نجحت الجزائر في احتضان الطبعة ال 21 لمونديال كرة اليد أقل من 21 سنة خلال الفترة الممتدة من ال 18 إلى ال 30 جويلية المنصرم، حيث كان حدثا بارزا عاشه كل محبي الكرة الصغيرة عام 2017، والفضل يرجع إلى الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها الدولة الجزائرية تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الإتحادية الجزائرية لكرة اليد، وهذه الأخيرة قامت بكل الترتيبات اللازمة من كل النواحي للسماح لضيوف الجزائر بالاستمتاع بهذا العرس الرياضي من الناحية التنظيمية، الفنية والسياحية. تمكن القائمون على تنظيم المونديال من عكس كل التوقعات وكسب الرهان بالقاعات المخصصة للتدريبات بكل من برج الكيفان، عين البنيان، الشراقة، سطاوالي، إضافة إلى قاعة حرشة حسان التي عرفت ترميمات كبرى. العمل المشترك بين الوزارة والإتحادية واللجنة المكلفة بالإعداد لهذه المواعيد رفعوا التحدي وتسابقوا مع الزمن لإنهاء كل الأشغال في آجالها المحددة من خلال المراقبة والعمل الدائم بوتيرة متسارعة وتحقق لهم ذلك وتمكنوا من تزويد كل من القاعة البيضاوية وقاعة حرشة بالمكيفات الهوائية لضمان راحة الوفود والرياضيين والجمهور المحب للكرة الصغيرة بما أن المنافسة أقيمت في فصل الصيف والجميع يعرف أن هذه الفترة تعرف إرتفاعا كبيرا في درجة الحرارة والرطوبة لتكسب بذلك الجزائر الرهان بعد النجاح الباهر المحقق من تنظيم هذا الموعد الكبير الذي يعد ثاني أكبر حدث خاص بكرة اليد في العالم. تجديد المكتب الفيدرالي ... للإشارة فإن الأمور سادها نوع من الغموض خاصة أن الإتحادية كانت في المنعرج، بعدما تم تغيير المكتب الفيدرالي الذي كان يشرف عليه الرئيس السابق بوعمرة وخلف حبيب لبان، وهذا الأخير إبن عائلة كرة اليد ما يعني أنه مطلع على واقع الكرة الصغيرة الجزائرية وبالتالي وظف الخبرة والتجربة التي يملكها خاصة من ناحية العلاقات الإدارية بالشراكة مع الوزارة واللجنة المكلفة بالإعداد للموعد من أجل تقديم كل التسهيلات اللازمة إداريا حتى لا تكون أي عراقيل بالنسبة لضيوف الجزائر الذين بدأوا يتوافدون في فترة مبكرة عن الإنطلاق الرسمي للمنافسة بهدف التعود على المناخ والأجواء وآخرون من أجل إكتشاف الجزائر. فرجة حقيقية عشناها بمدرجات قاعة حرشة حسان والقاعة البيضاوية صنعها الجمهور الجزائري الذي تنقل بأعداد كبيرة من أجل متابعة مباريات بطولة العالم لكرة اليد للأمال، تنافس خلالها أفضل 24 فريقا في العالم لأنهم أبوا عدم تفويت هذه الفرصة الرائعة للإستمتاع بالمستوى العالي إلى درجة أنها لم تسعهم جميعا وهناك من بقي في الخارج ينتظر الفرصة للاستمتاع بهذا الحدث العالمي الذي نظم لأول مرة خاصة العائلات الجزائرية التي كانت حاضرة بقوة رغم تزامن الحدث مع فصل الاصطياف، وهذا دليل على النجاح الكبير من الناحية التنظيمية، منذ البداية حتى النهاية، حيث استحسن الجميع الأجواء والخدمات المقدمة والتسهيلات. ضيوف الجزائر أجمعوا على نجاح الحدث من جهتهم، ضيوف الجزائر أعجبوا كثيرا بجمالها من كل النواحي حيث عبروا عن سعادتهم لتواجدهم في هذا البلد المضياف الذي يملك مناظر خلابة، طقس معتدل وغيرها من الأمور التي كانوا يسمعون عنها إلا أنهم إكشتفوها خلال هذا الحدث الرياضي الذي عادت فيه الكلمة الأخيرة للمنتخب الإسباني الذي توج بأول لقب له في مشواره، إضافة إلى دهشتهم أمام الأجواء التي صنعها الجمهور، منذ البداية، حتى النهاية على غرار مدرب منتخب إسبانيا خافير مارتن «الجزائر بلد رائع وجميل اكتشفته لأول مرة في حياتي بعدما كنت أسمع عنه فقط والأجمل من ذلك الجمهور الكبير والرياضي الذي يحب كرة اليد ويشجع بطريقة رائعة، واشكره لمساندتنا في كل اللقاءات»، مدرب منتخب ألمانيا إريك هوغلر قال أيضا «أول مرة زرت الجزائر بمناسبة بطولة العالم لأقل من 21 سنة وسعدت جدا باكتشاف هذا البلد الجميل من خلال المناظر الرائعة التي شاهدتها في الأماكن التي تنقلت إليها، كما أشكر الجمهور الذي شجع المنتخب الألماني وهو جمهور من ذهب ويناصر بطريقة حضارية، التنظيم أيضا كان جيد». الوفد الأرجنتيني من طاقم فني ولاعبين كلهم أعجبوا بالصور التي صنعها الجمهور الجزائري منذ أول لقاء لهم بقاعة حرشة بدليل أنهم كانوا يتابعون اللقاءات من المدرجات الخاصة بالصحفيين، حيث تفاعلوا مع الهتافات والأهازيج التي كانت تردد من طرف المناصرين، نفس الأمر بالنسبة للكرواتيين، الروس، المجريين، الإيسلانديين، البوركينابيين، الذين تابعوا الأجواء من المدرجات وتفاعلوا مع كل الهتافات التي كان يرددها الجمهور الجزائري ولفت انتباههم التصفيقات المنتظمة، الرفع من معنويات الفرق التي تلعب كل هذه الأمور صنعت صورا لا تنسى في مخيلة الجميع الذين عبروا عن ذلك في تصريحاتهم لوسائل الإعلام الجزائرية واجمعوا على أنهم لم يروا مثل هذا الجمهور من قبل الذي بقي يتوافد إلى القاعة رغم خروج منتخب بلاده من الدور الثاني، وهذا دليل على الثقافة الرياضية التي يتمتع بها خاصة في النهائي حيث رفعوا من مستوى المواجهة القوية بين إسبانيا والدانمارك حتى صافرة الحكم. وبالتالي فإن الجزائر أثبتت مرة أخرى أنها بلد المواعيد الكبرى بعد النجاح الكبير المسجل خلال بطولة العالم لكرة اليد التي تعد ثاني رياضة من ناحية الشعبية على الصعيد المحلي ولدى أغلب الدول في العالم .. و كان لذلك الأثر الإيجابي في انتظار تنظيم أحداث رياضة أخرى لا تقل أهمية مستقبلا بإمكاننا أن نقول بأن 2017 ستبقى راسخة في ذهن كل عشاق الكرة الصغيرة العالمية من كل النواحي.