ناقش، أمس، مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية بحضور نخبة من الباحثين الأكاديميين والمحللين السياسيين، معضلة التهديدات الأمنية ومواطن الضعف في القارة الإفريقية، وتدابير منع الصراعات وقضايا أخرى لها علاقة وثيقة الصلة بالتحديات الحقيقية المتنامية، التي يصعب كثيرا مواجهتها ذاتيا، بحيث يتوقع لها أن تلقي بآثارها وتداعياتها السلبية على حاضر ومستقبل القارة برمتها. وأكد المتدخلون أن تعزيز السلم والأمن مسألة أساسية للتنمية الاقتصادية للقارة الافريقية، ولمحاربة الفقر وتحسين ظروف المعيشة، وهو ما ركزت عليه دول القارة السمراء منذ استقلالها، حيث شكل اكبر تحدي لها باعتبارها بلدان عانت من ويلات الحروب، حيث لا تزال مسألة الأمن مطروحة لديها بقوة من أجل أن تؤكد نفسها بين القارات الأخرى. وأشار المتدخلون أن القارة الإفريقية تمضي قدما يوما بعد يوم في تعزيز الممارسة الديمقراطية والحكم، وهي حاليا منكبة على حل مشاكل الأمن والاستقرار وتعزيز مبدأ اللجوء إلى الحوار والوساطة في تسوية الخلافات، من اجل تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبها بعيدا عن النزاعات . واقترح المتدخلون في ندوة ڤالشعبڤ المخارج الكفيلة بضمان استتباب الأمن والاستقرار بهذه المنطقة من العالم ورفع التحديات التنموية الكبيرة التي تجابهها بلدانها، بصورة أصبح بموجبها تنسيق الحكومات وشعوبها مع بلدان الأخرى المعنية بشؤونها مع ضرورة السعي وراء توظيف مجمل إمكاناتها ومواردها المتاحة مجتمعة وليس فرادا في اتجاه تشخيص معالمها الرئيسة، وصولا إلى البحث في تفاصيلها الدقيقة، من خلال قراءة متعمقة في أسبابها ودوافعها وأبعادها وخطوط سيرها، ومن ثم أثارها وتداعياتها السلبية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، تمهيدا لاحتوائها ومن ثم مواجهتها وفقا لآليات جديدة ستراعى فيها المصالح الوطنية والإقليمية معا. وتطرقت الندوة في خطوطها العامة إلى إيجاد أجوبة افريقية سريعة شمولية على التساؤلات التي تطرحها المرحلة في الجانب الأمني، التي شكلت تحديات في السابق على أنها قارة عانت من ويلات الحروب لما تعرفه من ثروات، وهي لا تزال مطروحة بقوة خاصة في ظل رهانات الدول الكبرى التي تصنعها شركات متعددة الأجناس والتي تسعى وراء تجزئة القارة لتحقيق أطماعها . وشكلت الجهود التي تبذلها الدول الإفريقية داخل حدودها الجغرافية والوعي الجماعي الحقيقي لدى المسؤولين الأفارقة أهم المحاور الرئيسية للتعاطي مع المشاكل الأمنية بالقارة. وتطرقت المحاضرة إلى أوضاع الدول الإفريقية التي تعاني توترات داخلية، واستناد إلى ذات المحللين فالقارة السمراء ما تزال تحاول إيجاد حلول سليمة للأمن بالقارة السمراء وما يترتب عنها من مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية وحتى ما يعرف بالثقافة، وقد أظهرت الارتباط القوي القائم في مسألة التنمية وتعاون البلدان فيما بينها. وخلصت المحاضرة إلى أن مفهومي التنمية والأمن لا يمكن معالجتهما في قطاع أو بعد معين بل وجب التطرق إليهما كظاهرة متعددة الأبعاد، باعتبار أن مفهوم الأمن أصبح اليوم يشمل كل من الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي على حد السواء .