ابتدائية الشهيد "فكاني لعموري" بحي الشهيد أحمد زبانة بعين وسارة، رغم موقعها الصعب بالمدينة، إلا أن ما قامت به و ماتقوم به أسرتها التربوية قد يجعل منها منارة وقبلة للمتعطشين للعطاء التربوي، ويؤهلها لأن تكون قدوة لنظيراتها في الولاية... بداية رحلتنا كانت تلبية لدعوة أسرة تحرير مجلة "ينابيع المعرفة" في عددها الخامس، وقد كان الاستقبال حارا من مدير المؤسسة السيد "امسعودان مولود" وكل طاقم المؤسسة، هذه المؤسسة التي وجدناها في أبهى حلة، حيث الألوان الزاهية والمختلفة تزين جدران الأقسام ويبدو أن المقاول الذي مر من هنا أخذ برأي المعلمين، فكانت الأقسام عبارة عن لوحات زيتية تناغمت مع جمال ستائر النوافذ وألوان المناضد وكل شيء في هذه المؤسسة مرتب بعناية يعكس صورة تلاحم الأسرة التربوية... وقد تعوّدت ابتدائية الشهيد "فكاني" أن تجتمع في كل مناسبة تصنعها "ينابيع المعرفة "وهي تستضيف في أحد أركانها النادي الصحفي في لقاء حميمي يجمع المهتمين بالشأن التربوي، ومن كل الفئات العمرية، وكان حظنا أن نحضر هذا اللقاء الذي استضيف فيه الأستاذ الخبير البيداغوجي "بونوة أحمد". بداية الحفل كان بالقرآن الكريم ثم النشيد الوطني من أداء تلاميذ المدرسة فكلمة السيد المدير لتليها بطاقة فنية حول الضيف ، ليفسح المجال بعدها لبعض براعم المؤسسة و بلسان عذب ومشوق، كانوا يسألون الضيف في ركنهم و يستفسرونه في عدة قضايا تربوية لينقلوها من خلال مجلتهم لبقية زملائهم ثم أعطيت الكلمة للمعلمة القاسمي، في فقرة بعيدا عن البيداغوجيا لتنقلنا هي الأخرى إلى محطات شيقة، من حياته الخاصة خارج المجال التربوي... أما مداخلات بعض الأساتذة على غرار الأستاذ بونيف والأستاذ داسة محمد الصغير والاستاذ زنيخري فكانت تصب جميعها في تثمين هذه المبادرة وتشجيعها ليختتم الحفل بتكريم الأستاذ الضيف إلى جانب تكريم الأستاذ "كوداش ياسين" عن برنامجه الإذاعي "الواقع التربوي" وبعد التوقيع في السجل الذهبي افترق الحضور بعد تناول الإكراميات وأخذ صور تذكارية على أمل تكرار المبادرة و توسيعها لتشمل مدارس أخرى. فقط للتذكير أن الأستاذ المفتش أحمد بونوة اشتغل بعدة مقاطعات داخل وخارج الولاية ولم تكن هذه المدرسة ضمن إشرافه، كما أنه مؤلف لعدة كتب تربوية ودينية .