ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زياد أبو عين: ملتقى دولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في الجزائر قريبا

كشف وكيل وزارة الأسرى الفلسطينية زياد أبو عين في حوار خص به »صوت الأحرار« عن تنظيم ملتقى لنصرة الأسرى في الجزائر قريبا بالتعاون مع وزارة المجاهدين والتضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج، وأكد في سياق آخر أنه لولا نضال الأسرى في سجون إسرائيل لا استبيحت عديد من الدول العربية، مشيرا إلى أن كل المعتقلين الفلسطينيين والمقدر عددهم ب7500 معتقل يكفرون بالانقسام بين حركتي »فتح« و»حماس«.
حوار: سهام بلوصيف/عزيز طواهر
ما المغزى من زيارتكم للجزائر؟
الجزائر معتنقة للقضية الفلسطينية من رئيس الجمهورية إلى أبسط مواطن كما أن هناك حرص شديد على هذه القضايا التي تعتبرها أمهات القضايا على المستوى الإقليمي والدولي، عندما نأتي إلى الجزائر نشعر كم أن النصر قريب، بهذا القلب والحب الجزائري و بهذه الإرادة والمعنويات، أقول إن إسرائيل كانت محظوظة لأنها لم تكن لها حدود جغرافية مع الجزائر لأن بالتأكيد لو كانت تتقاسم الحدود معها لتحررت فلسطين منذ زمن، كنا بحاجة حقيقية إلى جبهة عربية مساندة وتعد الجزائر الجبهة الأولى التي فتحت قلوبها وعقولها للثورة الفلسطينية فكان المكسب الأول وجود مكتب لحركة فتح في 1964 تحت رئاسة الشهيد أبو جهاد في الجزائر كما كانت أول معسكرات تدريب للثورة الفلسطينية وأول سلاح قدم إلى فلسطين كان من الجزائر، وإضافة إل ذلك فالدولة الجزائرية كانت السباقة بتبني قرار عربي و الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ناهيك عن إصدار قرار في جمعية الأمم المتحدة تحت الرئاسة الجزائرية، إذن عندما نحني بهاماتنا أمام أقدام الجزائر نشعر إننا لم نقدم للجزائريين حقهم كفلسطينيين. الجزائر قلب ينبض بالكرامة والكبرياء، قدمت مليون ونصف مليون شهيد فهي حاضرة في كل قلب فلسطيني، هناك مدارس سميت باسم هواري بومدين وشوارع تحمل اسم شهداء وأدباء جزائريين هذا كله يدل على الاحترام الفلسطيني لكل ما هو جزائري لأن الجزائر كانت حريصة على الفلسطينيين وعلى وحدتهم وعلى بيتهم وعلى القضية الوطنية الفلسطينية ككل، كل فلسطيني يذكر جملة الرئيس الراحل هواري بومدين »نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة«.
إن هذه الجملة لا تزال في أذان وذهن كل فلسطيني ،كم كنا نعتصر ألما عندما كان الإرهاب يقتل أبناء الجزائر، هذه الجزائر العظيمة لم تكن لتتعرض لهذا لو لم تكن قلعة عربية ونتمنى نحن أيضا أن نتخلص من هذه المؤامرة على أرضنا فلسطين.
فعندما نزور الجزائر فنحن نزور بيتنا وإخوتنا، نحن لم ننتقل من بلد إلى بلد وإنما تنقلنا من حي إلى حي آخر.
كيف هي الأوضاع التي يعيشها إخواننا الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني؟
نحن نعاني من احتلال مجرم إرهابي، نحن شعب قدم عشرات الآلاف من الشهداء دفاعا عن الحقوق المشروعة ونحن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الاستقلال فنحن خنجر في قلب إسرائيل هناك سلطة فلسطينية تبني نفسها يعترف بها الجميع وتؤكد أهمية الكينونة الفلسطينية فأصبح كل فلسطيني يحمل جواز سفر، من هذا المنطلق أؤكد أن الإسرائيليين سينهزمون.
نحن مازلنا رغم كل ما نتعرض إليه من تعذيب مصرون على الدفاع عن ثوابتنا وتواجدنا وأرضنا وأقول لكل المشككين لولا أن القيادات السابقة فرطت في ثابت واحد لوقعنا اتفاقيات مع إسرائيل ولو فرط المفاوض الفلسطيني في شيء لوقعنا منذ زمن، أنا أعتبرها عظمة لنا.
