في كل رمضان ننتظر إنتاجا تلفزيونيا يرقى إلى "بعض المستوى" حتى لا نقول للمستوى، ولكن مع الأسف تبذر الملايير في إنتاج مسلسلات بدلا من أن تسلي الناس وتثقفهم يضحك فيها أهل الكوميديا على الناس، بعدما فشلوا في إضحاكنا، ولا علينا حتى وان ضحكوا علينا ونحن نتفرج عليهم فمهما كان هذا هو " سوق الضحك" و " سوق الذر" حين تصرف الملايير في انتاج الضحك على الناس، وكان الأجدر على إدارة التلفزيون أن تعيد لنا سكاتشات محمد التوري، والحسن الحسني، والمفتش الطاهر بالأبيض والأسود خير ألف مرة من إنتاج الضحك من أجل الضحك، وبعيدا عن الضحك كان يمكن أيضا فإنه من الواجب التساؤل ما الذي ينقصنا حتى لا ننتج دراما جزائرية خاصة بنا ترقى إلى ثقافتنا وعاداتنا ..؟ ولماذا لا نتج مسلسلات دينية نظهر فيها لأنفسنا ولغيرنا مسار مشايخنا وما أكثرهم ..؟ والسؤال الأهم لفائدة من هذا التبذير وبيع الضحك من أجل الضحك بالملايير ..؟ ومع الأسف صرنا نستورد كل شيء من طعامنا على دوائنا وحتى مسلسلاتنا، ولا ننتج سوى الضحك على الناس وبالملايير أيضا، ما يحز في النفس أن الرداءة صارت هي المقياس الوحيد الأوحد ومعيار حقيقي لدخول حتى ميدان الكوميديا وإنتاج المسلسلات، وكأن هذه البلاد لا يوجد فيها معهد يخرج كل عام مرجين وفنانين، ورغم ذلك يمكن لأي منتج أن يستعين بشباب الحي وشباب في الأسواق ليجعل منهم نجوما في رمضان بدل " التبهديل" و" التمهبيل" الذي يمارسه علينا كوميديون يضحكون علينا بدلا من أن يضحكوننا .