في احتفال بمناسبة خمسينية الاستقلال وذكرى أول نوفمير بقاعة التشريفات داخل مبنى ولاية الجلفة، دعت الولاية عددا من الشخصيات الثورية والرياضية والمثقفة كي يتم الاحتفاء بهم، وقد التقت "الجلفة انفو" ببعض المثقفين المكرمين من طرف والي الولاية بعد الاحتفال، حيث بدت عليهم "البأساء" التي أعادت لهم أجواء الخيبة المعلنة ،مبررين ذلك بعدم فهمهم لما يحصل حولهم. الروائي عيساوي محمد: والي الولاية يحتاج إلى مستشار ثقافي نوعي قال لنا الروائي الشاب عيساوي محمد وهو يحمل بين يديه هدية التكريم "شعار الخمسينية"، قال هذا الشعار له بعده التاريخي ونبضه في قلوبنا وله رمزية لا يستهان بها، لكن أن يدعو والي الولاية بمركزه الكبير المثقف بمركزه الواعي ويختزل تكريمه بعيدا عن"الشعار" في شهادة فهذا أمر يجعل من وزارة الثقافة نفسها أن تعيد حساباتها في وعيها بهذا المثقف وهذا المبدع لأن أهميته من أهميتها.. إننا بذلك نبخس المثقف قيمته ونحتاج إلى من يدركها بمفهومها "المادي" و لما لا ، والجزائر بخيراتها لا يشكل لها المثقف العبء المادي الكبير مقابل ما تمنحه في "لونساج" أو "محلات بوتفليقة".. وأضاف "إننا نحن المبدعون مثل كل المواطنين نحتاج لكل شيء كما يحتاجون، نحتاج حتى لأحد يربت على كتفنا "من قلبه" إذا كانت ليست له حيلة في تغيير مصير المثقف والواعي في هذه البلاد". الروائي الشاب عيساوي محمد عبد الوهاب وحين سؤالنا له عن سبب غياب هذا الوعي قال لنا "والي الولاية لا نعتب عليه في شيء لأني أعلم عمل الإدارة جيدا إنما العتب كل العتب أنه ليس لديه المستشار النوعي الذي يستطيع استطلاع المواقف وتقييمها حسب حدثها المكاني والزماني" المبدع كما قال "لم يهرم عليه الزمن فهو يرى كل يوم وأمام عينيه أناس يبيعون ذممهم بأبخس الأثمان لكنه مصمم على أن يكون مختلفا.." سالم حميدة: المناسبة مهمة ودعوة الوالي لها قدرها سالم حميدة وهو أيضا من الوجوه التي اقتربت من المشهد الثقافي مؤخرا وتحصل على جائزة رئيس الجمهورية في طبعتها الأخيرة، قال لنا "إنه كان ينتظر تثمينا مهما من والي الولاية"، ثم أضاف "نحن نعي جيدا أهمية هذا الحدث التاريخي وأتمنى أن تتطور الإدارة في فهم المثقف وقيمته المادية، كنا نريد أن نتحدث إلى المسؤول، و لو فعلنا لمررنا رسائلنا إليه واهتماماتنا ولا أريد أن يتكرر ما حدث لبعض المثقفين الفائزين بجوائز وطنية وعربية وعالمية حيث دعوا من طرف مدير دار الثقافة السابق رشيد بودالي وقد كرّمهم "بكوادر" معتقدا أن ذلك تكريما .. لكن هؤلاء تركوا الكوادر عنده وانصرفوا وقد ثبت لديهم أنه لا أمل". كما تذمر الشاعر سالم حميدة من عدم دعوة الفائزين في الأعوام الماضية والذين كما قال "يحتاجون إلى اهتمام كبير من طرف السلطة فالمدينة لها حجمها الثقافي" ، وقال "إنهم توزّعوا عبر البلدان في كتاباتهم ومنابرهم وكأنهم لا يمتلكون وطنا أو مدينة تلم شتاتهم". كما سألنا الشاعر فيما إذا كانت مديرية الثقافة تسعى إلى تكريمهم خلافا لهذه الاحتفالية التي أراد بها السيد والي ولاية الجلفة الاجتماع بنخب متعددة ولم يهدف بها إلى التقليل بأي كان، باعتبار أنها احتفالية معروفة تحاول في كل مناسبة أن تحيي هذا اليوم بعيدا عن قيمتها المادية وقريبا من قيمتها الرمزية، قال لنا الشاعر "إن هناك في الآفاق ما يمكن أن يكون جميلا وأشكر والي الولاية على دعوته وآمل أن تتغير المعاملة في السنوات القادمة"