لقد فتحت بلادنا في السنوات الأخيرة أفاقا واسعة للدراسة والبحث ينم عن قناعتها المطلقة أن عجلة التنمية في جميع ميادينها مرهونة بتشجيع البحث العلمي وتطويره، وأن الميادين جميع الميادين إنسانية واجتماعية وتجريبية ومخبرية وحقلية تتساوى في الأهمية باعتبار أن الانسان فضلا عن كونه جهازا هضميا فهو يحمل القوة الكامنة التي تجعل منه مبدعا وعالما وعبقريا، وهي مفاهيم ومعاني لا تتأتى إلا بالممارسة والاستدامة والتشجيع والدفع للأمام من المجتمع والدولة والممثلة له . إن هذه العملية ليست مستحيلة في عالمنا اليوم، ولكنها ليست سهلة ويسيرة، فالأمة التي لا تملك آفاقا واسعة للمستقبل في التنظيم والتخطيط للمدى البعيد والقريب والمتوسط، أمة خطواتها قصيرة للأمام بل هي إلى الوقوف في محطة القعود والنوم والتخلف أقرب، وهي نفسها الأمة التي لا توازن بين العلم والجهل ومحاربة الأمية. إن الباحث والدارس اليوم لا يطلب أن يوازي إنتاجه من الإبداع العلمي والمعرفي بما يقابله ذهبا، بل المراد منه إثراء المكتبة بم تزخر به أقلام المؤرخين من حقائق ووقائع هدفها الحفاظ على ذاكرة الأمة . يقول الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله "أننا شعب نحسن صناعة التاريخ لكننا لا نحسن روايته و التأريخ لما يصنعه"، وإذا كان مفهوم التاريخ هو دراسة الحوادث أو هو الحوادث نفسها، وهو أيضا وعاء الخبرة البشرية وهو العلم الخاص بالجهود البشرية، أو هو المحاولة التي تستهدف الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالجهود البشرية في الماضي وتستشف منه جهود المستقبل، وقد يحدث الظن أن التاريخ هو الماضي أو الأحداث التي طواها الزمن في غيابه ولم تعد تهمنا، وليس هذا بصحيح فالتاريخ يشمل الماضي والمستقبل ولا يمكن الفصل بينهما بل هو بالضبط وحدة لا تتجزأ. فالتاريخ لا يسهل تعريفه ولكن يبدو لي انه سجل لحياة المجتمعات الإنسانية وللأفكار التي تحكمت في توجيه نشاط تلك المجتمعات وللظروف المادية التي ساعدت أو أعاقت تطورها. وانطلاقا من هذا و إيمانا بالبحث التاريخي نحاول أن نلقي نظرة عن ما جاد به قلم الأستاذ قاسم سليمان في مولوده الجديد المسمى : تاريخ الولاية السادسة – المنطقة الثانية- من بداية التأسيس إلى نهاية بلونيس 1954م- 1958م، هذا المؤلف الذي صدر عن منشورات "الجلفة إنفو" مطبعة دار الكتاب العربي الطبعة الأولى 2013م الجزائر، وقد جاء الكتاب في حوالي 213 صفحة، مقسم إلى خمسة فصول حاول فيها الباحث نقلنا عبر هذه الفصول إلى محطات هامة عبر بوابة تاريخ الولاية السادسة والمنطقة الثانية خصوصا، موضحا كل هذا بمختلف المصادر والمراجع التاريخية التي أعطت لهذا البحث أهمية خاصة، والملاحظ الذي يحسب للباحث أنه اعتمد على الرواية الشفوية التي تعتبر زاد المؤرخ الحق. ضف إلى ذلك ما زود به الكتاب من ملاحق توضيحية هامة زادت من جمال البحث، وعموما فالكتاب يعتبر من الاسهامات الأولى للباحث وهو مشكور على هذا المولود الجديد . 