تصميمنا هو الذي لم يؤد إلى الوصول إلى حل مع الإسرائيليين، مادام ليس هناك حل فتمسكنا بالثابت هو شهادة عزة للقيادة الفلسطينية رغم كل الدمار الذي طال المقرات والحصار والسجن مازلنا ثابتون على ثوابت الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
يقبع الآلاف من الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني منذ سنوات طويلة في ظروف تفتقد لأبسط قواعد حقوق الإنسان، هل من معطيات حول هذه المسألة؟
قدم الشعب الفلسطيني مليون أسير فلسطيني منذ سنوات الاحتلال 1967 إلى اليوم أي حوالي 820 بالمائة يمثلون مختلف الشرائح من البالغين الراشدين ،النساء وحتى الأطفال لا تجد بيتا ولا منزلا فلسطينيا ومن الصعب جدا أن تجد رجلا لم يكن في المعتقل بما فيهم بيتي أنا.
الاعتقال قاسي، والإرهاب الإسرائيلي يبدأ من لحظة الاعتقال عندما يأتون كخفافيش الليل يروّعون الأطفال و الأسرة الفلسطينية بكاملها فيقومون بالضرب في سياراتهم إلى عملية التعذيب والتحقيقات وصولا إلى عملية السجن والمحاكمة العسكرية.
لقد تجرأ جنرال إسرائيلي بمحاكمة طفل في عمره 9 سنوات، دافعت عنه محامية يهودية، حيث أحضرت في جلسة المحاكمة أمام القاضي العسكري بالون ينفخه في المحكمة ولجأت إلى هذه الحركة لتتهكم عليهم وهو ما تسبب في حدوث فوضى داخل قاعة المحكمة واضطر القاضي إلى الخروج وهو خجل ، هذا هو الاحتلال وهذه هي طبيعة إسرائيل لكن أشير هنا إلى أن مشروعها في بداية الاندحار والهزيمة، هؤلاء الصهاينة كانوا يطمحون لجلب ليهود العالم في المنطقة هم الآن ينحسرون وهناك مليون فلسطيني في إسرائيل يثيرون الرعب والخوف فقد بدأوا يشعرون بنهاية مشروعهم ولو كانت لدينا جبهة عربية مساندة لحققنا انتصار كبير عليهم، فمزيد من عدم التدخل السلبي في الشأن الداخلي ومزيد من الدعم سيساهم في دفع القضية الفلسطينية الجزائر تدعم بطهر ولكن هناك دول تريد تحويل الفلسطيني إلى أجير وجاسوس.
هل لنا أن نعرف عدد الأسرى بالضبط حاليا في السجون الإسرائيلية؟
يوجد بالضبط 7500سجين، 65 بالمائة من فتح ، 20 بالمائة حماس، 12 بالمائة جهاد اسلامي5.5 بالمائة من الجبهة الشعبية وجزء من الديمقراطيين.
ما هي الأسباب التي تؤدي بإسرائيل إلى اعتقال الفلسطينيين؟
الاعتقال لم ولن ينتهي طالما هناك احتلال وطالما الشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم ، إسرائيل تعتقل الفلسطينيين حتى في المسيرات والأنشطة الشعبية، كما أنها تقدم على الاعتقال الإداري وهناك عدد من الموقوفين في القضايا السياسية، الاعتقال قاس بدليل استشهاد 180 فلسطيني نتيجة أنواع التعذيب التي تسلطها إدارة السجون على المعتقلين.
وأشير هنا إلى أن إسرائيل أنشأت لجنة وزارية خاصة لدراسة كيفية التنكيل بالأسرى من أجل إضفاء شرعية على عملية التعذيب، إلى جانب منع المحامين والصحف وإجراءات عقابية أخرى لتضييق الخناق عليهم.
