ظل العشرات من الجزائريين يحملون ألقابا قبيحة تشعرهم بالخجل، مثل أسماء ''اوسخ، طيوش أو فأر'' وغيرها من الأسماء التي غالبا ما يسخر منها الجزائريون، مما يؤدي إلى تكوّن العقد النفسية لدى الكثير من الأطفال الذين يفضلون أن يُنادوا بأسماء يختارونها بأنفسهم· ويضطر الجزائريون إلى الانتظار لعدة أشهر إلى غاية الاستجابة لطلباتهم المتمثلة في تغيير ألقابهم، بعد تقدمهم بطلبات لمصالح وزارة العدل التي توافق على مثل هذه القرارات، بعد أن يتم إيداع الطلبات على مستوى مجالس القضاء التي تحيلها على مصالح الوزارة المعنية التي تفصل في مثل هذه القرارات وفق ما تقره القوانين، خاصة الأمر رقم 70 المؤرخ في 19 فيفري 1970، المتعلق بالحالة المدنية لا سيما المادتان 55 و 56 منه، وبمقتضى المرسوم 71- 157 المؤرخ في 03 جوان سنة 1971 والمتعلق بتغيير اللقب ، المتمم لا سيما المواد 4 3, و 5 منه، بحيث يرخص بتغيير اللقب، الذي يتم الإعلان عنه في الأعداد الأخيرة للجريدة الرسمية· ويتساءل الكثير من عامة الناس عن أسباب توريط الكثير من الأشخاص أنفسهم بحملهم لمثل هذه الألقاب ثم يندمون عليها، لكن الأمر يتعلق بحسابات متعلقة بمعتقدات وأهداف أخرى، مثل ارتباط الأسماء بإبعاد العين والحسد، حيث تلجأ بعض العائلات إلى تسمية أبنائها بأسماء ''طيوش'' خاصة بسطيف، والذي يعني ''طيشا'' بالعامية ومعناه في اللغة ''اترك ذلك'' أو ''أكلي'' عند سكان منطقة القبائل، الذي يعني بالأمازيغية ''العبد'' أو ''وحشية'' لدى سكان البويرة، أو ''القرمية'' لدى سكان الجلفة وغيرها من الأسماء الأخرى التي تحمل في طياتها التشاؤم· من جهة أخرى، يمثل عدد من الأسماء التي أطلقت على عائلات جزائرية بكاملها في كثير من الأحيان عروشا في عهد الاستعمار الفرنسي كما هو الشأن بالنسبة لعائلة ''أوسخ'' بحاسي بحبح التي تم تغيير اسمها مؤخرا، ليتحول إلى اسم ولد محمد علي، وقد لجأت العشرات من العائلات إلى تغيير اسمها لإبعاد التشاؤم الذي قد يلحق بها جراء أي ممارسات استعمارية، أو أن تفرض عليها الأسماء من الاستعمار بحد ذاته· وقد احتاج تغيير اسم ''ولاية الأصنام'' سابقا إلى اسم ولاية الشلف عام 1980 لقرار من الرئيس الشاذلي بن جديد، وذلك مباشرة بعد زلزال 10 أكتوبر الذي ضرب المنطقة، وأدى إلى وفاة أكثر من 45000 شخص بسبب قوته، وساد الاعتقاد بأنه يتعلق بغضب إلهي بسبب الاسم الذي تحمله منطقتهم، أي ''الأصنام'' التي تعبر عن الوثنية في الجاهلية·