بقصد التعريف بكل المحطات التاريخية في مسار المقاومة الشعبية، والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، أحيت مديرية المجاهدين لولاية بومرداس بحضور الأسرة الثورية الذكرى ال63 لمعركة وادي هلال ببلدية بغلية، والتي جرت أحداثها في 22 ديسمبر 1954، بحيث تعتبر من أهم المعارك التي شهدتها ولاية بومرداس بعد شهر و22 يوما من اندلاع الثورة، وحدث تاريخي بارز لثورتنا المجيدة، بحيث طالب السكان بجعل هذه المحطة التاريخية مناسبة سنوية. في هذا الصدد، أكدت مديرة المجاهدين لولاية بومرداس حبيبة بوطرفة في تصريح ل»الشعب» أن معركة وادي هلال كانت ملحمة بطولية كبيرة، لا تزال راسخة في أذهان السكان والمجاهدين الذين عايشوا الحدث. مشيرة إلى الاهتمام الذي توليه المديرية لإحياء مختلف المحطات التاريخية وهذا في إطار البرنامج العام لوزارة المجاهدين، المتعلق بالجانب الثقافي المرتبط بثورة التحرير الوطني. كما ثمنت المبادرة والمجهودات التي سخرتها السلطات، من أجل إنجاح هذه الوقفة وإعطاء البعد التاريخي والوطني لهذه المعركة. من جهته، استعرض الباحث في تاريخ الثورة رشيد قاسيمي بالتفصيل الأسباب والعوامل المتداخلة في حدوث المعركة منذ تفجير الثورة ببغلية تحت قيادة الشهيد محمد زعموم، وأهم العمليات الفدائية التي قامت بها جماعة من المجاهدين بقيادة أحمد قالمي وتسعة مجاهدين إلى غاية حدوث المعركة في 22 ديسمبر 1954، بوادي هلال، حيث واجهوا قوات العدو الكبيرة المدججة بمختلف الأسلحة بما فيها المدفعية والدبابات والطائرات. وأوضح الباحث في هذا الإطار، أن هذه المعركة تعتبر فاتحة معارك الثورة التحريرية، مستدلا في ذلك بشهادة الكاتب العام للعقيد عميروش قائد الولاية الثالثة التاريخية. وحسبه، فإن منطقة بغلية كانت تابعة لها آنذاك وقد سخرت فرنسا كل امكاناتها لهذه المعركة بحوالي 8 آلاف جندي، إضافة إلى الأسلحة الثقيلة والطائرات، وذلك لزرع الرعب في صفوف الشعب ولإجهاض الثورة في مهدها خاصة في هذه المنطقة. وقال أيضا، أن المجاهدين كانوا متمركزين بجبال بوبراك بأعالي سيدي دواد، قبل أن يتحولوا إلى أعالي قرية شرابة بعد أن وصلتهم معلومات بقيام الجيش الفرنسي، بعملية تمشيط للمنطقة حيث قام بتطويق المنطقة ليلة 21 ديسمبر بقوات كبيرة وحينها أدرك المجاهدون، أن المعركة حتمية لذلك فضلوا التحرك نحو وادي هلال استعدادا للمواجهة، وعدم تعريض المواطنين العزل للخطر. دامت معركة وادي هلال من الساعة السابعة صباحا الى الرابعة مساء قادها تسع مجاهدين، بقيادة الشهيد أمحمد قالمي الذي يعتبر أحد أقدم المناضلين السياسيين والعسكريين في صفوف المنظمة السرية، إضافة إلى حداد رزقي، عبيدة سعيد، قاسيمي محمد وعباس محمد وثلاث مجاهدين آخرين، وهم إيدير علي وشيخ أمحمد ومحمد بن محمود من جنسية تونسية. بالمقابل، خلفت المعركة خمس شهداء وهم أمحمد قالمي رئيس قسم وقائد المعركة، الحداد رزقي نائب رئيس قسم، عبيد السعيد وقاسيمي محمد وعباس محمد وتمّ أسر ثلاث مجاهدين وهم إيدير علي، شيخ محمد ومحمد بن محمود، ونجى المجاهد عبديش محفوظ بعد إختبائه طيلة 24 ساعة داخل جدول مائي، به تجويف عميق وهو من قدم تقريرا شاملا عن أطوار المعركة لقائد الناحية محمد زعموم، وبالمقابل سجل مقتل 31 عسكريا فرنسيا من بينهم ضابطين وجرح 80 جنديا.