يبدو أن حلم العيش في كوكب آخر غير الأرض بات قريبا بعد أن تمكن الباحثون من حل لغز المريخ، وذلك باكتشاف وجود مياه على الكوكب تؤهله لأن يكون صالحا للحياة، فكيف توصل الباحثون لحل لغز المريخ؟ أعلنت وكالة ناسا أمس الاثنين 28 سبتمبر، في مؤتمر بعنوان "حل لغز المريخ"، عن اكتشاف وجود مياه على كوكب المريخ، والتي تؤهله ليكون صالحا للحياة، إذ عثر باحثان من ناسا على دلائل تثبت وجود مياه سائلة تحت سطح كوكب المريخ المتجمد، وهو شرط أساسي لوجود الحياة. يأتي هذا الإعلان بعد تأكيد سابق عن اكتشاف علمي هام "سيكشف عن أسرار هامة حول كوكب المريخ". وقال جون غرونسفيلد المدير المساعد لناسا خلال مؤتمر صحفي: "يشكل ذلك تقدماً مهماً يبدو أنه يؤكد أن مياهاً مالحة على شكل جداول تتدفق اليوم على سطح المريخ". وقد تم التوصل إلى هذه النتائج بفضل صور وفرتها عمليات رصد لمسبار تابع لناسا، وهي "تدعم بقوة" فرضية وجود ماء سائل على المريخ في الفترة الراهنة، على ما استنتج باحثون فرنسيون وأمركيون نشرت أعمالهم مجلة "نيتشر" البريطانية. وتحدث كل من الباحث "ألفريد ماكوين" من جامعة أريزونا في توكسون، والباحث "أوجها لوجيندرا" من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا اللذان قادا عمليات دراسة واستكشاف المياه السائلة على سطح المريخ. وقال الباحثان في وكالة الفضاء الأمريكية إنه "تم اكتشاف مياه مالحة متدفقة ودرجة حرارتها أعلى من درجة حرارة كوكب المريخ، في حين أن مياه هذا الكوكب تتدفق تحت الحفر"، مشيران إلى أن "هذا الاكتشاف يزيد من فرص التوصل إلى فرص للعثور على حياة على هذا الكوكب". أدلة استند عليها الباحثون في حل لغز المريخ واستندت تلك الأدلة إلى نتائج عملية لتحليل طيفي قام بها علماء الوكالة لمجموعة من الصور، التي أظهرت بعض المناطق الداكنة، تظهر وتختفي بصورة موسمية، وأرجع العلماء وجودها إلى تدفق للمياه المالحة بين منحدرات المريخ. وأضاف الباحثان أن "التيارات المائية تترك بقعا داكنة في عدة مناطق في كوكب المريخ وعلى مساحة مئات الأمتار، فعندما تتدفق المياه فإن أشهر فصل الصيف تجعلها تتبخر وتجف مع اقتراب فصل الخريف". وأكدا في المؤتمر الصحفي أن "هناك تدفقا للمياه على سطح المريخ حاليا، ولذلك نحن نعتقد أن هنالك بيئة مناسبة للعيش أو تكوين الحياة في كوكب المريخ". وطرح العلماء منذ فترة طويلة فرضية أن تكون هذه الآثار الموسمية لعمليات سيلان على أراض منحدرة ناجمة عن مياه عالية الملوحة أو ما يعرف بالإجاج. وهذه الخطوط التي يمتد بعضها على مئات الأمتار وعرضها على خمسة أمتار تظهر فقط في مواسم الحر وتتوسع ومن ثم تختفي مع تدني الحرارة. وكان العلماء قد عجزوا حتى الآن عن دعم فرضية أن تكون عمليات السيلان الموسمية هذه ناجمة عن سيلان مياه مالحة. وأوضح جون غرونسفيلد وهو رائد فضاء سابق "لطالما كان استكشافنا للمريخ يرتكز على البحث عن المياه في إطار سعينا إلى اكتشاف شكل من أشكال الحياة في الكون وبات لدينا الآن مؤشرات علمية مقنعة تؤكد ما كنا نشتبه به". وكانت قد أعلنت وكالة علوم الفضاء "ناسا"، أن المسبار الذي أطلقته إلى كوكب المريخ، للاستكشاف، أظهر دلائل تشير إلى وجود آثار بحيرة مياه عذبة على سطح كوكب المريخ. وأشارت التحاليل التي قام بها المسبار إلى أن البحيرة احتوت على حياة بكتيرية بوقت ما. لكن رواد موقع "تويتر" لم يفوتوا فرصة ترقب إعلان ناسا دون المزاح والتساؤل عن إذا كان هذا الكشف متعلقا بوجود كائنات فضائية على سطح الكوكب الأحمر. سخرية مستخدمي تويتر ويبدو أن إعلان ناسا عن وجود "حل للغز المريخ" الذي أطلقته وكالة ناسا، لم يثير إعجاب رواد تويتر كثيرا. ففي إحدى التعليقات كتب أحدهم "للمرة الخامسة في حياتي أقرأ عنوانا عن اكتشاف وجود الماء على سطح المريخ، فهل الامر مختلف في هذه المرة"، بينما علقّ أحدهم بالقول " بعد العثور على الماء في المريخ، متى يتوجب علينا تنظيم رحلات إلى المريخ"، وتساءل آخرون عما إذا كان هذا الكشف متعلقا بوجود كائنات فضائية على سطح الكوكب الأحمر. د.ص/س.ك ( د ب أ)