عرفت ظاهرة جمع الحديد، الخردة والخبز اليابس بالجلفة ارتفاعا كبيرا في المدة الأخيرة وانتشرت بشكل ملفت للانتباه عبر مختلف مناطق الولاية... حيث تحولت قطع الحديد القديمة وحتى هياكل السيارات التي تعرضت للحوادث المتناثرة داخل المدن وخارجها إلى مصدر للاسترزاق والثروة. كما وجدت العائلات الفقيرة ضالتها في المعدن، فقد أصبح كل شيء قابلا للبيع من قطع الحديد القديمة إلى صفائح الزنك وبقايا السيارات إلى الأواني وبقايا حديد البناء، فبعد أن ظلت قطع الخردة المحيطة بالمدن وأماكن جمع القمامات ظهرت مجموعة من الوسطاء والمتعاملين الذين شجعوا أبناء الأسر الفقيرة على جمع الحديد عبر نقاط معينة مقابل مبالغ مالية... فالكل أصبح منشغلا بالبحث عن القطع القديمة ذات الوزن الخفيف والثقيل، في انتظار قدوم الوسطاء لدفع المقابل ونقل الغنيمة باتجاه معامل استرجاع وتحويل القطع القديمة إلى معدن ثمين. هذا العمل امتهنه بالأخص الذين يملكون عربات الدفع والعربات التي تجرها الخيول وجلهم صغار السن... وبعد استنزاف القطع والصفائح المتناثرة داخل التجمعات السكنية ومحيطها، امتدت أيادي جامعي الحديد والخردة إلى المناطق الريفية التي تتوفر على احتياطي هام من قطع الحديد القديمة وصفائح الأكواخ القصديرية، وحتى القضبان الحديدية التي وضعها الفلاحون لإحاطة بساتينهم لم تنجوا من أيادي جامعي الحديد، وكثيرا ما اشتكى هؤلاء من سرقة كل ما تم وضعه بمحيط البساتين من حديد وغيره... كما توجد فئة أخرى من المواطنين امتهنت جمع الخبز اليابس، حيث تشاهد يوميا حالة تنقل من عمارة لأخرى ومن شارع لآخر لجمع الخبز اليابس ووضعه داخل أكياس ويتنقل به جامعيه إلى الأسواق الأسبوعية وبيعه إلى الموالين الذين يحولونه إلى أعلاف لماشيتهم.