أبدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، أمس، عند معاينتها للمفرغة العشوائية الواقعة عند مدخل دائرة تابلاط شرق ولاية المدية، قلقها جراء تأخر انطلاق مشروع تحويل المفرغة إلى مكان آخر أثناء فترة إدارة هذه الولاية من طرف المسؤولين المحليين السابقين باعتبارها نقطة سوداء حقيقية ومن بين أقدم المفرغات غير المتحكم فيها. انتقدت زرواطي تقاعس المسؤولين المحليين في التعاطي مع هذه المشكلة التي وصفتها بأنها لا تشرف هذه المنطقة والولاية على حد سواء، مطالبة الإطارات الذين شاركوها هذه الزيارة التفقدية باتخاذ الإجراءات الفورية بالتعجيل بتحويلها إلى مكان آخر واستغلال العقار التي تقبع فيه الأطنان من الأكوام من الفضلات المنزلية والصناعية والردوم في استيعاب مشروع آخر كفضاء غابي. من جهته أكد الوالي محمد بوشمة، أن هذا المشروع كان قد خصصت له الحكومة مبلغا ماليا وقت أحد الولاة السابقين، غير أن هذا المبلغ المالي تعرض إلى التجميد، الأمر الذي جعل ممثلة الحكومة تحث على تشكيل لجنة تقنية من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمثل هذه المشاكل البيئية والصحية العويصة باقتراح مكان آخر ولو بصفة مؤقتة إلى غاية الوصول إلى نهائي، فيما تبين من خلال الشروحات المقدمة لها بأن السلطات المحلية كانت قد اقترحت إحدى فضاءات بلدية القلب الكبير لتوطين مشروع المفرغة العمومية، غير أن هذا المقترح لم يسلم من انتقاد الوزيرة لكونه يقع بعيدا عن هذه المفرغة العشوائية على حد تعبير نواب الشعب بالمجلس الشعبي الولائي الحالي. وبينما أبانت هذه الشروحات عن تخصيص السلطات العليا نحو 150 مليون دج لهذا المشروع الحيوي منذ سنوات، ألحت زرواطي على إعادة النظر في المفاهيم الخاصة بقطاعها بدءا من ضرورة الإنتقال من كيفية البحث عن المواقع إلى حتمية استغلال وفرز النفايات واستغلالها ورسكلتها، في حين نبه الوالي من جديد بأن السلطات كانت قد أخذت على عاتقها هذا المشكل من خلال إيجاد فضاء بديل لهذه المفرغة، غير أن معارضة المواطنين حال دون الشروع في تحقيق المشروع وقتها، وهو ما جعل زرواطي تدعو المواطنين إلى المساهمة بأكثر فعالية لتذليل العقبات. للعلم أن زيارة زرواطي إلى ولاية المدية تأتي تكملة إلى التوجيهات العملية التي ما فتئ والي الولاية يقدمها في كل مرة أمام المسؤولين والمنتخبين والمواطنين بقصد الإهتمام أكثر بالمحيط والبيئة وصحة الساكنة، قادتها أيضا إلى معاينة مفرغة عمومية – مركز ردم تقني – جنوب دائرة قصر البخاري، إلى جانب تدشين مقر مديرية البيئة ومعاينة دار البيئة بالقطب الحضري بعاصمة الولاية، فضلا عن زيارة وحدة إنتاجية ببلدية ذراع سمار، في وقت علق الكثير من الملاحظين على أهمية هذه الزيارة التي من شأنها أن توضع معالم وأبعاد سياسة الدولة في الإهتمام بجانب البيئة والطاقات المتجددة عقب مرافقة المجتمع المدني لكل الهبات التطوعية التي صارت تبادر بها السلطات المحلية للقضاء على النقاط السوداء بالمناطق الحضرية والشبه حضرية.