انطلقت أشغال بعض ملتقيات جامعة الجلفة هادفة حسب رؤيتها إلى إدراج أنواع متعددة من المقاربات الفكرية والعلمية البحثية محاولة ربط أواصر المعرفة بين النخب الباحثة والمؤطرة والمثقفة، لتصنع نهجا مهما يحتاجه المهتم بشؤون البحث والتقصي، ولكن وحين استقصائنا عن بعض الأسماء التي من المفروض أن تكون مشاركة في هذه الاحتفالات المهمة في كلية الآدب واللغات والعلوم الاجتماعية (الملتقى الوطني الأول حول التجريب في الرواية الجزائرية المعاصرة) وفي كلية الحقوق والعلوم السياسية (الملتقى الدولي حول علم صناعة المخطوط) لم نجد أثرا لها من قريب أو بعيد، وقال أحد المتابعين إنه من واقع التثاقف المعرفي فيما يخص (المخطوط) خاصة في مدينة الجلفة وأبحاثه المنفتحة على النقاش وأهمية الموروث الثقافي والتدوين في المنطقة يجب أن تكون هناك دعوات لبعض الشخصيات ولا يتم التغافل عنها كالشيخ الباحث "علي نعاس" والذي أصدر مؤخرا أحدث أعماله عن الشيخ عبد الرحمن النعاس، كما حقق وأصدر مخطوطا للشيخ أحمد بن معطار، والذي دوّن فيه الكثير مما تركه الشيخ الجليل أحمد بن معطار من قصائد في الشعر الشعبي تنم عن فهم واقتدار في المعرفة الروحية والدينية، هذا البحث الذي تضمن مقالا عن الشعر الشعبي للدكتور أحمد قنشوبة من جامعة الجلفة. وقد دوّن الشيخ علي نعاس وكتب عن الكثير من الأعلام ونقل الخصوصية الشفية إلى مادة بحثية، وهو الدؤوب على متابعة السلف معرفيا، من المشايخ الباحثين في التراث فقدم كتابه الشهير "تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد" رفقة الشيخ عبد القادر زياني، وقال المتحدث عن "فرضية" هذا الإقصاء أنه قد طال أسماء أخرى كالشيخ الميلود الأمين قويسم وبعض الأسماء الثقافية المهمة في مدينة الجلفة من كتاب وشعراء وقصاص ومترجمين يتم تجاهلهم عن قصد أو غير قصد ولا يتم دعوتهم للمشاركة وحضور مثل هذه الأعمال وكأن هناك قطيعة بين الجامعة كمركز للبحث وبين المثقف والباحث خارج الجامعة، وقال إن الجامعة بذلك تضع حاجزا كبيرا تهمل من خلاله تجارب مهمة في المدينة تحتاج لمثل هذه اللقاءات وكأن الجامعة (للجامعيين المقيمين) فيها فقط، وأضاف لقد (أصبحنا نعيش في الهامش حتى الثمالة، وأضحى الهامش جزء من تكويننا البيولوجي والمعرفي).