1-الكاتب: كما جاء في آخر الكتاب هو من مواليد الخامس من مارس 1983م تحصل عل شهادة البكالوريا عام 2004م ثم شهادة الليسانس بقسم التاريخ 2008م ، أين خضت معه غمار تلك المسيرة، وقد كان من أكثر المشجعين على دراسة تاريخ المنطقة، فكان له الفضل علينا في تأسيس فرع جمعية أول نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة بدار الشيوخ، حيث كان خلال فترة الدراسة تواقا للبحث العلمي خاصة دراسة كل ما يمت بصلة لتاريخ المنطقة، وهذا ما يلاحظ على كتاباته الصحفية خاصة ما كان يصدر في يومية الشاهد التي عمل بها كمراسل صحفي ووكالة "الجلفة إنفو" التي يمارس بها نشاطه اليوم كرئيس للقسم التاريخي . 2-الكتاب: تاريخ الولاية السادسة – المنطقة الثانية- من بداية التأسيس إلى نهاية بلونيس 1954م- 1958م. 213 صفحة ، تاريخ الطبع 2013 عن منشورات الجلفة انفو، دار الكتاب العربي بالجزائر، ومن خلال مقدمة الكتاب يظهر أنه أتم الكتاب في الخامس من أفريل 2013م ، وهي الطبعة الأولى . - محتوى الكتاب : من خلال العنوان الكامل للكتاب يمكن الوقوف على محتواه عموما، والذي هو كتاب تاريخ الولاية السادسة – المنطقة الثانية- من بداية التأسيس الى نهاية بلونيس 1954م- 1958م، حيث ضم محتوى الكتاب خمسة فصول تتخللها ملاحق توضيحية، وجاء الكتاب تفصيلا في : مقدمة (6 صفحات) وخمسة فصول (178 صفحة) والملاحق (10صفحات) إضافة إلى قائمة المصادر والمراجع (7صفحات) وختمه بفهرس الموضوعات. - المقدمة: (6 صفحات) ،(ص5-10) بدأها الكاتب بالشكر والتقدير، ثم كانت كلمة مدير مؤسسة "الجلفة إنفو"، أما المقدمة فقد شرح فيها الدواعي والأسباب التي جعلته يؤلف هذا الكتاب، الذي هو دعوة الى المؤرخين و أبناء المنطقة الى العمل على كتابة وتدوين تاريخهم. ومن خلال ذلك يقف القارئ على منهاج الكاتب في التدوين وكتابة التاريخ، والأهم ما ورد فيه أن الكتاب يعتبر أولى الاسهامات لتدوين تاريخ المنطقة الثانية بهذا المسمى – على حد علم الكاتب- خاصة في الجزء المسمى بنهاية بلونيس. - الفصل الأول: 28 صفحة (ص13-40) الوضعية النظامية لمنطقة الصحراء حتى انعقاد مؤتمر الصومام يشير الكاتب فيها الى وضعية منطقة الصحراء وكيف أنها احتضنت الثورة، حيث يشرح في بداياته تلك الاجتماعات التي انتهت إلى إسناد مهمة توجيه المسؤولين إلى المناطق الصحراوية الى مسؤول منطقة مشونش، ثم يواصل سرده للحقائق التاريخية حتى خروج الشيخ زيان عاشور من السجن في جويلية 1955م الذي يعتبر النواة الأولى لتأسيس جيش الصحراء، وقد شكل رفقة القائد عمر ادريس أولى اللبنات للتصدي لجيش بلونيس وخاضوا عدة معارك من أبرزها معركة قعيقع في 10 جوان 1956م . ثم يحاول أن يأخذنا الى محطة هامة في تاريخ الولاية السادسة، فجاء عنوانه لهذه المرحلة بالولاية السادسة في مقررات مؤتمر الصومام. وبعد ذلك حاول التعريج إلى شخصية الشيخ زيان عاشور وكيف كان استشهاده بعد معركة واد خلفون في 7 نوفمبر1956م، وقد اعتمدا في ذلك على شهادتي المجاهد مختار مخلط والمجاهد بوبكر هتهات، لتكون خاتمة هذا الفصل تعيين القائد عمر ادريس خلفا للشيخ زيان عاشور رغم تمرد قادة الكتائب . - الفصل الثاني: 8 صفحات (ص41-48) تعرض فيه الكاتب إلى مسح سريع للأحداث التاريخية للولاية السادسة، خاصة تلك المؤامرات التي كانت تحاك من طرف الحركات المناوئة للثورة، فتناول حركة الشريف بن السعيدي التي استطاعت أن تنصب كمينا للقائد علي ملاح قائد الولاية السادسة والضابط الثاني للولاية عمار المدعو الروجي، واطلق على هذا عنوانا كبيرا جاء في –تصفية قادة الولاية السادسة .....على ملاح..وعمار الروجي – وانهى هذ الفصل بكشف مؤامرة ابن السعيدى من طرف قائد الولاية الرابعة الرائد أمحمد بوقرة، وبذلك تم ازالة الغموض واللبس عن قضية ابن السعيدي (تنظيم مناوئ للثورة). - الفصل الثالث: 22 صفحة (ص51-72) بحث فيه المؤلف ظروف تأسيس منطقة العمليات رقم تسعة من الولاية الخامسة وذكر معركة جبل تقرسان في الثامن من أفريل 1958م التي انتهت بهزيمة القوات الفرنسية ، ثم أبرز دور عمر ادريس فأطلق عليه رجل المصالحة وهذا اثر الخلاف الذي نشب بين جيش المنطقة الثامنة من الولاية الخامسة والزيانيين، حيث كان له فضل المصالحة، ثم يواصل سرده للحقائق التاريخية حول عودة عمر ادريس الي جبل قعيقع وهذا من أجل تنظيم المنطقة خاصة بعد أن جاءت الأخبار بتقدم بلونيس نحو دار الشيوخ، فأختار عمر ادريس نائبه الضابط حاشي عبد الرحمان الذي حمله رسالة الى بلونيس رفقة المجاهد بوبكر هتهات وحسب شهادة هذا الاخير التي أوردها الباحث في الصفحات 57-58 ان بلونيس حكم على نفسه بالخيانة من خلال قصته مع العجوز، ويذكر أيضا في شهادة بوبكر هتهات أن حاشي عبد الرحمان أعاد طرح السؤال على بلونيس ما موقفك اتجاه جيش التحرير الوطني ؟ فختم بلونيس الحوار قائلا "أنا ذاهب ويعجلكم تكونوا رجالة" ، ويواصل المؤلف سرده لشخصية عمر ادريس من خلال شهادة رفيقه في السلاح الطيب فرحات وكذلك المجاهد نبق بن حرز الله، هنا كانت خاتمة هذا الفصل وكان لزاما علينا ان نذكر ما قاله عمر ادريس " المخلصون للوطن ينتظرون بزوغ الفجر حتى يعرفوا ما قام به المجاهدون لكن الخونة عند حلول النهار تجدهم يختبئون تحت الجدران ..." -الفصل الرابع: 83 صفحة (ص75-156) استهلها الباحث بعنوان الجنرال بلونيس بين الخديعة والمؤامرة، فأعطانا تعريفا لشخصية الرجل وعدد أتباعه وأرجع ذلك إلى المصادر المتخصصة أمثال سليمان الشيخ وابراهيم لونيسي، ثم تطرق الى ظروف تأسيس حركته موقف مصالي الحاج منها، حيث يذكر الباحث" أن حركة بلونيس أنشئت ضمن الاستراتيجية الفرنسية للقضاء على الثورة الجزائرية بتفجيرها من الداخل ...