ما هي الأساليب التي يعتمد عليها الاحتلال الصهيوني لتعذيب الأسرى؟
التعذيب يختلف من زمن إلى زمن كان في الماضي يقوم على الكهرباء وقطع الأطراف واليوم أخذ أشكالا جديدة إلى جانب اللجوء إلى التعذيب النفسي وغيرها، إسرائيل الوحيدة التي سنت قوانين تجيز التعذيب وهناك فلسطينيون استشهدوا جراء التعذيب؟وكم هو عدد النساء الأسيرات؟
في السابق تواجدت 5 آلاف امرأة و انخفض العدد نتيجة إبرام عدة صفقات لتبادل الأسرى وبقي اليوم 40 امرأة من بينهم بعض النساء مع أطفالهن، وللتذكير فقد كان هناك 400 طفل تحت 18 سنة، كما أن هناك نسوة يلدن أطفالهن في السجون .
ما هي نظرة الأسرى الفلسطينيين إلى الانقسام الحاصل بين حركتي »فتح« و»حماس«؟
الأسرى الذين ناضلوا من كل الجبهات يكفرون بالانقسام ورموز الانقسام، الذي يناضل ضد الاحتلال لا يريد إلا الوحدة ويرفض تخوين الآخر ولا يرضى إلا بهذه الوحدة، لكن هذه القيادات التي هي بلا تاريخ لم تناضل ولم تحارب وإنما عناصرها التي قاتلت هي الحريصة على الوحدة لأنها تشعر أن الانقسام سيحطم كل ما تم القيام به والمكاسب المحققة.
كل القيادات المأجورة التي لم تحارب يوما ولم تسجن يوما ولم تطأ أقدامها فلسطين يوما هي التي باعت القضية الفلسطينة، فوثيقة الوحدة الوطنية خرجت إلى النور على أيدي هؤلاء الأسرى داخل المعتقلات ، حيث وقعها مروان البرغوثي ولكن للأسف تبخر كل شيء.
تجربة عجيبة اسمي منتشر بكثافة في الجزائر، أنا أول معتقل في التاريخ العربي اعتقلت بأمريكا بتهمة قيامي بعمليات أدت إلى مقتل الإسرائيليين ونتج عن ذلك ضجة إعلامية كبيرة وتم تنظيم آنذاك مسيرات في العالم بأكمله والعالم العربي سنة 1979 حتى 1981 كما استدعت وزارة الخارجية الجزائرية آنذاك استدعت السفير الأمريكي، وبعد قضاء سنتين ونصف في سجون أمريكا وإصدار سبعة قرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم تسليمي وفي جميع القمم العربية والإسلامية وفي النهاية سلمت إلى إسرائيل في سنة 1981 .
وإثر ذلك بدأت مظاهرات في الجزائر فرنسا وعبر كل دول العالم وتعرضت سفارات الولايات المتحدة الأمريكية إلى الرشق بالحجارة واقتحامها و رغم ذلك حكم عليا مدى الحياة بدون اعتراف وعذبوني كان محامي الذي تطوع للدفاع عني هو الوزير الأمريكي السابق رمزي كلارك، وفي عام أفرج1983 أفرج عني للذهاب إلى الجزائر في إطار تبادل الأسرى وخرجت إلى مطار إسرائيلي 23 نوفمبر 1983 متوجه نحو تبسة بالجزائر إلا أنه تم اختطافي لأعود إلى السجن مرة أخرى وتم إطلاق سراحي في التبادل الثاني سنة 1985، وخيرت بين الخارج وفلسطين فاخترت فلسطين وها أنا أزو الجزائر اليوم في زيارة تأخرت 29 سنة وخلال تطبيق سياسة القبضة الحديدة أعيد القبض علي وسجنت 3 سنوات وخرجت في الانتفاضة الأولى سنة 1989 وكنت عضوا في الانتفاضة وتم اعتقالي في 2002 أنا ومروان البرغوثي بعدما حاصروا بيتي.
هناك من يجهل حقيقة مايتعرض إليه الفلسطينيين خلال فترة تواجدهم في السجون، ما هي الإجراءات التي ستقومون بها لإماطة اللثام على ما يجري؟
بصفتي عضو المجلس الثوري وأهمية الوزارة التي تشكل تقريبا رابع وزارة من حيث الأهمية بعد الصحة والتربية والتعليم لأن الشعب الفلسطيني، كله تقريبا معتقل، التقينا خلال هذه الزيارة مع وزارة المجاهدين والتضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج واتفقنا على كثير من البرامج التي سترعاها الجزائر ومن بينها عقد المؤتمر الدولي للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين الذي سيعقد بالجزائر وبمشاركة عالمية تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهي دلالة للعالم على وقوف الجزائر مع فلسطين مع حريتها وأقولها أنه لولا نضال الأسرى الفلسطينيين الذين قاتلوا الاسرئيليين لا استبيحت عديد من العواصم العربية ، قتالهم هو الذي حجّم مشروع التوسعي لهذه الدولة.
