اضطرت مختلف ثانويات ولايات الوطن إلى الشروع في تنظيم الامتحان التجريبي لشهادة البكالوريا دون استكمال المقرر الدراسي، بعد الظروف الاستثنائية التي ميزت السنة الدراسية، وتقديم موعد الامتحان المصيري بأسبوع كامل الامتحانات التجريبية تجري في ظروف استثنائية في ظل التخوف من إدراج دروس لم يتم تلقينها في أسئلة المواضيع وأمام تحضيرات وصفت بالسيئة بعد تعليمات وجهت إلى مراكز الامتحانات برفع عدد الممتحنين إلى 25 تلميذا في القسم، ما يسهل عملية الغش. انطلقت بداية هذا الأسبوع امتحانات شهادة البكالوريا التجريبية “البيضاء“ في ظروف استثنائية، حسبما نقله المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، بوديبة مسعود، موضحا في تصريح ل “الفجر“ أن أغلبية مديري الثانويات عبر ولايات الوطن أجبروا على إدراج الامتحان التجريبي لشهادة البكالوريا، أو ما يعرف ب “البكالوريا البيضاء“ في يوم 16 من ماي الجاري، قصد منح المترشحين مهلة 10 أيام للراحة والتحضير للامتحان المصيري الذي سيكون هذه السنة يوم 6 جوان المقبل، بعد تقديمه تحسبا لمباريات الفريق الوطني لكرة القدم في مونديال جنوب إفريقيا. وكشف بوديبة عن عدم استكمال معظم أساتذة الثانوي للبرنامج الدراسي، مشيرا إلى تأخر كبير في الدروس التي نتجت عن الإضرابات التي عرفتها السنة الدراسية، والتي وصل حجمها الشهر، خصوصا فيما تعلق بالمواد العلمية، فمثلا مادة الفيزياء تعرف تأخرا بوحدتين على الأقل، حسب قوله، مثيرا تخوفه من إدراج دروس لم تلقن في مواضيع أسئلة الامتحان النهائي، داعيا وزارة التربية وموازاة مع عقد اللجنة الوطنية لمتابعة وتقييم البرنامج يوم 25 ماي وتحديد عتبة الدروس إلى الأخذ بعين الاعتبار الدروس الضائعة، بعد التأكد من صحة التقارير، خاصة بعد أن أكد في وقت سابق أن تقارير مغلوطة تلقاها وزير التربية بخصوص استدراك كل الدروس الضائعة. وتحدث ممثل “الكناباست“ عن النقائص التي ميزت تحضيرات امتحان شهادة البكالوريا في إشارة منه إلى القرار الموجه إلى رؤساء مراكز الإجراء، القاضي برفع عدد كل فوج ممتحن إلى 25 تلميذا بدلا من 20 مترشحا، مستنكرا هذا الإجراء الذي سيخلق فوضى داخل أقسام الامتحان، باعتبارها لا تستوعب هذا الكم الهائل من الطاولات، ما سيسهل حسبه عملية الغش، التي قد تنجر عنها حالات عنف، إذا ما حاول الحراس الذين لم يتغير عددهم في اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. كما ذكر المتحدث بقلق “الكناباست“ بسبب الظروف التي تشهدها امتحانات البكالوريا عبر المؤسسات العقابية، مشيرا إلى الشكاوى العديدة للأساتذة الذي تقلو استدعاءات للحراسة على مستوى هذه الأخيرة، والرافضين الحراسة، خاصة بعد التهديدات التي تلقوها الأعوام الماضية من طرف المسجونين الممتحنين لدى منعهم من الغش. بالمناسبة، دعا بوديبة إلى نقل المسجونين إلى مراكز خارج السجون في فترة الامتحان، قصد معاملتهم كمترشحين عاديين، ما يسهل عملية إدماجهم في المجتمع، على حد اعتقاده، باعتبار أن الناجح سيستفيد من إجراءات العفو بعد نيله لشهادة البكالوريا.