ما جرى في زاوية الشيخ بن مرزوق في بلدية بنهار بولاية الجلفة شيء لا يمكن تصنيفه إلا في خانة التزلّف، والخروج عن عُرف الزاوية الحقيقي، لأن الزاوية هي مؤسسة اجتماعية دينية روحية، دورها معروف عبر التاريخ، من تعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية إلى التكفل الاجتماعي بعابر السبيل والأرامل والفقراء، مرورا بإصلاح ذات البين ولم الشمل بين العائلات والقبائل. وغالبا ما تعيش على إعانة أهل الخير والإحسان، حيث لا يوجد لها مداخيل ثابتة ومعروفة. وقد تُعبّر الزاوية عن موقف يهمّ المجتمع والأمة فهذا أمر مشروع، لكن أن تقحم نفسها في أمور يُحيط بها الغموض، وهي محل تجاذبات سياسية، ولغط إعلامي، فهذا غير مقبول بالمرة. دعوة الوزير السابق "شكيب خليل" للتكريم، أمر غير بريء، فلماذا لم يُكرّم عندما خرج من الوزارة في العديد من المرات، ولماذا لم يُكرم قبل أن يُتابع قضائيا ويصبح محل متابعة سواء كانت مفبركة أو حقيقية؟؟ المقاول ابن شيخ الزاوية صرح لقناة تلفزيونية أن التكريم لم يكن بإيعاز من أي جهة، وأن الأمر كان من باب القول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت !؟؟ فهل يستطيع أن يقول للناس متى قالها في السابق ولمن؟ فهل تكريمه للمدرّب سعدان هو من مهام الزاوية ؟ ومتى كان شكيب خليل شيخا مبجلا حتى يُقبّله ابن الزاوية في رأسه ؟ ومتى كان شكيب خليل يعرف الزوايا ومتى زارها؟ عند استقباله في بيت شيخ الزاوية "رابح باسين"، كان رئيس دائرة البيرين هو من يُحدد أماكن جلوس الضيوف، فهل رئيس الدائرة هو صاحب البيت ؟ وماذا كان يمثل هذا الموظف؟ في القناة التي غطّت الخبر، قيل أن شيوخ الزوايا والأعيان هم من استقبلوا "شكيب خليل"، ولكن الصورة فضحت كل شيء وعلى المباشر، ولم يكن هناك لا شيوخ ولا أعيان، بل كان رئيس الدائرة ورئيس بلدية بنهار الذي هو من عائلة شيخ الزاوية، وبعض الأقارب والجيران ومريدي الزاوية... كل هذا اللغط الإعلامي كان القصد منه الشُهرة والتملّق، لعل الوزير السابق تُسند له مهام من جديد، ويبستم الحظ للمقاول رئيس منظمة الزوايا التي لم نسمع عنها من قبل ! والتي يُجهل كيف تأسست ومن هم أعضاؤها، وهل في قانونها الأساسي عبارة تكريم المسؤولين؟؟ لا اعرف إن كان شكيب مُتوضِّئ حتى يتم تسليمه لوحة من القرآن الكريم؟؟؟ ولا أعرف إن كان مُتوضِّئ عندما صلّى صلاة الجمعة ؟؟ والعجب العُجاب أنه كان يخطب في الناس وكأنه إمام؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . إنها علامات الساعة... من شدة فرحة زيارة شكيب للزاوية، اختلط الأمر على المكرِّمين، وقيل أن 15 خروفا تم نحرها في خاطر السي شكيب، وألبسوه قشابية وفوقها قندورة، وفوق القندورة برنوس ؟؟؟ لم يحصل هذا في تاريخ الإهداء ؟؟ ربما هي مودة جديدة في التكريم ! ما يقال أن بعض الزوايا هي مكان للشعوذة والخزعبلات، ليس كلام من فراغ ! بل هي حقيقة مُرّة تعيشها الزوايا، وبالتالي، فليسمح لي أصدقائي من أهل الزوايا، فهذا ليس اتهاما جزافا بل هي حقيقة، حيث تُعطي صورة مسيئة ومشينة لبقية الزوايا العلمية التي لم تحد عن الطريق. فمتى يأتي الزمن لتتوقف هذه المهازل !؟ الله أعلم.