حيث خلع شعار المصالية وكشف عن حقيقة تعاونه العلني مع السلطات الاستعمارية " هذا بعد لقاء بلونيس مع أحد الضباط الفرنسيين في 31 ماي 1957م دخلت الحركة في التطبيق الفعلي. وقد اختار بلونيس منطقة حوش النعاس لعدة اعتبارات، و كان أول لقاء تم بين أحد مبعوثي صالان و بلونيس في حوش النعاس يوم 14أوت 1957م تعهدت فيه السلطات الاستعمارية بمساعدته ودعمه، ويضيف الباحث أنه اعتبارا من هذا التاريخ أصبح بلونيس يعمل بالتنسيق مع الإدارة الفرنسية فجند حينها أكثر من 1500 رجل و رسائله تجاه الإدارة الفرنسية تبين ذلك (أورد الباحث عدة رسائل)، فأصبح بذلك بلونيس بين أحضان الإدارة الفرنسية كما جاء في الكتاب، والخريطة الموجود صفحة 108 تدل على المساحة التي منحتها السلطات الاستعمارية لقوات بلونيس وحقيقة تعاونه معها كما هو واضح من خلال خطابه ص 110، وبعد ذلك بين التنظيم العسكري لجيش بلونيس ووسائل الدعاية التي استعملها في حوش النعاس خاصة اعتماده على الروح الوطنية ورفع العلم الوطني واستعماله للنياشين (مكتوب فيها نصر من الله وفتح قريب)، ثم ذكر أهم السجون والمعتقلات من حوش البراردة ورأس الضبع إلى روس لخراط ...ومبرزا أهم أساليب بلونيس القمعية من خلال الشهادات الحية وشرح أيضا عملية الزيتونة (أوليفي) ، وعرج الباحث على ذكر أهم المعارك منها معركة بوذيب 24 سبتمبر1957م ومعركة الزرق في جبل حواص 25 سبتمبر1957م ومعركة المققشة بجبل مناعة 28/29 جانفي 1958م...وغيرها من المعارك التي دارت رحاها على تراب المنطقة ، ورغم كل ما قام به بلونيس من جرائم الا أن السلطات الاستعمارية قررت التخلي عنه لأنه كان مجرد ورقة في يد العدو فسرعان ما انقلبت عليه بدون أسباب واضحة – كما ذكر المؤلف- وفي خاتمة هذا الفصل تطرق الى نهاية بلونيس التي كانت من خلال الشهادات الحية ففجرت هذه الحركة من الداخل، وقد عدد الباحث عدة روايات حول نهاية بلونيس أولاها تؤكد مقتله على يد قوات جيش التحرير ، وثانيها علي يد قوات العقيد ترانكيي والفيلق الثالث الفرنسي ثم رواية المجاهد بن سالم الشريف (التي قربها الباحث للحقيقة)، لكن رغم تعدد الروايات الا أنه من غير الممكن حسب الباحث الجزم في مثل هذه القضايا الشائكة خاصة قضية بلونيس إلا بالرجوع إلى الأرشيف الفرنسي . - الفصل الخامس: 26 صفحة (ص159-184) شرح فيه اعادة هيكلة الولاية السادسة في أفريل 1958م هذه الأخيرة التي أخذت شكلها النهائي في هذا الشهر (أفريل 1956م) بأمر من لجنة التنسيق والتنفيذ وعين لها مجلسا للقيادة، وأعطيت قيادة الولاية لسي الحواس، واستعرض الباحث دور المجالس الشعبية التي اعتمدت عليها قيادة الولاية فقسمت إلى : المكتب المالي – المكتب التجاري – مكتب شؤون الأمة – مكتب الشرطة – مكتب الاصلاحات البلدية والحالة الصحية ، وبعد ذلك عرج بالذكر على المنطقة الثانية من الولاية السادسة ( كانت تحمل منطقة العمليات رقم تسعة التابعة للولاية الخامسة )، فوضح حدودها الجغرافية بالتفصيل فيحدها من الناحية الشرقية الجنوبية المنطقة الثالثة ومن الناحية الشمالية المنطقة الأولى ومن