بات لزاما على يومية «الشعب» مواكبة التطورات الحاصلة في عالم الاتصال الجماهيري والتوجه نحو الإعلام الالكتروني وفاء لقرائها ، فهم بحاجة اليوم إلى متابعة الأخبار الآنية التي تضمنها النسخة الالكترونية متمثلة في الموقع الذي يكمل النسخة الورقية، وهو ما لجأت إليه أم الجرائد في إطار مواكبة الركب الرقمي في ظل التنافسية التي يفرضها الإعلام الجديد. فرضت التطورات الحاصلة على الصحف تطوير إمكانياتها لمتابعة الأخبار بآنية سيما في عصر تتسارع فيه الإخبار وتتشكل الآراء في سباق لا متناهي يحمل الصحافة مسؤولية نقل المعلومات في وقتها رغم أن المختصين يفرقون بين الإعلام الساخن والبارد بالنظر إلى المعلومات التي يقدمها. من هذا المنطلق وقبله كانت «الشعب» سابقة في نقل متابعة الأخبار خطوة بخطوة وان لم تكن متبوعة بتفاصيل كبيرة لان القارئ بحاجة إلى معرفة الخبر وليس بالضرورة كنهه، وهي إحدى الصفات التي يتميز بها الموقع الالكتروني ليومية «الشعب» منذ تطويره لمتابعة الأخبار بآنية. متابعة آنية للأحداث و تغطيات خاصة للمناسبات الوطنية خطوات وان كانت حديثة إلا أنها تؤكد طموح اليومية نحو مواكبة الزمن المتسارع في مجال نقل الأخبار والمعلومات في وقتها، حيث يركز القائمون على الموقع الالكتروني ل «الشعب» بمتابعة عن كثب للأحداث الوطنية على غرار الانتخابات المحلية الفارطة التي جرت في ال 23 نوفمبر بتسجيل الموقع ل 30 مقالا صحفيا في مختلف المجالات، منها 16 مقالا حول متابعة الاقتراع وتصريحات المسؤولين بعين المكان، إلى جانب النقل المباشر للندوة الصحفية لوزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية نور الدين بدوي حول إعلان النتائج النهائية للانتخابات المحلية. في هذا الصدد تم كتابة 30 مقالا صحفيا ونشر فيديو عن الحدث الوطني و نشر 30 صورة، كما تم إضافة 18 مقالا في مختلف المجالات، منها 12 مقالا يتعلق بمحليات بنتائج المحليات مرحلة بمرحلة وإرفاق 30 صورة و 12 مقالا في مختلف المجالات وفيديوهات وصور حصرية على غرار انتخاب رئيس الجمهورية وهو الحدث الذي يلاقي اهتماما بارزا من طرف القراء. الإخراج وسرعة الولوج أساسيات الإعلام الالكتروني بخصوص تطوير الموقع يرى الأستاذ يوسفي عمر أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر 03 أن الموقع الالكتروني يجب أن يختلف تماما عن النسخة الورقية، كما انه مطالب بالتسويق لنفسه بدرجة أولى، وذلك من خلال, أولا الإخراج والتصميم الجميل والجذاب بالاعتماد على خصائص الاستمالة العقلية والعاطفية في مضامين الأخبار حتى تكون هناك خصائص للموقع عن باقي المواقع الالكترونية، وهو ما يعرف بالانفراد سواء في السبق أو التصميم الرقمي الذي يتناسب مع طبيعة الأخبار، في حين يكون عند ذوق القارئ فيما يتعلق بالألوان والصور والفيديوهات التي توثق الأخبار أكثر فأكثر. وثانيا يؤكد الباحث في حديث خاص مع «الشعب» حول ذكرى تأسيسها أن طبيعة الأخبار في الموقع الالكتروني تختلف تماما عن ما هو في النسخة الورقية سواء من حيث التغطية أو التحليل أو حتى طريقة النشر، الأمر الذي يجعل الموقع في شكل يتميز عن النسخة الورقية بحيث يقصد الناس الموقع لأسباب معينة. حسب الأستاذ يوسفي فان الأمر الثالث الذي لا يقل أهمية هو البحث عن التمويل الاقتصادي للموقع وهي إستراتيجية جد صعبة لكن يمكن تحقيق ذلك من خلال إجراء تغيير جذري عما هو في النسخة الورقية والتمرد عن الخط الافتتاحي بشكل كبير، لان ذلك هو ما يجذب انتباه القارئ اليوم. كما أن السرعة و الآنية في الولوج إلى الموقع هي احد أهم الخطوات الواجب تضمينها في الموقع الالكتروني حسب الباحث يوسفي، إذ أن عصر السرعة الذي تعيشه لا يترك المجال للقارئ أن ينتظر أكثر، لذلك وجب وضع هذا الأمر في الحسبان في ظل التنافسية بين المواقع، كما يمكن للموقع أن يسهل الولوج إلى مواقع رسمية أخرى يرغب القارئ في تصفحها. وذكر الباحث أن اختلاف النسخة الالكترونية يجب أن يكون جوهريا حيث لا يجب نشر الافتتاحية في الموقع كما يجب أن تكون هناك صياغة خاصة للأخبار ، إضافة إلى ربط ذلك بمواقع التواصل الاجتماعي لليومية لكي يكون الوصول إليها سهلا، نظرا للانتشار الواسع لاستخدامات شبكات التواصل الاجتماعي لدى الناس. تحول استثنائي أملته الوضعية الاقتصادية لم يكن فقط التحول الذي عرفته ولا تزال تعرفه يومية «الشعب» في مضمونها الالكتروني وليد العصر الرقمي ولكن التحولات الاقتصادية التي يعرفها قطاع الإعلام الذي لا يمكن فصله عن كل المؤسسات الاقتصادية أو بما يصطلح عليه في علم الاقتصاد بالإعلام الاقتصادي كان المحطة البارزة في نهج هذا المجال إضافة إلى تلبية رغبات الجمهور، فالواقع الاقتصادي الصعب الذي يواجه الدولة جراء تراجع ميزانيتها كان له الأثر البالغ على المؤسسات الإعلامية نظرا لارتباط اغلبها بالإشهار أو الإعلان العمومي لكن تحديات المرحلة فرضت توجها جديدا سارعت وزارة الاتصال إلى التحكم فيه، من خلال إعادة رسم الخارطة المؤسساتية لوسائل الإعلام مؤكدة انه من غير المستحيل أن تبقى الصحف تعتمد في صدورها على الإشهار العمومي الذي يتراجع يوما بعد آخر، بفعل تراجع الحركية الاقتصادية. لكن البعض من المتابعين رأو في هذا الأمر السيئ مصلحة للوسائل الإعلامية حتى تعتمد على نفسها وتضبط استراتيجيتها على نحو يسمح له بالاستمرارية في السوق في ظل المنافسة الكبيرة بين وسائل الإعلام الوطنية، سيما في عصر الإعلام الجديد الذي جاء بمفهوم خاص لأداء الإعلام.