أمل خائب الوقت برد وقهوة عصر وحيد أو ربما قهوة فجر جديد باهت. المكان أرض المآسي،الزمن استراحة محارب وشجاعة محاربة عربية أسيرة قهوتها المفقودة في أيام الحصار، وساعات الانتظار الوفي في المنفى. توسد الأمل البائس غيمة يأسه مستمعا إلى ترانيم فيروزية وهي تشدو للأوطان...وبعد معركة طاحنة خسرها ضد الأرق، اتّكأ على جدار الخيبات المتلاحقة كسراب غربان في بلاد سماؤها ملونة مزركشة بألوان الخذلان الكبير، وترابها مبلّل دوما بدماء شهداء لا يهابون التضحيات. احتسى قهوة معطّرة بنكهة النّكبة الأولى لعل القهوة تمسح عن عينيه بقايا سهاده، وتمحو آثار أرقه عن ملامحه الشاحبة الخائبة، ثم توجه إلى ساحة المعارك لاعنا الحرب بكل ما أوتي من غضب. تبّا للحرب...الحرب عاهرة لا تؤمن إلا بشبقها إلى المقت والموت والدم. الحرب أمنية ماكرة شريرة سارقة أحلام وسلام...الحرب سماء ماطرة بقنابل ونيران خراب تتمادى في قتل ميلاد براعم شجرة الأمل. إنّها أنانية تعلن أنّ للمحارب قدر بندقيته، وللبندقية حكمتها وللرصاصة ضحاياها. ما أغباها! لا تعرف أنّ للمحارب حبيبته وللحبيبة قمر الانتظار يؤنسها، ولقمر الانتظار روح أمل لا تراه إلا الحبيبة في لحظات قهوة الانتظار ودقات الانتصار الموعود.