تزخر ولاية الجلفة كبقية ولايات الوطن بأنواع عديدة من الثروة الحيوانية البرية، لكن هذه الثروة هي حاليا مهددة بالانقراض جراء عوامل عدة من بينها الصيد الجائر والفوضوي الذي يطال هذه الحيوانات... ومن بين الحيوانات التي تزخر بها ولاية الجلفة عامة ومنطقة فيض البطمة خاصة نجد ماعز الجبال او "الضأن الاروى" الذي يعيش فرادى او في مجموعات صغيرة في المناطق الجبلية ( سلسلة الاطلس الصحراوي ) بجبل بوكحيل ، والذي أصبح ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى أنواع أخرى منها الضبع والارنب البري والقط البري، أما الطيور فنجد "القطا" ، "الحبار" ،"الحجل" و "الكدري"... و قد شهدت المنطقة على غرار باقي مناطق الوطن خلال العشريتين الماضيتين تكاثرا لهاته الحيوانات بسبب حظر الصيد خلال الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد آنذاك. أما الآن فقد رجعت الأمور إلى ما كانت عليه في السابق و بدأ عدد الصيادين في تزايد مستمر باستعمالهم للسيارات ذات الدفع الرباعي حتى وصلوا الى أماكن تواجد ماعز الجبال المعروف ب"اللدمي"، و انتشرت ظاهرة الصيد الجائر للأرانب و الضباع وبكميات معتبرة تزامنا مع ازدهار بيع الذخيرة في السوق السوداء ... كما نجد من بين الحيوانات المهددة بالانقراض والتي تناقص عددها بكثرة "الجربوع" الذي كان يتواجد بمختلف مناطق الولاية، بالإضافة إلى الأرانب البرية التي تفاقم اصطيادها باستعمال الأضواء الكاشفة للمركبات أو الدراجات النارية. اما الطيور فقد تعرّضت إلى إبادات جماعية بشكل مكثف وعشوائي على غرار "حبارى"، "القطا"، و "الحجل"... من جانب آخر، كان لمجازفة الصيادين الثمن الباهض، أين تعرّض الكثير منهم لانفجار الألغام والقنابل المزروعة من طرف الجماعات الارهابية بسفوح جبل بوكحيل و مناطق "الصحراء"، "السافل"، "ام الهشيم" و "قيهب"، حيث حصدت منهم الكثير ... و نظرا لتفاقم الوضع، فقد وجب حماية وتطوير هذه الثروة الحيوانية من الانقراض وتوفير كل الامكانيات والوسائل التي من شأنها السماح لهاته الاصناف من الحيوانات بالنمو والتكاثر في ظروف ملائمة، وعلى الهيئات الوصية كوزارة الفلاحة والتنمية الريفية و محافظة الغابات أن يلعبوا دورهم المنوط بهم تجاه هذه التجاوزات الخطيرة بتكثيف دوريات المراقبة و إطلاق حملات تحسيسية رفقة الجمعيات العاملة في الميدان للحد من هذا الخطر المحدق بالطبيعة.