تشهد قاعة حرشة حسان إقبالا كبيرا للجمهور الجزائري الذي تنقّل بكثرة خاصة العائلات العاصمية من اجل متابعة مباريات الطبعة 21 لبطولة العالم لكرة اليد أقل من 21 سنة التي تجري وقائعها من 18 إلى 30 جويلية، خاصة عندما يحين وقت مواجهة الفريق الوطني للرفع من معنويات اللاعبين لتحقيق نتائج إيجابية في هذه المنافسة التي تنظّم لأول مرة في الجزائر، هذا ما وقفت عليه جريدة “الشعب” خلال تغطيتها لمباريات الحدث العالمي. كما عوّدنا الجمهور العاصمي، حاضر بقوة في قاعة حرشة كلما تكون هناك مناسبة رياضية، حيث توافد الجزائريون على المدرجات منذ أول يوم للمنافسة العالمية للكرة الصغيرة بعدما كان هناك تخوف كبير من طرف المنظمين لعدم تواجد الأنصار بكثرة في المدرجات، بما أن الموعد تزامن مع فصل الصيف الذي يعرف تنقل الجميع إلى الشواطئ والأماكن الهادئة والغابات من أجل الابتعاد عن ضجيج المدينة وحرّها. عكست العائلات العاصمية كل التوقعات وتنقلت إلى مدرجات القاعة التي شهدت على عدة محافل رياضية دولية في السنوات الماضية آخرها كان عام 2014، عندما استضافت الجزائر كأس أمم أفريقيا لكرة اليد أكابر إناث ورجال والتي فاز بها زملاء سلاحجي، حيث كان للجمهور الجزائري دور كبير في ذلك الإنجاز صنع أثناءها صور لا تنسى بقيت راسخة في أذهان كل من حضر الموعد أو تابعه عبر شاشات التلفزيون ومن بينهم رئيس الاتحاد الدولي حسن مصطفى الذي ذكّر بتلك الصور خلال الكلمة التي ألقاها في حفل الافتتاح الثلاثاء الفارط. الوقت الذي يلعب فيه “الخضر” مناسب في صبيحة اليوم الأول من المنافسة لم نسجل توافد الجماهير على المدرجات، إلا أن الأمر تغيّر جذريا مع اقتراب موعد انطلاق مباراة الفريق الوطني التي جمعته مع نظيره المغربي، حيث امتلأت المدرجات عن آخرها في حدود الساعة ال 19:00 سواء تلك المخصصة للعائلات والتي تقع في جهة المنصة الشرفية، تركت المقاعد المقابلة للشباب الراغب في الدخول من أجل مشاهدة حفل الافتتاح والمواجهة وتفاعلوا كثيرا مع الموسيقى التراثية وشجعوا أشبال المدرب رابح غربي حتى النهاية. نفس المشهد تكرّر في الأيام الموالية أمام الأرجنتين، العاصميون كانوا في الموعد ولم يتوقفوا عن الهتاف من اجل تقديم الأفضل. التنظيم محكم للدخول وروح رياضية عالية اعتبر كل الذين اقتربنا منهم بمختلف الأعمار والفئات الموعد بمثابة فرصة جيدة لهم من أجل تغيير الأجواء، خاصة أن لقاءات الخضر تجري في الليل على غرار السيدة عائشة التي تقطن بساحة أول ماي وجاءت رفقة كنتها وأبنائها القادمين من فرنسا من أجل قضاء عطلة الصيف وقالت “الأجواء رائعة بقاعة حرشة وفرحنا كثيرا لتنظيم هذه المنافسة وأنا منذ صغري أحب كرة اليد وسبق لي أن جئت في عدة مرات وآخرها كان عام 2014، والآن نريد أن نعيش نفس الحماس لأننا على مستوى العاصمة بحاجة لمثل هذه المواعيد وما زاد من رغبتنا في المجيء تزويد القاعة بالمكيفات”. لم تختلف الآراء بالنسبة للجميع، حيث فرحوا كثيرا بتنظيم بطولة العالم لكرة اليد ولم يأبوا تفويت هذه الفرصة من اجل تجديد العهد مع القاعة التي سبق لها أن شهدت على أفراح وانتصارات الرياضة الجزائرية في عدة اختصاصات والملفت للانتباه هو تلك الروح الرياضية العالية والطريقة التشجيع الحضارية في كل المدرجات ما لاقى استحسان العائلات، وأكدوا أنهم سيأتون إلى غاية نهاية هذا الحدث العالمي الكبير من أجل الاستمتاع بما تقدمه المنتخبات المشاركة فيه وتمنوا حظ موفق للخضر وعبروا عن أملهم في الوصول للنهائي والتتويج باللقب لتكرار الأفراح التي كانت في آخر لقب قاري. اللاعبون القدامى حاضرون بقوة للإشارة، فإن بطولة العالم لكرة اليد عرفت تواجد اللاعبين القدامى من كل الأجيال الذهبية التي سبق لها أن صنعت أمجاد الكرة الصغيرة الجزائرية في كل المحافل الدولية على غرار درواز، بوشكريو، جميلة نايلي، بوعنيق وأسماء أخرى من أجل تشجيع العناصر الشابة للفريق الوطني بهدف تقديم كل ما لديهم فوق البساط والذهاب بعيدا في هذا الموعد الكبير.