأوكسجين بمركز الجلفة حيث أنه بعد مشروع توسعة المركز لم يتم وضع هذه الشبكة لتلجأ إدارة المستشفى إلى استعمال قارورات الأوكسجين وهي التي تشكل خطرا على المرضى بسبب طولها ووزنها الثقيل. فنرجو استدراك ذلك بمد شبكة أنابيب الأوكسجين لكي تبقى غرف التصفية فسيحة وتسمح للطاقم الطبي وشبه الطبي والمرضى وذويهم بالتحرك بكل أريحية. ولكي نضرب مثلا حول أهمية الصيانة نذكّر بحادثة الانفجار الذي وقع في محطة تصفية الماء بمركز الجلفة خلال هذه السنة. وهذه المحطة هي التي تمد الأجهزة بأنبوبين لتصفية الماء والآخر لاستقبال الماء غير المصفى. وقد أدى الحادث إلى تأخير الحصة الصباحية إلى ما بعد الزوال مما سبب إرباكا وإزعاجا ومعاناة للمرضى القادمين من خارج المدينة. ماهو توزيع المرضى عبر الولاية؟ حسب الإحصائيات التي جمعناها خلال الشهر الجاري، ديسمبر 2019، فإن المرضى يتوزعون بشكل أساسي بعاصمة الولاية أين نجد العدد الكبير منهم يتم استقبالهم على مستوى مركز مستشفى الجلفة (93 مريض بأكثر من 15000 حصة تصفية دم سنويا) حيث يستقبل مرضى دوائر كل من الجلفة ودار الشيوخ والشارف. كما يوجد بمدينة الجلفة مركزان للخواص يستقبلان على التوالي 47 و87 مريضا. أما مركز حاسي بحبح فهو يستقبل 94 مريضا من دائرتي حاسي بحبح وحد السحاري. في حين أن مركز مسعد يستقبل 74 مريضا يمثلون دوائر مسعد وفيض البطمة وعين الإبل. بينما نجد مستشفى عين وسارة يستقبل مرضى دوائر عين وسارة والبيرين وسيدي لعجال بمجموع 80 مريض. وفي مستشفى الادريسية نجد 33 مريضا حسب إحصائيات سنة 2018 من دوائر الإدريسية وبلدية القديد. مع العلم أن ولاية الجلفة صارت مقصدا لمرضى من بلديات ولايات مجاورة. إن كل هذه المراكز والمصالح تؤدي وظيفة حساسة تتطلب كفاءة ومتابعة وعملا دقيقا ومعرفة لصيقة بالمريض حيث يستفيد كل مريض من 03 حصص أسبوعيا و13 حصة شهريا لمدة أربع ساعات لكل حصة. هل هناك خدمات مرافقة لعملية التصفية؟ نعم فالمريض لديه 03 حصص أسبوعيا وفترة كل حصة هي 04 ساعات أي أنه تقريبا يمضي فترة النهار هناك. وأثناء ذلك يقع على إدارة المركز توفير وجبة فطور ووجبة غذاء لها شروطها المطلوبة. ونشيد هنا بمركز الجلفة الذي يقدم الحصة الغذائية كاملة للمرضى حيث يوفر لهم الكمية المطلوبة من 300 غرام لحم أحمر مرتين أسبوعيا والدجاج أربع مرات أسبوعيا والفواكه والماء وإفطار الصباح والخضر الموسمية ... فنتمنى أن تكون كل مراكز ومصالح أمراض الكلى بهذه الرعاية أو أفضل خصوصا في حاسي بحبح أين يتم تقديم وجبة غير صحية تماما ومرفوضة لمرضى القصور الكلوي تتمثل في "اللوبيا والعدس" !! كما لاحظنا أنه في حاسي بحبح وعين وسارة لا يتم تقديم وجبة الإفطار الصباحي للمرضى وأيضا الفواكه. ولا يخفى عليكم أن المريض يبقى مدة 04 ساعات على السرير أثناء التصفية مما يعني توفير بطانيات مريحة وغير يابسة كما لوحظ بكل من مركز الجلفة ومصلحة تصفية الدم بمستشفى عين وسارة. هل هناك معاناة أو انشغالات مرتبطة بجانب النقل الصحي؟ هذا الجانب يطرح واقعا مريرا ذلك أن النقل الصحي لمرضى القصور الكلوي غير كاف خصوصا بالنسبة لمرضى مدينة الجلفة. لدينا 88 مريض يجدون صعوبات في التنقل من مختلف أحياء عاصمة الولاية إلى مركز تصفية الدم بمستشفى "محاد عبد القادر" حيث أن الحصة الأولى تبدأ من 06:00 سا إلى 10:00 سا والحصة الثانية تبدأ على الساعة 11:00 سا إلى غاية 15:00 سا وتوجد صعوبة في النقل إلى المستشفى في الصباح الباكر. ونسجل هنا ملاحظة وهي أن متعاملي النقل الصحي المتعاقدين مع الضمان الاجتماعي يفضلون العمل على المسافات الطويلة لأنها مدرة لهم للمداخيل عكس العمل بين أحياء مدينة الجلفة فنرجو أن يتم معالجة هذا الإشكال. ما تقييمكم لتفاعل السلطات المنتخبة والتنفيذية بولاية الجلفة مع مرضى القصور الكلوي؟ نقولها بكل أسف وأسى ... إلى غاية اليوم لم يزر أي مسؤول تنفيذي أو منتخب مركزا أو مصلحة لتصفية الدم للوقوف على انشغالات المرضى ما عدا زيارة وحيدة منذ حوالي سنتين لرئيسة لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي. بتاريخ 27 مارس 2018 راسلنا رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجلفة لكي يمنحنا مقرا يمكننا من خدمة المرضى والى اليوم لم نتلقّ منه ردا. كما راسلنا السيد والي الولاية 05 مرات (أكتوبر 2018، فيفري 2019، آفريل 2019، أوت 2019، نوفمبر 2019) من أجل استقبالنا وطرح انشغالات المرضى ولكننا لم نتلقّ أي رد إلى اليوم من طرف المسؤول التنفيذي الأول على مستوى الولاية!!. راسلنا أيضا السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي بتاريخ 12 مارس 2019 لطلب إعانة ضمن المخصصات المالية للجمعيات ولكننا لم نتلق منه أي رد ... وجمعيتنا إلى اليوم تنشط في ظل ظروف مالية صعبة بالنظر إلى أننا لم نتلق أي دعم أو إعانة منذ تاريخ اعتماد الجمعية فالحساب البنكي لا يوجد به أي دينار!! ماهي المقترحات التي تقدمونها كجمعية متخصصة بفئة مرضية؟ أول مقترح نطالب به هو أن تسهّل مصالح الولاية جانب الاستثمار في بناء مراكز تصفية الدم للخواص خصوصا بعاصمة الولاية وحاسي بحبح ولم لا عبر كافة أرجاء الولاية. كما نتمنى أن تأخذ المستشفيات الجديدة بكل من دوائر البيرين ودار الشيوخ على عاتقها أيضا التكفل بمرضى بلدياتها للتخفيف على المراكز والمصالح الخمس الحالية وكذلك لتخفيف مصاريف ومتاعب النقل بالنسبة للمرضى سواء المؤمنين أو غير المؤمنين منهم. وبالنسبة للنقل الصحي فندعو الخواص من أصحاب المال إلى الاستثمار في هذا المجال لاسيما بالنسبة لنقل المرضى بعاصمة الولاية كما ذكرنا سابقا. كما نرفع نداء إلى مديرية النشاط الاجتماعي ومصالح الضمان الاجتماعي إلى تقديم كل التسهيلات والمعاملة الخاصة لمرضانا من حيث التكفل الإداري لأن المريض الذي لديه 03 حصص تصفية في الأسبوع بمعدل 04 ساعات لكل حصة