قبل 3 أيام أواقل من حلول عيد الفطر المبارك ما تزال أزمة دفاتر الصكوك البريدية والبطاقات المغناطيسية مستمرة وأخذت أبعادا خطيرة من جراء تفاقم حدة الاحتجاجات والتظلمات وشكاوي المواطنين من جراء طول آجال استلام دفاتر شيكاتهم وبطاقاتهم المغناطيسية تعدت في العاصمة وبعض الولايات الداخلية 8 أشهر مما يجبر المواطنين إلى استخدام "صكوك النجدة" كحل وحيد لصرف رواتبهم في وقت ما تزال مؤسسة بريد الجزائر مصرة على تبرئة نفسها وتحميل مشتركيها في شبكة الحسابات البريدية الجارية المسؤولية . اود في جولة ميدانية قادتنا إلى مركز الصكوك البريدية بساحة الشهداء بوسط العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية فوجئنا بجموع كبيرة من المواطنين قادمين من مختلف مناطق الوطن، المشكلة عدم استلامهم دفاتر شيكاتهم وبطاقاتهم المغناطيسية لسحب الأموال لمدة تتراوح ما بين 4 و8 أشهر كاملة. صكوك النجدة هي الحل في انتظار انفراج الوضع وقد وجدنا من بين المواطنين الذين اصطفوا في طوابير طويلة عريضة من سلم وصل استخراج دفتر شيكات جديد على مستوى مراكز بريد محل إقامتهم منذ 10 أشهر وسنة كاملة لكن دون جدوى، الأمر الذي يدفعهم طيلة هذه المدة إلى اللجوء إلى صيغة "صكوك النجدة" وهي الصيغة التي تتطلب بدورها إجراءات إدارية مكملة جد معقدة . في هذا الصدد تحدثنا إلى عدد من المواطنين وقد اجمعوا على أن الوضع أصبح لا يطاق خصوصا عشية المواسم والأعياد مثلما هوالحال هذه الأيام حيث بدأت جموع المواطنين تصطف في طوابير أمام مركز الصكوك البريدية قبل ثلاث ساعات من موعد افتتاح هذا الأخير أبوابه أمام الجمهور وهم قادمين من مختلف ولايات الوطن تبعا لتوجيهات وإرشادات المراكز البريدية محل إقامتهم التي ترمي في كل مرة الكرة إلى مركز الصكوك البريدية في العاصمة حيث تعمد إلى إقناع المشركين بان الخطأ مسجل على مستوى المصالح المركزية في العاصمة .حالة التذمر والسخط هي السمة الغالبة في مركز الصكوك البريدية بلغ الأمر إلى حد طلب المواطنين مقابلة مدير المركز هذا الأخير بدوره أكد أن مؤسسة "بريد الجزائر" تتبرأ من الوضع بشكل تام ومطلق محملا المواطن المشترك المسؤولية الذي لا يقدم بشكل واضح وسليم عنوانه السكني الشخصي وآخرين غيروا مقرات سكنهم مع الاحتفاظ بالعناوين القديمة وفي هذا الصدد قالت مديرية الصكوك البريدية بالعاصمة في وقت سابق من الشهر الجاري أن عدد هام من دفاتر الشيكات وقدرتها ب 40 بالمائة تعود إلى المركز بعد 60 يوما من قبوعها في المراكز البريدية محل إقامة المشتركين، كذلك الوضع بالنسبة للبطاقات المغناطيسية لسحب الأموال التي تكدست بشكل كبير على مستوى مراكز خدمات السحب الآلي للأموال التابعة لمؤسسة بريد الجزائر دون أن يتقدم أصحابها لاستلامها . المواطنون يرفضون مبررات بريد الجزائر كل هذه المبررات رفضها المواطنون مؤكدين أنها محاولة لتبرئة مؤسسة بريد الجزائر ساحتها وتنصلها من المسؤولية موضحين انه حتى وفي حال صحة هذه المبررات فهي تخص فئات ضيقة وليس الآلاف من المشتركين فلا يعقل أن يغير الآلاف مقرات سكنهم في ظرف وجيز. وفي هذا الصدد قال لنا "عمر .ب" وهو أستاذ في اكمالية بالعاصمة أنه لم يغير مقر سكنه لكنه أكد – بعد أن أرانا وصل إيداع قسمية التجديد وهي بتاريخ 21 جانفي 2011 بمعنى أنه دخل شهره الثامن دون أن يستلم دفتره . أما مواطنة أخرى وتعمل في سلك الصحة فقد اكدت أنها ما تزال تنظر بطاقتها المغناطيسية رغم صحة مل معلوماتها الشخصية بما فيها مقر سكنها الذي لم تغيره قط منذ شهر فيفري الماضي حيث في كل مرة كانت تقصد المركز البريدي محل إقامتها طيلة هذه الفترة كانت تجابه بجواب "لم نستلم بطاقتك بعد" الأمر الذي دفعها للتوجه إلى مركز الصكوك البريدية منذ حوالي شهر ورفع شكوى إلى الإدارة العامة لكن لم تستلم جوابا وهي اليوم مصرة على استلام بطاقتها . المتقاعدون والمواطنون خارج العاصمة .. الأكثر تضررا مواطنون آخرون من ولايات عديدة، من المسيلة وخنشلة وجيجل وعين الدفلى ومعسكر وباتنة غيرها قالوا أنهم متواجدين في العاصمة منذ يومين وقد اكرهوا على الإفطار في "مطاعم الرحمة وعابري السبيل " والهدف معرفة مصير دفاترهم التي طال أمدها، وقد أوضحوا وهم في أكثريتهم من فئة المتقاعدين أن مبررات المركز واهية وغير منطقية على اعتبار انهم لم يغيروا سكناتهم لكنهم لم يستلموا دفاترهم منذ أشهر عديدة . وقد عبر العديد منهم عن نيتهم في التوجه إلى مقر الوزارة الوصية وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال لتنظيم وقفة احتجاجية لمحاولة حمل المسؤول الأول عن القطاع للتدخل العاجل ووقف هما وصفوه ب "المهزلة" التي أساءت كثيرا إلى صورة مؤسسة "بريد الجزائر" كمؤسسة مواطنة . لتطوير ورفع أدائها في هذا المجال "بريد الجزائر" يؤسس فرعين للبريد السريع والهجين قالت مؤسسة بريد الجزائر على موقعها في شبكة الانترنيت أنها تستعد لإطلاق فرعين جديدين متخصصين الأول في خدمات البريد السريع والثاني في خدمات البريد الهجين وتأتي خطوة مؤسسة بريد الجزائر لتأسيس هذين الفرعين بهدف تدعيم خارطة المؤسسات الناشطة في مجال البريد السريع وأيضا لترقية وتطوير مستوى أدائها في هذا المجال لمواجهة المنافسة الشديدة في السوق على اعتبار أن هذه الأخيرة عرفت خلال السنوات الخمس الماضية دخول مؤسسات عديدة للنشاط في هدا المجال بعضها محلية وأخرى أجنبية .