اليوم يشد شباب الأقسام النهائية في ولاية الجلفة على غرار باقي ولايات الوطن الرحال إلى أقسام الامتحان طمعا في نيل شهادة البكالوريا بعد سنة من الجد والاجتهاد شابها الكثير من التوقفات والخلل في استكمال البرنامج، لكنهم اجتهدوا ولكل مجتهد نصيب... ونحن في هذه المناسبة أردنا أن تكون أيام لتكريم النجباء ، بحيث تتضافر الجهود على توفير الجو الملائم لتقديم ثمرة تعبهم، وغلق كل منافذ اللصوصية المتربصة التي تسعى للنيل من أصحاب الهمم العالية لتسطو على جهدهم وتسرق عرقهم، بتواطؤ من أصحاب النفوس الضعيفة والحجج الشيطانية... وهي هنا مناسبة أيضا للغيورين على شبابنا وبلادنا أن يكونوا يدا واحدة على باغي الشر كائنا من كان، حارسا أو إداريا أو صاحب سلطان أو أمرا فوقيا أو تحتيا لأنها كلها مترادفات لنتيجة واحدة هي زراعة الشوك... ولا نريد أن نستنسخ تجربة مريرة مرت معنا قبل ثلاث سنين وظل شبحها يقض مضاجعنا كلما ذكرت السنة... حتى ولو تعلق الأمر بموضوع آخر غير موضوع الدراسة والامتحانات، فيكفي أن نذكر السنة حتى تجر معها الذكرى المشئومة... ... هذا الفعل لا نريده أن يتكرر لأنه لم يكن من شيمنا يوما، بل إن من عاداتنا تشجيع الأبناء على التنافس والمسابقة إلى نيل النجاح من طرقه المعهودة وحثهم على إعادة الكرة تلو الكرة حتى يتحقق المراد،وأن ما يقبلون عليه ليس سوى امتحان من امتحانات الحياة الكثيرة وليس الرسوب فيه نهاية العالم، بل إن الرسوب مدعاة للاستفادة من درس السقوط للنهوض بقوة، والرسوب بهذا المعنى خير ألف مرة من نجاح مغشوش يؤسس لإنسان فاشل أمسكناه خيط الغش ليأخذ بيده إلى التهلكة لنفسه ولبلدته ووطنه... لقد أخذ بعض الغيورين على عاتقهم تبني مبادرة الاهتمام بالمدرسة والتلاميذ وحاولوا إيصال رسالة توعية الأولياء للاهتمام بأبنائهم .... والأخذ بأيديهم بدل تركهم فريسة للمبالاة، وذلك عبر منابر متعددة، فوجدوا احتضانا محتشما من النخبة التي يفترض أنها أوعى طبقة يمكنها أن تخدم و تتبنى المشروع – حتى وإن جاء متأخرا – لأن البناء والتأسيس لهكذا مشاريع ينبغي أن يبدأ باكرا لكنها مبادرة مشكورة ينبغي تشجيعها وتحسينها مستقبلا بحيث تصاحب الأولياء والتلاميذ منذ بداية الموسم، ولكن أعتقد أن أهم أمانة يمكن أن يساهم في حملها أصحاب المشروع مع غيرهم هذه الأيام هي التصدي لأصحاب النوايا السيئة والأفعال المنكرة، لتكون جبهة ضد مريدي الشر الذين يريدون تخريب بيوتهم بأيديهم ، متسترين خلف شعارات عنصرية هدامة مخفين بذلك عجزهم عن أداء واجبهم كل فيما يخصه، وكأن نجاح الأبناء بطرق غير مشروعة يعفيهم من مسؤولياتهم.... إننا يجب أن نعيد إلى الأذهان أن النجاح ثمرة طبيعية للاجتهاد، وثقافتنا في هذا الباب يجب أن تكون واضحة كي لا نخلط على أنفسنا وعلى أبناءنا مفاهيم ظلت لقرون ولدى كل الأمم ثابتة، هذه الثقافة هي التي جعلت الآخر يسود ويتبوأ المراتب وليس غير ذلك مهما زعم أصحاب النفوس الضعيفة... وهنيئا لمن بذل ونجح... وطوبى لمن حاول ولم يحالفه الحظ فعزم على إعادة الكرة ... ويا لخيبة من أمسك بحبل الخداع ولو نال ما نال...