لماذا العودة إلى طاولة المفاوضات في هذا الوقت بالذات خاصة مع تزايد النشاط الاستيطاني للعدو الإسرائيلي وما يحدث في القدس الشريف؟
نحن لم نعد بقرار فلسطيني وإنما عدنا بقرار عربي بعد اجتماع وزارة خارجية العرب ونفذنا القرار لوضع إسرائيل أمام مسؤولياتها ،نحن الشعب الصبور ولكن ضعيف الإمكانيات، الشعب الجبار ولكن المحاصر، لا يمكن إدخال قلم إلى فلسطين من أي دولة عربية دون إذن إسرائيلي وستطلق النار على أي فلسطيني ، نحن شعب تحت الحصار، الإسرائيليون يعشقون إبقاء الفلسطينيين في المربع الأمني لتحويل الكفاح إلى إرهاب وللأسف لا أحد يجند إمكانياته وطاقاته العربية من أجل تشجيع المقاومة الفلسطينية.
ليس أمامنا إلا الصبر والحكمة أبو مازن يملك الحكمة ولا يملك القوة لا نملك صواريخ ولا مدافع هناك دول أراضيها محتلة ولم تتحرك ضد إسرائيل ويدعوننا إلى القتال، نحن من يزرع الشجر وينتزعها إسرائيل، نحن من يتعرض للتعذيب والاعتقال ، لا نريد شهادة من أحد، نريد قلوبا مثل قلوب الجزائريين تقف إلى جانبنا وتساندنا، نحن لا نريد الذهاب إلى رفح نريد الذهاب إلى القدس نريد إزالة المستوطنات، ميزكوفيتش يهودي واحد ويقدم لليهود والمستوطنات ما لا تقدمه كل الدول العربية مجتمعة للقضية الفلسطينية، إذا كانت قضية القدس قضية جميع العرب فلا يجب أن يبقى هذا شعارا لا نريد أن تكون فلسطين شعارا كبير.
كيف تفسرون قدرة العرب على استصدار قرار للعودة إلى المفاوضات وعجزها على توحيد الفصائل الفلسطينية؟
الانقسام الفلسطيني ليس قرارا فلسطينيا كل من يؤمن بالقضية تجده حريصا على الوحدة، هذا الانقسام المدفوع الأجر للمشروع الصهيوني الامبريالي، وثبت كيف على الأرض أقيمت المذابح ، كيف شعار المقاومة انتهى عندما أصبحت السلطة في يد حماس يطلقون النار على الذين يطلقون النار على الإسرائيليين اعتقلوا مناضلي من كتائب الأقصى وغيرها ، هل تسمعون رصاصة الآن؟ البحث فقط عن الكرسي والسلطة،عندما يكون محاربنا فلسطين نتجاوز كل الخلافات 1500 شهيد في عدوان غزة القطاع دمر بالكامل من المسؤول فقط الإسرائيليين؟ هناك جزء من المسؤولية، أبو مازن حفا لسانه وهو يبحث عن السلام وإنقاذ الموقف لماذا نطلق الصواريخ ونستفز اليهود لضربنا؟ كنا 12 فصيلة فلسطينية لم نقتل أحد ولم نذبح أحد لماذا اليوم الفصائل تتناحر فيما بينها؟
*وماذا عن قضية الأسير جلعاد شاليط؟
ما يجب أن نعلمه هو أن الأسير الإسرائيلي جلعاد شليط موجود في يد حركة حماس، وفي اعتقادي لا يمكن أن نعبث بملف الأسرى، حيث أن الجميع أصبح يتكلم عن صفقة جلعاد شليط، ونسي الأسرى الفلسطينيين، أين هم هؤلاء الأسرى فالقضية تحولت إلى صفقة من أجل شليط مقابل كل الأسرى، هل تعلمون أنني لم أكن أدري بالتبادل الأول للأسرى عام 1982 وبالرغم من ذلك فإن التبادل حدث، وكذلك بالنسبة لتبادل الأسرى سنة 1985.
