نزل جمال فوغالي، مدير دائرة الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة، ضيفا على حصة “سجالات ومعنى” التي يعدّها ويقدّمها الزميل بالإذاعة الثقافية عبد الرزاق جلولي. وفي هذه السّانحة، تطرّق فوغالي إلى نزول الجزائر ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأعطى لمحة عن أهم ما تضمّنه برنامج المشاركة الجزائرية، التي وصفها بالناجحة إلى أبعد الحدود. اعتبر جمال فوغالي بأنّه كان واضحا وجليا نجاح برنامج المشاركة الجزائرية، ومعه نجاح المعرض ككلّ. وقد مثّل الجزائر كوكبة من الفنانين والكتاب يتقدمهم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي تحدّث في الندوة الأولى عن العلاقات التاريخية بين الجزائر ومصر. وأضاف فوغالي بأنّ ميهوبي أكّد، في ردّه على سؤال لمدير الندوة، بأنّ علاقات البلدين “لا يمكن أن نقيسها بمقابلة رياضية أصبحت بالنسبة لنا نسيا منسيا”، وفي المقابل فإن ما يجمع البلدين هو التاريخ والحضارة والثورة الجزائرية، مذكّرا بضريح كليوباترا سيليني في تيبازة وغيرها من دلائل التآخي والعوامل المشتركة، وفي ذلك تأكيد على ضرورة هذا التواصل من أعلى قيادتي البلدين، الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وعبد الفتاح السيسي. وأضاف فوغالي أنّ الوفد كان يحمل حقيبة ثقافية خصبة وثرية وأسماء في الأدب والفكر والتاريخ والسينما، وقد بلغ مجموع المشاركين الممثلين للنقابة الوطنية لناشري الكتب والمنظمة الوطنية لناشري الكتب ما يعادل 70 ناشرا بحوالي 4 آلاف كتاب في مختلف المجالات، كما ازدان الجناح الجزائري بالعلم الوطني وكتابة اسم الجزائر بالخط المغاربي وبحروف التيفيناغ، إضافة إلى الكتب الفخمة، وهو ما جعل هذا الجناح مزارا لروّاد المعرض. ومن النّدوات والمحاضرات المرافقة ذكر فوغالي مداخلة المخرج أحمد راشدي الذي تحدّث عن ثنائية الرواية والسينما، وتحويل النص الأدبي إلى عمل سينمائي، ومداخلة واسيني الأعرج حول موضوع الرواية والتاريخ. أما سامي بن شيخ مدير ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة فقد قام بعرض ما وصلت إليه الجزائر في مجال حماية الحقوق الفكرية وحقوق المؤلفين، ما جعلها رائدة عربيا في هذا المجال. وفي هذا الصدد، كشف فوغالي عن زيارة إلى الجزائر ستقوم بها نقابة الفنانين المصريين برئاسة المخرج التلفزيوني عمر عبد العزيز من أجل الاطلاع على ما تقدّمه “لوندا”. من جهته، قدّم جمال يحياوي مدير المركز الوطني للكتاب مداخلة عن مساهمة الجزائر في حركات التحرر العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، والإسهامات الفكرية والسياسية والعسكرية للمهاجرين الجزائريين.أما جمال فوغالي فكانت مداخلته في معرض القاهرة حول سياسة الكتاب في الجزائر، وسلط الضوء على التجربة الجزائرية المتعلقة بالقراءة دعما ونشرا وتوزيعا، عبر الآليات القانونية من قانون الكتاب والمكتبات العمومية المنتشرة عبر الوطن. ولم يخلُ البرنامج الجزائري من مشاركة ثلّة من الشعراء والمبدعين.