أظهرت النتائج الجزئية للانتخابات البوسنية تقدم بكر عزت بيغوفيتش بقية منافسيه على مقعد الرئاسة عن الجانب المسلم في المجلس الرئاسي الثلاثي الذي يحكم البلاد، والمقسم بين الصرب والكروات والمسلمين. وقالت لجنة الانتخابات البوسنية: إن بيغوفيتش (54 عاما) حصل على 34,24 ٪ من الأصوات بعد انتهاء عملية احتساب نحو 74 ٪ من أصوات الناخبين. وحل قطب الإعلام البوسني فخر الدين رادونيشيتش -وهو أبرز منافسي عزت بيغوفيتش- في المركز الثاني بحصوله على 30,46 ٪ من الأصوات، في حين حصل عضو القيادة البوسنية المنتهية ولايته حارس سيلاجيتش على 25,64 .٪ ويعتبر عزت بيغوفيتش معتدلا ومؤيدا للحوار مع صرب البوسنة، فيما يتبنى سيلاجيتش مواقف أكثر تشددا، لا سيما في موضوع الحوار مع الصرب. وأعرب بيغوفيتش في أحدث حواراته عن ثقته بأن التسويات يمكنها أن تأتي بالنجاح لأن المجتمع الدولي يريدها وكذلك 90 ٪ من البوسنيين. وأضاف: أن زمن الصراع ولى والبلاد بحاجة إلى الحوار. وعلى الجانب الكرواتي في الكيان البوسني/الكرواتي داخل الفدرالية احتفظ ممثل الكروات بالرئاسة زيليكو كومسيتش بمنصبه لولاية جديدة من أربعة أعوام بعد فوزه ب 58,27 ٪ من الأصوات. وحصل العضو الصربي في الرئاسة الثلاثية القومي نابوجا رادمانوفيتش على 49,95 ٪ من الأصوات، مسجلا تقدما طفيفا على أبرز منافسيه ملادين إيفانيتش الموصوف بالاعتدال. ويقترع الناخبين البوسنيين البالغ عددهم 3,1 ملايين لاختيار ممثلي المجموعات العرقية الثلاث في الفدرالية المكونة من كياني المسلمين/الكروات والصرب، بالإضافة إلى ممثليهم في البرلمان المركزي والبرلمانات المحلية وبرلمانات الكانتونات. وحسب مراسل الجزيرة في سراييفو فإن النعرة القومية تسيطر على الانتخابات، في ظل اتساع الانقسامات السياسية بين الزعماء الكروات والمسلمين والصرب، مشيرا إلى أن ذلك أثر على طرح المشكلات الأساسية للبوسنة، ومنها إصلاح وتعديل الدستور الذي يطالب به الاتحاد الأوروبي. مشيرا الى أن الانتخابات تجرى وسط تحديات صعبة تواجه البوسنيين، في ظل تفاقم المشكلات الاقتصادية مع وصول معدلات البطالة إلى 40 ٪. وبدورها تقول الخبيرة في الشؤون السياسية أمينة إبراهامسدوتر التي تعمل في قطاع التعليم، إنها تأمل تغييرات هائلة في البوسنة لأن السلطة الحالية سيئة فعلا. ويذكر أن البوسنة أجرت خمسة انتخابات عامة منذ الحرب التي دارت رحاها من عام 1992 إلى عام 1995 وسقط فيها نحو مائة ألف قتيل، غير أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية كانت بالغة البطء. وظلت البلاد في مؤخرة دول البلقان الغربية الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ويريد صرب البوسنة حماية استقلال جمهوريتهم ويرفضون تعزيز الدولة المركزية البوسنية، أما المسلمون فيريدون تعزيز السلطة المركزية ويشعرون بالاستياء من استقلال الصرب. ومن جهتها دعت الأحزاب الرئيسية لكروات البوسنة -والتي لا تشعر بالارتياح في الاتحاد الكرواتي المسلم- إلى إقامة كيان لهم.