ظاهرة قديمة جديدة أبطالها نسوة متسولات يعرفن باسم "العدايسيات" أو "بني عداس" يقمن باستعمال السحر للإيقاع بضحاياهن الذين يخترنهن بعناية لشفط جيوبهم بدون وعي منهم و في الأماكن العمومية... أصبحت ظاهرة النصب باستعمال السحر من طرف بعض المتسولات -القادمات من إحدى ولايات الغرب الجزائري- تثير تخوف و اشمئزاز المجتمع الجلفاوي نظرا لغرابة هاته الظاهرة عن قيمه و أخلاقه، حيث تمارس هؤلاء النسوة المعروفات ب"جمالهن" النصب و السحر على ضحايا يخترنهن بعناية في وسط المدينة و خاصة بالقرب من البنوك و مكاتب البريد و كذا الأسواق وذلك لضمان توفر أكبر قدر من المال في جيوبهم... العملية تمس الرجال بشكل أساسي و كذا الغرباء عن المدينة، حيث تبدأ المتسولة "النصّابة" بترقب الرجل من بعيد ثم عند مروره تناديه و تترجاه بالكلام المعسول بأن يقف عندها و يستمع إليها، فما ان يقترب منها حتى تقوم بمصافحته فتُوقعه في شراكها و ذلك لأن مصافحتها هي بداية السحر، فيقوم الرجل المسكين بمنحها كل ما في جيوبه بدون وعي منه و لو كان ذلك اعطاءها أجرته الشهرية أو قوت عياله... هاته الظاهرة الخطيرة التي تُمارس في الأماكن العمومية و في وضح النهار ليست وليدة اليوم بل كانت في وقت ليس بالبعيد تهدد ربات البيوت اللائي يفتحن أبوابهن بنية التصدق و الكرم على هؤلاء المشعوذات المتنكرات بزي التسول و الحاجة، فيخرجن أخيرا من البيوت محمّلات بكل ما هو ثمين من نقود و مجوهرات... يذكر أن هؤلاء النسوة معروفات لدى أبناء الجلفة بالعامية باسم "العدايسيات"، وهم الغجر الجزائريون أو كما يطلق على تسميتهم في أنحاء من الغرب الجزائري ب"العمريون" والذين لا يعرف عنهم سوى كونهم محتالين احترفوا عالم الدجل، الكهانة و الشعوذة، إضافة إلى كونهم مجتمع قبلي بدوي يعيش حياة الترحال غير المستقرة بمناطق سكنية تملؤها الفوضى و تعشعش الأمية في أوساطها... و في انتظار تدخل الجهات المعنية بمكافحة النصب و الاحتيال، و كذا توعية المجتمع من قبل أهل الاختصاص لمحاربة هاته الافة، يبقى الحذر مطلوبا من مخالطتهم.