رسم الملتقى الوطني الثالث الذي احتضنت فعالياته دار الثقافة عمر أوصديق بجيجل حول الرئيس فرحات عباس، مسعى تأسيس جمعية وطنية تحمل اسم الرئيس المناضل، بهدف جمع المعلومات التاريخية حول حياة الشخصية الوطنية التي قادت الحكومة الجزائرية المؤقتة، ونفض الغبار وإبراز العديد من المحطات التاريخية في حياة هذا المجاهد والمناضل والمثقّف، مثمّنين المبادرة التي سعى إليها المهتمون بهذا الرمز، ومسيرة كفاحه حتى تستلهم منها الأجيال. الملتقى استهل بكلمة بشير فار، والي الولاية، وأخرى لعبد الحليم عباس ممثلا عن عائلة الرئيس المناضل فرحات عباس، عرض خلالها شريط وثائقي عن حياة الرئيس من إعداد وإخراج خليل هدنة، روى مسيرة المجاهد فرحات عباس، ونفض الغبار عن مسيرته الحقيقية مع الثورة ومواقفه الثابتة، إضافة إلى تنظيم ندوة تاريخية نشّطها دكاترة في التاريخ من جامعة جيجل عرضوا بالمناسبة أهم محطات حياة هذا الرجل الرمز، الذي قلّده الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وسام المقاومة في سنة 1984. وتنوّعت هذه المداخلات، كالتي قدّمها ضيف شرف الملتقى الأستاذ المجاهد عبد القادر نور، أول رئيس تحرير للتلفزيون الجزائري، والمدير العام السابق للإذاعة الوطنية حول «الحركة الوطنية الجزائرية، فرحات عباس نموذجا»، تلتها مداخلة الأستاذ حسن السعيد، أبرزت التطور الفكري من خلال خطابات الرئيس، ثم مداخلة المؤرخ محمد عباس التي جاءت بعنوان: «فرحات عباس رئيسا للحكومة الجزائرية المؤقّتة»، أما الأستاذ والإعلامي عبد العزيز بوباكير فقد اختار عنوان مداخلته: «شهادة الرئيس الشاذلي بن جديد في حق الرئيس المناضل فرحات عباس». واختتمت المداخلات بكلمة الأستاذ كمال بن يعيش رئيس جمعية 08 ماي 1945 بسطيف، حول «فرحات عباس من خلال أحداث 08 ماي 45». الملتقى تضمّن إلى جانب المداخلات الأكاديمية، تخصيص جانب منه للشّهادات الحيّة ممّن عايشوا واحتكّوا بالرئيس الراحل كالشّهادة التي أدلى بها حاج بوسعد مختار، الأستاذ بوعموشة محمد الطاهر، والأستاذ نسيم عباس. وتواصلت الأنشطة بمناسبة الذكرى 32 لرحيل الرئيس فرحات عباس، بالتوجه نحو بلدية وجانة، ورفع الستار عن المعلم التاريخي المخلّد لمسقط رأس الرئيس بمنطقة «حجار الميس» بقرية بوعفرون، التي تبعد ب 30 كلم جنوبجيجل، حيث استحسنت عائلة المرحوم المبادرة، إضافة إلى تنظيم مقابلة في كرة القدم بملعب العقيد عميروش بجيجل، نشّطها قدماء فريق شباب جيجل، وقدماء لاعبي اتحاد سطيف الذي كان الرئيس أحد مؤسّسيه ورئيسه الشّرفي خلال سنة 1933. للإشارة، نظّم على هامش الملتقى، معرض متنوع حول المسار النضالي للرئيس فرحات عباس، تخصيص جناح للصّور الفوتوغرافية، للأغراض والمقتنيات الشخصية للرئيس فرحات عباس، وجناح آخر من تنظيم عائلته، والوصية السياسية وخطاب الإعلان عن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، إضافة الى جناح للكتب والاصدارات، تخلّلته بيع بالإهداء لكتاب «أحداث سطيف الحفر الجماعية مجازر 08 ماي 1945»، للكاتب كمال بن يعيش.