سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"البلطجة" قد تجرّ "لويزة وجلّول" إلى محكمة الجلفة ... والاعتداء على "هبري علي" يتحوّل الى قضية أخلاقية وطنية !! مهندس جلفاوي احتلّ أعمدة الصحف ... ألهب "الفايسبوك" وألهم شباب الجلفة
ما تزال قضية الاعتداء على المهندس "هبري علي" في لقاء حزبي تسيل الكثير من الحبر على أعمدة الصحف وتشغل بال الجزائريين الذين عبّروا عن تضامن منقطع النظير مع "علي" ... فيديو الاعتداء تم تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم والصحافة تناولت الحدث بكثير من التحليل والقراءات ... ودعوى قضائية في الأفق ستعطي للقضية مزيدا من الأبعاد !! "هبري علي" وصفه مناضل حقوقي بأنه رمز لكل الفئات المحرومة بولاية الجلفة ... فهو يمثل فئة الشباب ويمثل فئة الجامعيين وفئة البطالين وفئة المحرومين من سكن اجتماعي ... وفوق كل هذا وذاك فهو يمثل فئة الغيورين على ولاية الجلفة الذين لا يعترفون بلقاءات حزبية تلوك لغة الخشب دون أن يكون ذلك فرصة لنقل انشغالات سكان ولاية الجلفة. وحسب أحد المحامين، فإن قضية "هبري علي" قد تجرّ عدة أطراف الى المحاكمة على الأقل كشهود اذا لم يتم تكييف القضية كتحريض، وعلى رأس هؤلاء الأمينة العامة للحزب "لويزة حنون" التي واصلت الخطاب ووصفت الاعتداء بأنه "شيء عادي" حسب الفيديو. ونفس الأمر بالنسبة للنائب عن حزب العمال "جلول جودي" ... اذا كانت لهم الشجاعة في التخلي عن حصانتهم البرلمانية مثلما وعدوا به في قضيتهم مع وزيرة الثقافة "نادية لعبيدي" !! تفاصيل القضية تعود الى يوم الأربعاء 20 ماي 2015 عندما نظم "حزب العمال" لقاء لأمينته العامة "لويزة حنون" بمدينة الجلفة. وبهذا الشأن يقول هبري علي " كنت قد حضرت اللقاء والذي لم يفتتح بالنشيد الوطني وكنت بجانب الصحفيين وهُم شهود على ما أقول. وبعد قرابة الساعتين من الخطاب المستمر سألت أحد الصحفيين إذا كان هناك مجال للأسئلة فأجابني بالنفي. فتقدمت منها وقلت لها "يا سيدة لويزة أعطينا الحق في طرح أسئلتنا" لكنها أشارت بيدها رافضة بطريقة مهينة مما استفزني لأرفع صوتي و لما رفعت صوتي بدأ رئيس الحزب ينادي عليهم بالتصفيق و يقول "لويزة لويزة" ولما أدركت بأن صوتي لن يصل صعدت فوق المنصة و جرى ما جرى. وكان فيديو الاعتداء على "هبري علي" قد أثار موجة استنكار وطنية واسعة ألقت بظلالها على شبكات التواصل الاجتماعي لعدة أيام. حيث تم تداول الفيديو من طرف أشهر الصفحات الجزائرية الناشطة على الفايسبوك ووصل عدد المشاهدين الى عشرات الآلاف من كل أصقاع الوطن. وفي هذا الصدد صبّ الجزائريون جام غضبهم على ما سمّوه ب "سياسة البلطجة" من طرف حزب العمال في حين تلقّى "هبري" مساندة منقطعة النظير من الجزائريين بعد الإعتداء عليه في لقاء "لويزة حنون". كما لم تتوان الصحافة الجزائرية عن التفاعل مع حادثة الاعتداء على "هبري علي" الذي أضحى رمزا شبابيا ملهما للكثير من شباب الجزائر. فقد عنونت يومية "الحياة" مقالها ب "ضربوه ... عندما قال إنها شيّاتة" مشيرة الى أن لويزة حنون طلبت من مناضلي حزبها العودة الى أماكنهم وأن ما حدث – الاعتداء على هبري – عادي جدا. أما جريدة "النبأ" الإلكترونية فقد اعتبرت أن الحادثة "اعتداء وحشي من طرف غرباء وبإيعاز من طاقم الحماية الخاص بالسيدة لويزة حنون" وهو نفس ما ذهبت اليه يومية "الصوت الآخر" حينما أكدت أن الشاب قد "تعرّض لموجة من الركلات واللكمات من أنصار حزب العمال" وأن "تحقيقات حزب حنون ستثبت أن الشاب قد أرسله الناتو لإفساد عرس لويزة" التي "أصبحت هي وزعماء الأحزاب خطا أحمرا" مثلما ورد في عمود "نقطة صدام" للصحفي "أسامة