تبعد قرية قندوزة عن بلدية سيدي بايزيد حوالي 27 كلم وعن بلدية دار الشيوخ حوالي 10كلم وهي تابعة إقليميا لبلدية سيدي بايزيد. فبعد دخولك هاته القرية سترى مشهدا مؤلما لا يخلو من الأسى مليء بمعاناة يحملها سكان القرية على أكتافهم ليلا نهارا. حالة مزرية يعيشونها رغم ما تملكه تلك المنطقة الفلاحية من موقع إستراتيجي سياحي جدير بالاعتناء، إلا أن ما يعكسه الوضع السائد في القرية من الحرمان من أبسط الأشياء أدى إلى عزلة شبه تامة لقاطنيها ناهيك عن الإقصاء والتهميش الذين يعيشهما سكانها في ظل وعود مقدمة راحت أدراج الرياح . و في الوقت الذي كانت تطرح فيه الحاجة الملحّة لهذه القرية إلى مشاريع خاصة ومستعجلة لاستدراك الوضع، جاء التلاعب بحيثيات مشروع حفر بئر عميقة التي أفاضت الكأس كون قرية قندوزة تعاني مشاكل بالجملة يأتي في طليعتها مشكلة التزود بالمياه. فرغم أننا نعيش في عصر التطور، الا أن سكان "قندوزة" ما زالوا يستعملون وسائل بدائية من العهد القديم لجلب الماء الشروب الى بيوتهم. حيث يستعملون الحيوانات (الحمير) لنقل الماء من بئر يسمى بالعامية "حاسي البايلك" حفر في عهد الاحتلال الفرنسي من طرف الإدارة الاستعمارية، وبئر (حاسي عيال حمومة) الذي حفره السكان القاطنون بجوار تلك الجهة. أما ميسورو الحال، فلهم هم نصيبهم من الشقاء لأنهم يشترون المياه من أصحاب الصهاريج من بلدية دار الشيوخ بمبلغ 700 دج. حاسي عيال حمومة حاسي البايلك أما إذا سألت عن المراكز التربوية والثقافية والرياضية، فيأتي السؤال غريبا وكأنهم لم يسمعوا بها. فقد تم انجاز ملعب جواري بالقرية لكن انجازه لم يتم في مكان المجمع السكاني بل على مسافة 1.4كم ... لا ندري لماذا ؟ و هو ما حرم الأطفال من كل أنواع الترفيه والتسلية مع تسجيل الغياب المجحف من طرف الجهات المسئولة لمتابعة هذا الملف. وبخصوص خدمات البريد التي يقصدها عمال الشبكة الاجتماعية وكبار السن وأعوان الحرس البلدي وغيرهم من أجل سحب رواتبهم ... فإننا نجد أن قاعة البريد لا تزال مغلقة الى حد الآن و محاطة بسلك شائك وكأنها محمية خاصة. رغم أنها مشيدة منذ سنة 1984 وتم ترميمها في سنة 2011 وأصبحت جاهزة. و هو ما يعكس حقيقة ماثلة أمام العيان و هي أن الدولة تشيد المؤسسات وتعمر المناطق الريفية إلا أن مسئولي المنطقة لا يبالوا بفتحها أو غلقها. أما سكان القرية فيسافرون الى بلدية دار الشيوخ على الغالب لسحب رواتبهم . مكتب البريد بقندوزة بلدية سيدي بايزيد و يتواصل مسلسل معاناة سكان قندوزة اذا تطرقنا الى موضوع التدفئة خصوصا في فصل الشتاء و التي هي منعدمة أصلا. لتبقى التوصيات و النداءات و الوعود في مهب الريح. ونتيجة لذلك تكاد تكون قرية "قندوزة" بعيدة حتى عن أبسط الأحداث الجارية وسط البلدية التي ينتمون إليها ناهيك عن قلة الخدمات الاجتماعية فهم ينتظرون كل يوم قدوم قارورات غاز البوتان أو صهاريج المياه التي يدفعون حقها من جيوبهم . ولا تزال القرية تعيش بعدا شبه كلي عن التنمية المحلية لفائدة سكانها و كذلك التنمية الريفية ... و هما الثنائيتان اللتان أجبرتا الكثير من سكان "قندوزة" على النزوح نحو المدن وخاصة بلدية دار الشيوخ بحثا عن أماكن توفر لهم حقهم وتضمن لهم عيشا كريما بين الناس ليس إلا ...