توطئة: ..لست عضوا في اللجنة المركزية، ولا في المكتب السياسي ..وغير مترشح ..فاقرأوا وعو !!!! مما لا يختلف فيه إثنان، أو يتناطح من أجله كبشان، أن معظم القوائم المزمع تقديمها للإنتخابات التشريعية ( 10/05/2010) الحزبية منها والمستقلة، جاءت هزيلة، نحيفة، كأنها خرجت لتوها من غرف الإنعاش !! فلا شيء يمّيز هذه القائمة عند تلك في" الرداءة" سوى اختلاف الأسماء، وتعدد الأحزاب حتى لكأنها مستنسخة عن بعضها !! والأكيد، أن هاته القوائم (التي لا تجد فيها من هو قائم !!) طبعتها الفوضوية في الإنتقاء، والعشوائية في الإختيار، مما جعلها تحوي بين طياتها أطيافا لا رابط بينها، وألوانا لا تناسق يجمعها، وأشكالا متنافرة.. مثلها كمثل لوحة عبث فيها رسّام مبتدئ، يجهل حمل الريشة، وعنده كل أخضر حشيشة !! فلا جبهة التحرير الوطني كانت موفقة..ولا التجمع الوطني الديمقراطي كان ناجحا، ولا الأحزاب الإسلاماوية (حمس+النهضة+الإصلاح) كانت صائبة !! أما "الفقاقيع" المنبعثة من "غازات" بركة تسخين المناسبة فحدث ولا حرج؟ ! لذلك، فأجزم أن المواطن ما احتار-يوما- في شأن الإنتخابات كحيرته هذه المرة !! تذكّرت مقولة فحواها:( ..هناك مجتمع واحد لا يمكنه أن يضحك على عيوب أنداده..إنه مجتمع ..العميان !!) ولعمري ، فهذا ينطبق تمام الإنطباق على (صانعي) قوائم الإنتخابات التشريعية عندنا..هؤلاء الذين أعدوا ما أعدوا وأعينهم مغمضة، وأبصارهم ذاهبة، وأفكارهم غائبة ( صم، بكم، عمي//بل هم أضل سبيلا) هذا البخس الظاهر، وهاته الرداءة المستشرية في انتقاء العباد، حدت بكل من تطأ قدماه أرض البلاد.. إلى أن يطمع في أن يكون سيدا من الأسياد !؟ وبعد.. فالذي يهم أكثر هو موقع حزب جبهة التحرير الوطني من الإعراب في هذه الطبخة باعتباره الأصل، وهمزة الوصل، وبغيره لا يصح الوضوء أو الغسل !! لا يخفى على الذكي والبليد، أن معظم قوائم الحزب العتيد، لم تكن في المستوى المطلوب، ولا تلبي المرغوب..نقول هذا، لا انتقاصا من شأن عميد الأحزاب، بيت الشيب والشباب، ولكن لأن الواجب يفرض على "القائد" أن يكون أحسن حالا مما سواه..فلا يجوز المقارنة بين "فيل" وفأرة !! ثم إن تاريخ الحزب الرائد مليء بالمحافل، غني بالمآثر ، يعج بالكفاءات، وتزدحم صفوفه بالفتيان والفتيات..فحيثما وليت وجهك شطره تجد الأيدي ممدودة إليه بكبرياء، والسواعد باعتزاز(..جبهة التحرير أعطيناك عهدا !!) وعلى هذا الأساس، فكل خطأ يصدر عنه يٌعدُّ جسيما، وكل زلقة تصيبه تعتبر مشؤومة !! هناك مثل جزائري صرف يقول:( القط إذا نط نقولو: هذه عادة بوه وجدّو..والجمل إذا نط نقولو: هذه بدعة !!) و الحزب العتيد ينصرف عليه الجزء الثاني من المثل !! أن تولد قوائم حزب جبهة التحرير الوطني ..ناقصة الخلقة، مشوهة المعالم، رغم توفر كل الظروف (المادية والمعنوية..التضاريسية والمناخية) فهذا أمر يدعو للغرابة ، ويطرح ألف سؤال وسؤال !! من المسؤول؟؟ أهو رئيس قسم الجراحة؟؟ أهم المساعدون؟؟ أهم الممرضون؟؟ أهم الإداريون؟؟ ألعلة في الأم؟ ألتاثّر الجنين بعامل ما؟؟ ألنقص في التجهيز؟؟ ألسوء استعمال الوسائل؟؟ أسئلة تترى وراء بعضها، أعتمد على ذكاء القاريء في استنباط غيرها؟؟ لندخل إلى قاعة التشريح ونعاين الجثة؟؟ هناك من يُحمل الأمين العام المسؤولية تامة وكاملة غير منقوصة؟؟ وهناك من يُحمل أعضاء المكتب السياسي الوزر بكل أثقاله؟؟ وهناك من يُحمل أمناء المحافظات تبعات ما حدث؟؟ وفي إعتقادي، فإنّ المسؤولية موزعة على هؤلاء القوم بأوزان مختلفة، وأقساط شبه متساوية !!! فالأمين العام لا يمكنه التنصل من مسؤوليته في اختيار رؤساء القوائم بالخصوص، ولا يمكنه التذرّع بأية حجة في هذه النقطة بالذات !! أما أعضاء المكتب السياسي، فالواضح أنهم هم القشة التي قصمت ظهر البعير، لأنهم -حسب ما هو شائع - حين تأكدوا بأنهم ممنوعون (؟) من الترشح، راحوا يتماطلون في دراسة الملفات..ولما قربت ساعة الحسم، وجد الأمين العام نفسه مضطرا إلى تفويض كل عضو عليه اختيار قائمة ولايته أو منطقته..ففعلوها)؟(..وعاثوا فيها فسادا..منهم من رشح ابنه، ومنهم من اختار أخاه، ومنهم من فضل صهره، ومنهم من عوّل على صديقه، ومنهم من قام بدور التاجر، ومنهم من قام بدور الفاجر..ومنهم من استأثر لنفسه بالقائمة كلها !! أما المحافظون، فبعضهم قام بدور شاهد الزور.. والآخر بدور "حفّار القبور".. وذاك اختار الطعن في شرف مترشّحين..ومنهم من بيّض صحائف (السّاقطين).. ومنهم من باع واشترى..وبسببهم الظلم عمّ واستشرى !! بقي شيء آخر..وهو تهافت المقصيين من الترشح للإنتخابات على التّنادي لجمع التوقيعات المؤهلة للإطاحة بالأمين العام و(مكتب المآسي) !! والحقيقة، فإن المبادرة في حد ذاتها لا أراها مشينة لو أنها صدرت من أشخاص ذوي نوايا تقترب من (شبه) حسنة !! صحيح، قد يكون من بينهم من نيته صادقة، وسريرته طاهرة، ويهمه الحزب -حاضرا ومستقبلا- غير أن الكثير من الأسماء التي طفت على السطح، محاولة قيادة قاطرة (التمرد) تفوح من محيطها روائح مقززة تزكم الأنوف !! أجل، فلو أن هؤلاء الأشخاص كانوا ضمن قوائم الترشح بل على رؤوسها، كما كانوا يأملون، ويرغبون، ويصّرحون، هل كانوا (سيثورون)؟؟ كلاّ وألف كلاّ !! إذن فدافعهم هو الأنانية المفرطة..أنا وإلا فلا..ولذلك فلا يمكن للعبتهم أن تنطلي على المناضلين الحقيقيين، لا مناضلي الترشيحات والمناسبات، واغتنام الفرص، كما يفعل اللص !! لقد آن الأوان لأن تنزاحوا كلكم عن الكراسي، لأنكم أسباب المآسي !! حان الوقت لتتوقفوا عن اصطياد المكاسب، من غير أن تجدوا من يحاسب !! أعرف أشخاصا كانوا(يسبّحون) بحمد الأمين العام، ويتشهّدون بسبّابته في صلواتهم ،وتلهج ألسنتهم بمدحه في حضوره وغيابه، ويضحكون بملء أفواههم، حتى تظهر نواجذهم، إذا ما ابتسم..مجرد ابتسامة..وحين (وقع رميهم من أذيالهم) خارج ساحة الإنتخابات غيّروا اتجاه بوصلاتهم 360ْ !! إنني لجد مستاء من نوعية ما احتوته القوائم.. ويعزّ عليّ أن أرى خيولا جامحة، أعرف كريرها في ساحات (الوغى) وحمحمتها في ميادين (المعارك) يقع إبعادها عن مضمار السباق من قبل من لا يعرفون قامة الفرسان وقيمة الأفراس؟؟ ولكن ما عسانا فاعلون، والحال أننا مجبرون على التّموقع حيث يكون حزبنا !!(صح فيهم دارونا أمام الأمر الواقع !!وتحضرني هنا مقولة:"عنترة بن شداد العبسي" حين استنجد به قومه:"ضيّعوني وأنا صغير، وحمّلوني دمهم وأنا كبير" !!!) وإنني أربأ بنفسي أن أكون في صف ( هيشور) ورفاقه حين يدعون إلى إسقاط قوائم بيتنا، لمجرد أنهم لم يتصدروا قوائم ولاياتهم أو مساقط رؤوسهم؟؟... ولا أعتقد أن عاقلا يمكنه التضحيه بالأم بحجة أن الجنين مشوه !! وعزاؤنا في كل هذا، أن لا حزب يمكنه التطاول على الآخر في حسن اختيار الأشخاص، وعملية الترتيب..والمجلس القادم (خلوطة) الله يستر؟؟ الجلفة يوم: 07/04/2012 (*) نائب بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية الجلفة