دعونا نتفق أوّلا على أن العنوان لا يتضمّن تهويلا ولا طعنا في حُبّ وزير الصناعة الحالي للولاية التي أنجبته. وأن ما نريد أن نطرحه للنقاش هنا ليس دعوة الوزير الى أن يقرن ذلك الحب لمسقط رأسه بما يعود بالنفع حقيقة على الجلفة فيوصف بالجهوي. بل ان ما نريده منه هو أن يعطي الجلفة حقّها بصفته وزيرا يملك المعلومات والمعطيات الخاصّة بمؤهلات كل ولاية ... وأبرز مثال هنا هو المؤهلات التي تنفرد بها ولاية الجلفة وطنيّا في ميدان صناعة النسيج. خلال الزيارة الأخيرة للوزير الأوّل عبد المالك سلال، و الوفد الوزاري المرافق له، الى ولاية المسيلة، نقلت الصحافة عن السيد شريف رحماني، وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، تصريحا في ذات اليوم (الخميس 22 أوت 2013) مفاده بأن مشروع إعادة بعث القطاع الوطني لصناعة النسيج سيشرع فيه فعليا وفي الميدان في غضون "الأسابيع المقبلة". وأضاف نفس المصدر الصحفي أن الوزير قال بالحرف الواحد "الجزائر ستعلن في غضون الأسابيع المقبلة عن الانطلاق الفعلي والحقيقي لصناعة النسيج" انتهى كلام الوزير. ترى هل يعلم المواطن الجلفاوي بأن وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار (أف !! ما أطول اسم هذه الوزارة !!)، قد حمل "السوط" وقام ب "جَلْد" ولاية الجلفة بمقرّ وزارته بتاريخ 30 آفريل 2013؟. لمن لا يعلم، فان سي الشريف رحماني قام في ذلك اليوم بالإشراف على حفل توقيع اتفاقية مع الأتراك لبناء مصنعين للنسيج بولايتي "بجاية" و"غليزان" و بتكنولوجيا تركية ... و لم يفكّر الحارس الأسبق لنادي ASD، أن يقترح على الأتراك فتح أحد المصنعين أو كليهما بولاية الجلفة التي يوجد فيها أكبر كمية من "الصوف" و "الوبر" و "شعر الماعز" و"الجلود" باعتبارها تحتوي أكثر من مليوني رأس ماشية. و أيضا لأن ولاية الجلفة تحتضن مصنعا لدباغة الجلود و مشروعا لمذبح جهوي بحاسي بحبح من بين ثلاث مذابح كبرى مبرمجة على المستوى الوطني. وأن تسويق هذه المنتجات مضمون لأن الجلفة فيها أكثر من مليون وربع مليون نسمة مستهلكة للألبسة. ولا ننسى هنا أن ولاية الجلفة هي الولاية الوحيدة التي تملك أكبر عدد من الحدود مع الولايات المجاورة والمقدّر عددها ب 09 ولايات ... طبعا لن نتحدث هنا عن شبكة الطرقات والنقل والتّجار وغيرها. رغم كل ما منحته الجغرافيا و الديمغرافيا للجلفة و رغم كل ما رسمته عنها الكارتوغرافيا وما كتبته المونوغرافيا عن امكاناتها، الا أن ولاية الجلفة مازالت الى حد الساعة أقل تنمية من ولايات لا يأتي عدد سكانها في نصف عدد سكّان بلدية الجلفة ... لقد صار يساورنا شعوريومي بأن هناك فعلا من يجلد ولاية الجلفة وهو ليس مواطنا بسيطا ناقما على البطالة أو السكن ... بل ان من يجلد الجلفة هو من بين نخبها وأغنيائها و اطاراتها السامية في الدولة، والحمد لله على أنهم قلّة ولا يملكون تغيير قدر سكّانها. وحتّى لا تذهبنّ بنا السلبية مذهبها تجاه الوزير شريف رحماني فإننا لن نطلق أحكاما مسبقة عن قادم الأيام وسوف نتساءل فقط و ببراءة عمّا سينقله سي الشريف للوزير الأوّل بخصوص مطالب السكّان الضرورية كالمستشفى الجامعي و مركز السرطان ... وهي مطالب ليست من أجل البذخ والرفاهية بل لأننا نعاني فعلا وأنا واحد ممن مسّهم السرطان في ثلاث أفراد من أسرته ... سوف نتساءل مرّة أخرى وببراءة ... هل سيجلد الشريف رحماني (الوزيروليس ابن ولايتنا) الجلفة ويحرمها من مشاريع بعث صناعة النسيج؟