وحيد". من جهتها تناولت يومية "الخبر" الحادثة من حيث تداعياتها وعزم الضحية رفع دعوى قضائية ضد المعتدين عليه حسب شهادة الطبيب الشرعي التي تحصلت "الخبر" على نسخة منها بسبب تعرضه "للضرب والسبّ". وقد نقلت "الخبر" عن هبري قوله "حنون أقصتني من الحديث إليها، ولم أقم سوى برفعي يدي للتحدث معها بشأن إبلاغها رسائل سكان الولاية، لكنها أشارت لي بيدها ترفض طلبي، وفي هذه الأثناء اقترب مني مناضل من حزبها ”ز. م” وطلب مني إغلاق فمي بعبارات نابية، ثم غيرت مكاني للابتعاد عنه، وبدأت بالصراخ طلبا من حنون الاستماع إلى انشغالي، فتحرك الأمين الولائي للحزب في الولاية يطلب من المواطنين الهتاف باسم حنون لكي لا تسمعني، فصعدت فوق طاولة لتراني جيدا". أما الكاريكاتير، فقد جاء في يومية "الشروق" حينما عكس أن "الرّأي" في حزب العمال هو "رأي لويزة" وأن "الرّأي الآخر" هو "القزول" لا غير في كاريكاتير معنون ب "شاب يتعرض للضرب خلال تجمع لحزب العمال بالجلفة". كما لم تفوّت يومية "الوطن" الناطقة بالفرنسية الحدث دون أن تسلط عليه الضوء من خلال تحقيق حول ظاهرة "مهنة البطجة" على ضوء الإعتداء على "هبري علي". وترى ذات الصحيفة أن "ظاهرة استخدام البلطجية صارت عامة لدى مؤسسات الدولة والأحزاب وأن حزب جبهة التحرير الوطني هو أول من استخدم أولئك المرتزقة مدفوعي الثمن". "جلّول جودي" يمارس التحريض عبر الصحافة لم تتوقف قضية هبري علي عند حدود الاعتداء عليه، بل تعدى الأمر الى التحريض على العنف من طرف النائب في البرلمان عن حزب العمال "جلول جودي". حيث اتصلت به قناة "الوطن ميديا" من أجل أخذ رأيه حول حادثة الجلفة فردّ بالقول "ان كان الشاب قد تعرّض للضرب فهو يستحق ذك بسبب تصرفه" رغم أن التصرف الوحيد للشاب هبري هو كلمة وليس فعل. وواصل "جلول جودي"، صاحب الحصانة البرلمانية، حملته للتحريض على العنف عندما اتصلت به "الخبر" ونقلت عنه قوله "كانت الأمينة العامة تشير إليه ليخفت صوته ويتركها تواصل خطابها، لكنه رفض ولم يشأ التوقف، وبالتالي شيء عادي أن يخرجه مناضلو الحزب بالقوة والعنف، لأنه أراد التشويش على نشاط حزبي" ... فهل يملك "جلول جودي" الشجاعة للتخلي عن حصانته البرلمانية اذا ما تابعه "هبري علي" قضائيا بتهمة التحريض على ضربه !! "علي هبري" ... رمز لعهد جديد للقطيعة بولاية الجلفة يتفق الكثير من المتابعين للأحداث على أن حادثة الاعتداء على مهندس تهيئة الإقليم "هبري علي" في لقاء حزبي هو نقطة تحوّل لدى فئة شباب ولاية الجلفة لا سيما المثقف منهم المُثخن بجراح البطالة وأزمة السكن والصعوبات الاجتماعية. فحتى وان كان لقاء "لويزة حنون" هو لقاء حزبي وشأن داخلي، فإنه كان يُفترض فيه أن يكون فرصة لاستقطاب المزيد من المنخرطين من خلال فتح الفرصة للنقاش وطرح مشاكل ولاية الجلفة ومعرفة توجه قيادة حزب العمال مما يطرح أمامها لا سيما وأن الهدف من انشاء أي حزب سياسي هو الوصول الى الحكم. ويرى متابع آخر أن شجاعة هبري علي قد محت عن ولاية الجلفة تلك الصفة التي التصقت بها لعدة سنوات كونها مرتع للحركات التصحيحية للأحزاب دون أن يكون لها نصيب في القيادات الحزبية أو في الإستوزار والمناصب السامية في الدولة ... قضية "هبري علي" مطروحة الآن أمام العدالة في انتظار استدعائه لسماعه ومهما كانت نتيجتها قضائيا، فإنها في المجتمع قد صارت رمزا للقطيعة مع من يريدون تمثيل ولاية الجلفة في كل المستويات والتنظيمات والأحزاب ... من أجل قضاء مآربهم لا من أجل الذود عن هذه الولاية المكلومة !! كاريكاتير يومية الشروق
شهادة طبية شرعية للضحية "هبري علي" فيديو الإعتداء على الشاب هبري في تجمع شعبي ل"لويزة حنون"