نصح وزير الشؤون الدينية والأوقاف ، بوعبد الله غلام الله، المواطنين لتوخي الحذر من الفتاوى التي تبث عبر الفضائيات، لأن بعضها خاطئ، وخاضع لاعتبارات مذهبية وسياسية مرتبطة بالقناة، داعيا إياهم إلى التوجه إلى ما تبثه حصة "فتاوى على الهوى"، إلى حين إنشاء مؤسسة مفتي الجمهورية• وخلص المشاركون في الملتقى الخاص بالإفتاء عبر وسائل الإعلام، إلى تشخيص أسباب انتشار الفتوى الخاطئة، في عدم اختيار المفتي المناسب والسياسة الإعلامية للقناة، إلى جانب قصر الفترة الزمنية المخصصة للإفتاء• وحسب مداخلة الدكتور نور الدين صغيري، التي قدمها بالنيابة عنه رئيس مكتب تنظيم الفتوى، فإن سبب انتشار الفتوى الخاطئة عبر الفضائيات يعود إلى سوء اختيار المفتي المناسب، نظرا لإحجام علماء الدين والفقهاء عن التعامل مع الفضائيات التي تبث المجون• أما العامل الثاني فيتمثل في لجوء القناة إلى غير أصحاب الاختصاص لأسباب مذهبية، إلى جانب فسح المجال لدعاة في غير تخصصاتهم• فأحيانا يستفتى من هو متخصص في غير الشريعة، أو متخصص في فقه العبادات، في أبواب من المعاملات المعاصرة، وقد يكون المفتي متخصصا في أصول الدين لكنه يستفتى في فروع الدين• ومن العوامل الأخرى لانتشار الفتوى الخاطئة، نجد عدم مراعاة المفتي للأعراف والعادات المنتشرة في المجتمع، كعدم أخذ المذهب الديني المنتشر بعين الاعتبار، وهو ما يقع دائما في المجتمعات التي تتلقى بثا لقناة موجودة في بلد تختلف مذاهبه الدينية عن البلدان المستقبلة للبث• وفي تقدير الدكتور، فإن عامل الوقت يكون أحيانا عائقا أمام المفتي، فأغلبية الفتاوى تتم على الهواء وتكون مرتبطة بعامل الزمن• كما تكون أحيانا العمومية والاختصار عاملا في سوء إخراج الفتوى، حيث تحوّل كثرة الأسئلة وتعددها إلى إصدار فتوى ناقصة وغير منسجمة تماما مع السؤال• وأوصى المشاركون في نهاية اليوم الدراسي، بضرورة تقيد المفتي بضوابط، أهمها أن يكون المفتي من العلماء المتخصصين في علوم الشريعة وحائزا على مستوى علمي يؤهلهم لأداء مهمة الإفتاء، بالإضافة إلى أهمية المعرفة الدقيقة للمذاهب الفقهية المختلفة في العالم الإسلامي، أو على الأقل المنطقة الموجه إليها البث• كما نصح المتخصصون بضرورة اطلاع المفتين على أحكام النوازل المعاصرة التي يكثر السؤال عنها، إلى جانب التركيز على أهمية تزود المفتين بالمعرفة الثقافية المعاصرة في شتى شؤون الحياة، كأن لايكون المعروف على المفتين التشدد أو التساهل في الفتوى الشاذة•