هذا المراوغة في قضية شليط طريقة سخيفة، لأن هناك مفاوضات تبقى سرية حتى يعلن عنها أم أن تبقى الأمور في مد وجزر فهذا غير معقول، باعتبار أنها تسيء للأسرى ومعنوياتهم وعائلاتهم، ولا يجب أن ننسى أن هذه العملية التي يجير الحديث عنها لا يمكنها أن تضاهي ما قامت به حركة فتح من خلال ما لا يقل عن30 عملية تبادل الأسرى.
*في ظل الانقسام الفلسطيني و العربي كيف تتوقعون نتائج المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وما هو منتظر من الدول العربية؟
في تقديري مازال الجانب الإسرائيلي مصر على إفشال هذه المفاوضات كما أن تصريحات نتانياهو الأخيرة تدل أن الإسرائيليين مرتبكين جدا ومتوترين والظرف داخل إسرائيل لا يسمح لهم بأي خطوة نحو الأمام، وعليه فإن هذا المسار أو المفاوضات لن تتقدم.
إن المفاوضات مع إسرائيل ستفشل لا محال، أما نحن فلا يمكن لنا التخلي عن الحاضنة العربية، نحن لا ننتظر قرارات عربية لتحرير فلسطين بالكفاح المسلح، عندما قال أبو مازن لا تقولوا لي كيف أقاوم، هذه قضيتي، ومن يريد اتخاذ قرارات فليأتي بجيوشه ويحارب إسرائيل وسيجدنا في المقدمة.
إننا بحاجة إلى أن يضع العرب ثقلهم الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي لمساندة القضية، صحيح أن الجيوش العربية لن تقاتل فالجندي يبدأ مشواره العسكري وينتهي جنرال دون حرب، هي جيوش تشريفات ليس إلا، لذلك نتمنى أن تكون حركة على مستويات أخرى لنصرة القضية.
*وماذا عن المؤتمر الذي سيعقد في الجزائر حول الأسرى الفلسطينيين؟
نتمنى وبسرعة عقد المؤتمر الدولي بالجزائر، هناك دعم من وزارة المجاهدين ووزارة التضامن وسيحظى المؤتمر بإجماع دولي، هناك فريق جزائري مشترك للإعداد لهذا المؤتمر، كما سيتميز المؤتمر بحضور قياسي ومشاركة كبيرة لشخصيات دولية، برلمانيين، رؤساء سابقين، سيكون تظاهرة دولية بكل معنى الكلمة، وبالرغم من كل شيء فإننا نرحب بالتنسيق مع المؤتمر العربي وستكون الأبواب مفتوحة للتنسيق مع كل الأطراف، نتمنى أن نكون بعيدا عن الشعارات.
كيف هي أيام أمهاتنا، إخواننا وكل أبناء الأرض الطيبة؟
في القطاع هناك ألم وانكسار فالمواطن في غزة يبكي دما، لقد مست كرامته وكبريائه وبذلك أصبح يبحث عن الخبز بدل الحرية، الدين ينتشر بطريقة غير صحيحة، في الوقت الذي تسعى فيه فلسطين للتفتح على العالم والثقافة فنحن ضد التعصب، كما أنه ممنوع علينا أن ندخل في صراع ثقافي أو إيدولوجي، وبودنا أن نوحد الكافر والشيوعي والجميع لتحرير فلسطين.
الكل يتساءل إلى متى سيستمر هذا الحصار على الشعب الفلسطيني، 200 ألف فلسطيني هجروا وأخرجوا من غزة، الجرحى والقتلى والفقر المدقع، الوضعية جد صعبة، الطفل يبحث عن قطرة حليب والناس تنام في عتمة، من الصعب أن يكون إنسان مسؤول على أرواح المئات بل الآلاف من المواطنين ولا يفكر إلا في نفسه. وفي الأخير أتمنى أن يكون لدينا كذا ميزوكوفيتش عربي، ومن العار أن يتجاوز هذا اليهودي كل الدول العربية، نحن بحاجة إلى وحدة الصف العربي ومساندة حقيقية للقضية الفلسطينية بعيدا عن الشعارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.