الفن معادلة في تفجير الثّورة الجزائرية بولاية سعيدة على هامش فعاليات الأيام المسرحية التي احتضنتها دار الثقافة مصطفى خالف بسعيدة، والتي جمعت كوكبة من النخبة الفنية من بينهم الفنان عبد الاهي توفيق، الذي تربّى وترعرع مع والديه بحي شعبي وسط عائلة ميسورة الحال، بدأ مشواره الفني منذ طفولته. «الشعب» اقتربت منه مغتنمة الفرصة لإجراء هذا الحوار. ❊ الشعب: لو طلب منك تقديم نفسك للجمهور، من أين تبدأ؟ ❊❊ عبد الاهي توفيق: ببساطة بدأت مشواري في العروض المسرحية المقدمة من طرف أساتذة مختصين، وفي هذا المجال أيضا المخيمات الصيفية ومنها جاءت بداية موفقة ومنه بدأت أكتشف الكثير من الفن وبالتحديد العمل المسرحي، وكانت أول تجربة جسدتها على خشبة المسرح، وهو الحلم الذي طالما انتظرته بمساعدة أساتذة ومساعدين أكفّاء. ❊ مسرحية «كابريسا» عرض ترفيهي موجّه للأطفال..ما الهدف منها؟ ❊❊ هذه المسرحية عبارة عن عرض ترفيهي موجه للأطفال،يقدم المهرج ألعابا ونشاطات ترفيهية ومسرحيات قصيرة هادفة مثلا تعليم الطفل غسل أسنانه بعد الأكل ومخاطر التسوس وأهداف أخرى كالمحافظة على الطبيعة والاجتهاد في الدراسة بطريقة فكاهية، حيث هناك رقصات جماعية للأطفال ليتمكن الطفل من إخراج جميع طاقاته المخزنة خلال الفترة الدراسية، والمساهمة في تطوير الساحة الفنية الخاصة بمسرح الطفل. ❊ كيف تحفّزون الأجيال القادمة على حبّ الخشبة؟ ❊❊ نظرا لأهمية المسرح لدى الطفل هناك إجراءات لمساعدة وتشجيع هذه المواهب وإدماجها في الفرق المشاركة في مهرجانات عدة، وهو برنامج الجولات المنظمة من طرف المنظمين عبر ولايات الوطن فيما يتعلق بتوزيع المنتجات الفنية والثقافية، هناك فضاءات ثقافية للجمعيات والتعاونيات التي تنشط في هذا الفن للمساهمة في تطويره. ❊هل تلقّيتم دورات تكوينية في المسرح؟ ❊❊ المسرحية لها تحد كبير لطاقة الممثل أيا كان، وهي مجازفة وصعوبة فوق طاقة الممثل الأدائية، فالعروض المسرحية لها وزن بغرض اكتساب آليات التحكم، وهذا ناتج عمّا ذكرناه في الدورات التكوينية التي تصب في هذا المجال، وهي استراتيجية تهدف إلى خلق فضاءات للتعبير الثقافي واكتشاف المواهب، وهي أيضا عبارة عن نشاطات تثقيفية. ❊ هل هناك تحسيس للأولياء والأطفال لهذه العروض؟ ❊❊ نعم هناك دور تحسيسي بشأن احتضان الأيام المسرحية بمصطفى خالف بمشاركة العديد من الفرق الهاوية الجوارية، عن طريق تقديم ألعاب سحرية مسرحية تربوية ترفيهية، بالإضافة الى تنظيم مسابقات فنية متنوعة، وهي فرصة للتحسيس من مخاطر العنف والآفات التي يعاني منها المجتمع، وتحسيس هذه الفئة الشبانية على الاحتكاك بالعالم المهني واكتشاف مواهبها في معظم الدورات، وقد أبدى العديد من الأطفال فرحة بالغة في مشاهدة الألعاب السحرية والبهلوانية، الى جانب عروض مسرحية تناولت مواضيع تربوية هادفة ❊ كيف تقيّمون واقع المسرح خلال السنة المنقضاة؟ ❊❊ بالنسبة للنشاط المسرحي والفني لهذه السنة تميّز بأجواء بهيجة من خلال الموسيقى والغناء تارة والعروض البهلوانية تارة أخرى، وشهدت العروض المقدمة إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ والأطفال، ونالت إعجابهم. وهناك نشاطات أخرى على هامش التظاهرة، تتمثل في عروض أزياء موجهة للأطفال ولوحات من الرقص الفلكلوري قصد اكتشاف المواهب في أوساط البراعم المدرسية في مختلف النشاطات الفنية بغية رعايتها وفسح المجال لها للمشاركة في التظاهرات المحلية والوطنية. ❊ ماذا عن أعمالكم المستقبلية؟ ❊❊ الفن والفنان كمعادلة قوية ساهما في تفجير الثورة الجزائرية بولاية سعيدة كما تعلمون يشهد لها العالم بأنها ولاية أبي الفنون المسرح، قدمت شهداء فنانين مارسوا المسرح كسلاح وحاربوا به الاستعمار الفرنسي، فقد حرّروا الفكر الذي حرّر بعدها جسد الجزائريّين.