الناحية الشمالية الغربية الولاية الرابعة ومن الجنوب المنطقة الثامنة للولاية الخامسة . كما أبرز هيكل المنطقة الثانية بقسماتها العشرة (ص171) وأهم قادة النواحي وذكر أهم المعارك التي وقعت في المنطقة الثانية )معركة المهرية 9 جويلية 1958م-معركة قلتة الرمال 1 أوت 1958م – معركة العريعير13 أكتوبر1958م) ووصف حالة جيش التحرير بالمنطقة الثانية بعد وفاة بلونيس، وختم هذا الفصل بالتطرق الى أبطال أجهزة الاشارة بالمنطقة . - الخاتمة: صفحتان (ص187-188) كانت خاتمة الكتاب دعوة الى الشباب الطموح الى كتابة وتدوين تاريخ المنطقة وهذا بالرجوع الى مصادرها، وعموما فقد تضمنت الخاتمة دعوة الى الاهتمام بالتاريخ والحفاظ عليه ، كما دعى الباحث الى التقرب من صناع التاريخ الذين لازالوا على قيد الحياة وأخذ الشهادات لتوظيفها في كتابة التاريخ . - الملاحق: 10 صفحات (ص191-200) وقد ضمت عدة جداول منها التي ذكر فيها شهداء المنطقة الثانية ، خاصة الذين اعدموا من طرف بلونيس اضافة الى بعض الوثائق الارشيفية منها ما كتبته الصحيفة الالمانية دير شبيقل حول قضية بلونيس في العدد الصادر 14 ماي 1958-13 أوت 1958م. - البيبليوغرافيا: 7 صفحات (ص203-209) لقد أعطى المؤلف للكتاب طابع المصداقية وهذا بالرجوع الى توثيق معلوماته من مصادرها على اختلافها مكتوبة كانت أو مسموعة ، لذلك تنوعت مصادره ومراجعه ، والملاحظ أنه اعتمد على الشهادات الحية وهذا ما يحسب له . وبالنظر الى وقته والظروف التي جاء فيها هذا الكتاب والغرض الذي توخاه المؤلف من تأليفه ونشره وبغض النظر عن الاستطرادات الكثيرة التي تلاحظ عليه، فان فائدته تكمن في أن صاحبه قد وضع اللبنة الأولى لكتابة تاريخ المنطقة من أبنائها . إن الادعاء بالإلمام الكامل الشامل لموضوع كهذا قد يعتبر في نظرنا من قبيل الهذيان، لكن المقصود منه هو تقديم عينة بسيطة لتاريخ المنطقة التي تتناول الفترة الممتدة من 1954م - 1958م قصد إخضاعها للكتابة التاريخية بعين الفاحص . والنقد عندنا بمفهومه الايجابي المتفق عليه هو الشرح والتفسير والإضافة الايجابية قصد إثراء الموضوع وتفكيك رموزه وتبسيطها للقارئ العادي قصد الافادة ، أما النقد السلبي الهدام أي النقد (المغرض)، كما يفهمه البعض فذلك لا يهم في شيء. وأخيرا هي دعوة أوجهها للباحثين لكي تلتفت أقلامهم الى هذه المنطقة وتحذو حذو صاحب هذا المؤلف، فبلادنا في حاجة ماسة إلى أوعية علمية وثقافية، ولا يتأتى ذلك إلا بأعمال الكتابة والتأليف والنشر على المستوى الفردي والجماعي. فله مني كل الأماني والتشكرات له وللذين سهروا معه في سبيل إخراج هذا المولود إلى النور وأقول لهم كما قال الإمام ابن الحاجب : إن غبتم صورة عن ناظري فما * زلتم حضورا على التحقيق في خلدي مثل الحقائق في الأذهان حاضرة * وإن ترد صورة في الخارج تجد (*) الأستاذ زناتي عامر ..ماجستير تاريخ حديث ومعاصر جامعة الجزائر، أستاذ التعليم الثانوي بالاغواط