نظمت أمس جمعية مشعل الشهيد منتدى الذاكرة بالتنسيق مع جريدة المجاهد تحت عنوان مجازر 8 ماي 45 شهادات وتحاليل نشطه الدكتور عمار تومي وتخللته شهادات حية من طرف مجاهدين عايشوا المرحلة كما سجل المنتدى حضور شخصيات وطنية وأساتذة جامعين وطلبة الشرطة بشاطوناف وقد افتتحت الندوة بفاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء ثم تلاها الاستما للنشيد الوطني استهل الدكتور عمار تومي مداخلته عن مجازر 8 ماي 45 بأنها تمثل يوم حزن باق ويبقى حتى تركع فرنسا أمام شهداء هذا اليوم الحزين، وتعد هذه المجازر اكبر جريمة إنسانية وأكثرها بشاعة وفظاعة ودموية لأنها كانت بسبق الإصرار فعند اجتما جيوش الحلفاء على ألمانيا انعقد اجتما في العاصمة بين السياسيين والإداريين الفرنسيين حول ماذا سيحدث عند وقف إطلاق النار والوسائل الكفيلة للقضاء على الحركة الوطنية التي استطاعت أن تجمع في ظرف قصير أكثر من 5000 مناضل، والقرارات التي تمخضت عن الاجتما آنذاك كانت جمع جيوش بمختلف مناطق البلاد وتهيئتها حيث جمع بالجزائر العاصمة ما يقارب 30 ألف ووهران حوالي 15 ألف جندي و قسنطينة 13 ألف جندي والجنوب 3 الاف كما حضّروا العديد من الأسلحة ومن بينها الأسلحة المقدمة من الولاياتالمتحدةالأمريكيةلفرنسا المتمثلة في 28 طائرة للمشاركة بها في الحرب العالمية وتوجيهها ضد الجزائريين، في حين كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، عن طريق تنظيم مظاهرات سلمية تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945، ونادى الجزائريون استقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني الذي أنتج خصيصا لهذه المناسبة وبدأت حملة الاعتقالات والضرب في حق الجزائريين . ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شر المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، وشارك الجزائريون في الاحتفال ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال انتصار الحلفاء إلا أن السلطة الاستعمارية أعطت أمرا بإطلاق النار في حال رفع العلم الوطني أو الشعارات المطالبة بالاستقلال وكان الرد بالقمع على المظاهرات السلمية هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي مستعملين القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها ونتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضّر والحرية والإنساني. وأضاف السيد تومي أن القمع الذي لقيه الجزائريين كان سياسيا وعسكريا وقضائيا عن طريق المحاكم العسكرية التي طالت أكثر من 1600 مناضل وهذا من أجل تحطيم معنويات الجزائريين، كما اعتبر الجنرال ديغول من بين ثلاث مجرمين ضد الإنسانية إلى جانب ترومان وستالين وما ارتكبه في حق الجزائريين يعد جريمة جنائية يعاقب عليه القانون الدولي. في حين يرى المجاهد ساسي بن حملة الذي قدم شهادة حية عن مجازر 8 ماي 45 في ولاية قالمة على أنها أبشع الجرائم التي شهدها في حياته منذ دخول الاستعمار إلى الجزائر وأكثرها رهبة فلم تشهد الجزائر مظاهرات ضخمة كتلك المظاهرات وهو يطالب فرنسا ولا يزال يصر على مطالبتها بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها. ويضيف المجاهد الساسي أنه راسل دول الحلفاء بعد الاستقلال من أمريكا وبريطانيا والشيلي والروس ملقيا اللوم عليها لأن جيوشهم كانت حاضرة في المسيرة ولم تحرك ساكنا لحمايتهم من الجيوش الفرنسية والمعمرين بالإضافة إلى الرسالة التي وجهها للرئيس شيراك يحثه فيها على الاعتراف بمجازر فرنسا في الجزائر،