يستحيل عليه أن يتفرغ لتسوية وثائقه الإدارية. وفيما يتعلق بصيانة أجهزة التصفية فإننا نتمنى أن تحمل جامعة الجلفة على عاتقها التكوين المتخصص في صيانة هذه التجهيزات الطبية سواء بعقد اتفاقية بين الجامعة والمستشفيات من جهة ومع شركة الصناعات الطبية الجراحية "IMC" لضمان تكوين الإطارات المتخصصة التي تتدخل للصيانة في كل وقت لأن حصص التصفية غير قابلة للتأجيل وأية أعطال تصيب الأجهزة ستكون وبالا على المرضى. مع العلم أنه في الفترة الحالية يأتي التقنيون من العاصمة لصيانة التجهيزات بالجلفة. أما التجهيز فإننا نطالب بتوفير جهاز الوزن الجاف للمرضى لأنه إلى حد الآن في ولاية الجلفة يأتي المريض لإجراء التصفية ولا يملك معطيات عن وزنه الجاف قبل وبعد التصفية. كما نطالب بضرورة الاهتمام بجانب التبرع بالكلي سواء من حيث تسريع إجراءات الجراحة في الجلفة أو خارجها. وكذلك إنشاء بنك للكلى من الأشخاص المتبرعين. أخيرا هذه رسالة نوجهها الى عائلات مرضى القصور الكلوي خاصة والى المجتمع بصفة عامة وهي رسالة توعية ندعو فيها الجميع الى مد يد المساعدة المعنوية لمريض القصور الكلوي والاهتمام به نظرا لوضعيته الحساسة التي تجبره على التمدد على سرير لمدة ثلاثة ايام في الأسبوع مع ما يصحب ذلك من ارهاق جسدي ونفسي. مركز مسعد ... افتتح حديثا ويحتاج عناية وصرامة !! من جهتها استقصت "الجلفة إنفو" من مصادرها واقع مركز تصفية الدم بمسعد حيث أكد محدثونا أن هناك حاجة لفرض الصرامة الإدارية بهذا المركز الجديد الذي افتتح صائفة 2019. وبالنسبة للتكفل الطبي فالطبيب المختص في أمراض الكلى سينهي خدمته المدنية قريبا في الربيع القادم ولابد من توفير البديل سريعا. أما الأطباء الذين يتم تعيينهم في مركز تصفية الدم بمسعد يتم إجبارهم على العمل في مصلحة الاستعجالات مما يؤدي إلى إرهاقهم واستقالتهم تباعا وهو ما يعني نزيفا مستمرا للأطباء العامين وعدم استقرارهم بهذا المركز. وبخصوص الطاقم شبه الطبي فإن إدارة المستشفى بمسعد رفضت إدراج نظام المداومة الليلية مع التعويض المالي مما يسمح بتغطية يوم الجمعة أيضا من حيث شبه الطبي. في حين أن بعض المصالح الأخرى بمستشفى مسعد تضع جداول مناوبة ليلية وتعويضات للطاقم شبه الطبي. علما أن هذه المناوبة بمركز تصفية الدم تتطلب أيضا مناوبة لتقني الأجهزة وطبيب مناوب ومخبري. كما طرحت مريضات مطلب احترام عادات المنطقة المحافظة وهذا بتحويل ممرضة إلى قسم النساء احتراما للخصوصية لا سيما بالنسبة لحالات "KT fémoral". ويطرح أيضا مشكل توجيه سلك مساعدي التمريض (ATS) الذين لا يتلاءم تكوينهم مع دقة العمل بمركز تصفية الدم عكس سلك ممرضي الصحة العمومية (ISP). ويبقى الحل حسب مهنيي القطاع في ضرورة التسريع باسترجاع تخصصات شبه الطبي بمدرسة شبه الطبي بالجلفة لا سيما منها تخصص "العلاج العام" وكذلك التسريع باستلام المعهد العالي للتكوين شبه الطبي بحي بحرارة بالجلفة.