ألقى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية، أمس الأول، كلمة أكد فيها أن القرار الذي أعلنته الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وتعدّ غير مسبوق على المقدسات العربية والإسلامية والمسيحية التي تضمّها مدينة القدس الشريف. وبعد أن اعتبر القرار الأمريكي بالمؤسف والخطير، قال مساهل إنه في الوقت الذي كانت فيه أنظارنا جميعا مترقبة لما يمكن أن تطرحه الإدارة الأمريكية من مبادرة جديدة لإحياء عملية السلام في المنطقة، يصدر عن هذا القرار، مستهينة بتداعياته المباشرة على السلم والأمن في المنطقة وفي العالم بأسره وفي انحياز واضح للممارسات الإسرائيلية وسياساتها الاستيطانية وعدوانها على الشعب الفلسطيني من أجل فرض سياسة الأمر الواقع. وأضاف أن هذا الوضع الدقيق يحتم علينا التأكيد على أن القضية الفلسطينية قضيتنا الجوهرية والعمل بجد للتصدي بقوة لهذا القرار ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة تجاه الشعب الفلسطيني لإنهاء الغبن التاريخي الذي وقع عليه منذ اغتصاب أرضه وتاريخه ومقدساته ودعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية للتراجع عن قرارها والالتزام بالحياد الضروري الذي يقتضيه دورها ومسؤولياتها في رعاية عملية السلام في المنطقة. وقال، إن اتخاذ مثل هذا القرار الخطير في ظل الظرف الإقليمي المضطرب الذي تمر به المنطقة، من شأنه أن يدفع نحو انفجار جديد للأوضاع، لن يكون المجتمع الدولي في منأى عنه، بل سيفتح الباب على موجة جديدة من التوترات التي لن تزيد الوضع إلا تعقيدا وتنعكس بشكل سلبي على السلم والأمن الدوليين. وأكد أنه أمام هذا الوضع المقلق، تجدد الجزائر التذكير بأن التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية، مردها إلى فشل المجتمع الدولي في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل وشامل ونهائي لهذه القضية، بل إن تنكره لاستحقاقات تسوية هذا الصراع، رغم كل الجهود والمبادرات التي قدمها الجانب العربي، أدت إلى فشل مساعي إحياء السلام ووضع المنطقة، مرة أخرى، على شفا مرحلة جديدة ستكون تداعياتها وخيمة على الجميع. وقال إن الجزائر تجدد موقفها الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في نضاله الباسل وحقه المشروع لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967 طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.