بعد أن استبشر قطاع التربية بولاية الجلفة خيرا بتعيين السيد "نجم الدين حمة" مسؤولا عن القطاع، ومباشرة مهامه من خلال إحداثه لتغييرات جذرية على مستوى المصالح، بداية من اتخاذه لقرارات شجاعة منها : إنهاء مهام عديد الإطارات التي لطالما اشتكى من سطوتها موظفو القطاع، وكذا تحجيمه لدور بعض النقابات والحد من تدخلاتهم الدائمة بهدف قضاء مصالح ضيقة خارج الأطر القانونية. إضافة إلى إنجاز الأعمال في وقتها وفق ما تقتضيه النصوص المنظمة على غرار حركة التنقلات، والتعيينات وغيرها...مما أغلق الطريق في وجه المتلاعبين على مستوى المديرية... وقد شهد القطاع تحت إدارته العديد من الإصلاحات على مستوى مصلحة الرواتب على غرار المصالح الأخرى. من خلال تدخلاته الموفقة في حل مشكلة المخلفات التي ظلت تراوح مكانها لسنوات عديدة مكّنت المتضررين من الحصول على مستحقاتهم المالية، وكذا ضبطه لمواعيد صب الرواتب ومنح الأداء (المردودية) في أوقات مضبوطة، حيث عرف القطاع في وقت سابق الكثير من الإضرابات وبشكل يكاد يكون شهريا بسبب هذه التذبذبات الناجمة عن التهاون أو قلة الكفاءة أو الاستهتار الذي كان يسود أروقة المديرية... وفي مدة وجيزة لم تتعد ال09 أشهر، شهد قطاع التربية نقلة نوعية على مستوى المديرية انعكست آثارها في الميدان بالرغم من أن حجم العمل بمديرية التربية بالجلفة يضاهي ولايتين أو أكثر تتوفر على عدد أكثر من المصالح وحجم عمل أقل (خمس مصالح لولاية الجلفة مقابل سبعة في ولايات أخرى)...وهو ما أضفى ارتياحا كبيرا لدى الكل وأصبح الجميع يترقب قراراته الشجاعة ويأمل في إصلاح ممكن بعدما ساد اليأس ووُصف القطاع في وقت سابق بأشنع النعوت... فلماذا حدث هذا التغيير؟! وفي هذا الوقت الحساس ؟ ومن كان وراءه ؟ ولمصلحة من تم هذا التغيير ؟ وخاصة أنه لا أحد من الجماعة التربوية اشتكى من مدير التربية اللهم إلا بعض أصحاب المصالح الضيّقة، والذين قد تكون مصالحهم قد مُسّت فحركوا نفوذهم. أم أن للأمر علاقة باستعماله لسلطته في إلغائه لصفقات لم يُلتزم فيها بالإجراءات المنصوص عليها ؟ ! حيث مورست عليه ضغوطات كبيرة من طرف جهات محلية ومركزية عقب تمديده لآجال إيداع الأظرفة مما فسح المجال لمتنافسين آخرين بالمشاركة في إحدى المناقصات وهو ما لم تستسغه بعض الأطراف المنتفعة...أم أن للأمر علاقة بنفوذ بعض ممن أنهيت مهامهم ؟ أو استجابة لضغوطات نقابات كانت تتمتع سابقا بحظوة القرب من صناع و متخذي القرار ؟ مثل هذا التغيير قد يرهن قطاع التربية بالولاية، و يفتح الباب واسعا أمام هؤلاء لإعادة إرساء جملة من السلوكيات والتصرفات كانت آيلة للزوال، أضرت بقطاع التربية وجعلت الولاية مضربا للمثل في سوء التسيير وضعف النتائج. وهذا لا يعني بحال المساس بشخص الوافد الجديد على قطاع التربية بالولاية أو القدح في كفاءته، و الذي نتمنى له التوفيق وننتظر منه خدمة القطاع... بقدر ما هو تنبيه إلى أسلوب التعاطي من قبل الوصاية مع ولاية بحجم الجلفة بكثير من الاحتقار والدونية والنظر إليها لا باعتبارها موردا بشريا مهمّا ينبغى الاهتمام به، وإنما لاعتبارات أخرى...لا مكان للتربية والتعليم فيها. للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو