هل ستكون الجزائر نقطة انطلاقِ مسيرةِ تحرير الأسرى الفلسطينيين, وقد طالت معاناتهم, وتفاقمت وتعقدت الإجراءات الإسرائيلية بحقهم, وتفنّنَ العدوُّ في اللعب على كل الأوتار في قضيتهم, وتجاوز كل المتخيَّل في التنكيل بهم وبذويهم شأنه في ذلك كما في باقي الملفات الفلسطينية, دون أن يكون خافياً ما يريد أن يُمرّرَه من رسائل إلى المناضلين أو من ينوون النضال, وهم عنوان الحكاية وهم الوقود الذي يحترق في سبيل الانعتاق والحرية, مع الشهداء والمحاصرين والمنفيين, هكذا أعلن عيسى قراقع وزير الأسرى الفلسطيني الذي يزور الجزائر حاملاً ملف الأسرى وهمومهم وقضيتهم, حيث كشف عن أنّ مؤتمراً دولياً سيُعقدُ في الجزائر قريباً بمشاركةٍ عربية ودوليّة وذلك بهدف تحسيس الرأي العام العالمي بقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتدويل قضيتهم, وذلك لحشد الدعم العالمي لها, وتحصيل حقوقهم كأسرى وليس كمجرمين أو إرهابيين كما تدعي دولة الاحتلال, والتي تريد بذلك نزع الشرعية عن كل نضال الشعب الفلسطيني, ولذا فهي تريد بقاء هذا الملف ثنائياً خاضعاً لشروطها بما أنها الطرف الأقوى, وتحول دون انتقاله إلى المحافل الدولية, وأوضح الوزير الفلسطيني وهو الأسير السابق في سجون الاحتلال أنّ مبادرته لقيت ترحيباً من كلٍّ من وزير التضامن الوطني والجالية بالخارج السيد جمال ولد عباس ووزير المجاهدين السيد الشريف عباس, كما تم الاتفاق على برنامجٍ لدعم وإعادة تأهيل الأسرى الفلسطينيين, فهل ستكون البداية من الجزائر, وهي التي احتضنت عدّة بداياتٍ فلسطينية, فمنها كانت أوّل رصاصة وأول مكتب لحركة فتح وبها كان أول وصول للأمم المتحدة وأول كلام من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة, ومنها كان الإعلان الأول عن دولة فلسطين, هل هو سر وجدان الجزائر ورسالتها للإنسانية بالحرية والانعتاق وقد قدمت له قرابين الشهداء والأسرى هو الذي يتجلى الآن عبر روح فلسطين, كيف لا وهي الأخ الشقيق, والدم هو الدم, والحرية هي الحرية, والأقصى هو القبلة الأولى, كيف لا وقد أعلنت الجزائر غداة استقلالها أنّ هذا الاستقلال يبقى ناقصاً حتى تستقلّ فلسطين.