فتحت الكاتبة والأدبية «أم سارة» المجال للحديث عن القصص الموجهة للطفل، من خلال الحكايات الشعبية الجديدة، والتي اعتبرتها حكايات عالمية، استطاعت أن تحتل مكانا رائدا بين مختلف الأشكال القصصية، حتى أصبح يطلق عليها الأدب الرفيع أو الأدب المثقف، وأشارت إلى أن الطفل يستمتع بهذه الحكايات كونها في النهاية تعمل على تحقيق المثل الأعلى الذي يسعى الطفل إلى تجسيده. واستهلّت «أم سارة» أمسيتها الأدبية بالعودة إلى مفهوم الطفولة، والتي اعتبرتها من أهم مراحل تكوين الإنسان، مطالبة بضرورة الاهتمام بهذه الفئة كثيرا، وأشارت إلى أن نشأة الطفل واكتسابه العادات والتقاليد، والسلوكيات التي يلاحظها في مجتمعه وميوله لأنماط السلوك المتغيرة، حسب تغيير العالم من حوله وخاصة في الوقت الحاضر يتحتم عليهم طرح العديد من الأسئلة، «كيف ننشئ أطفالنا بمشروع ثقافي قادر على أن يحافظ على عاداتنا وتقاليدنا؟»، «كيف نحصّن أطفالنا في مواجهة المتغيرات التي يمر بها العالم الآن؟». وترى «أم سارة» بأن القراءة تلعب دورا أساسيا في تجديد دلالات النصوص، بدل أن تكون مقاصد الكاتب هي مصادر معانيه ودلالات نصه، مؤكدة بأن القراءة حالة إبداعية وسلطة معرفية لكونها تنتج المعنى، كما أنها المحدد الأساسي لمعنى النص، وأشارت إلى أن الإنسان كائن لغوي يكتشف ويخترع للعالم بفضل لغاته، قائلة بأن العلاقة بين الإنسان والنص علاقة تكاملية بامتياز. كما ارتأت «أم سارة» الحديث عن مصطلح «الحكاية الشعبية الجديدة»، وقالت بأن مصطلح الحكايات الشعبية جديد بالقياس للآداب العالمية، مشيرة إلى أن وصف السرد القصصي بالشعبية، عندما كانت الاستجابة المباشرة للإحساس، بالحاجة إلى ضرب من التميز بين إطار قصصي أدبي وأخر يتسم بالحرية والمرونة ومسايرة العقول، وأضافت أنه بهذا المفهوم نستوعب أنماطا معينة ومتفاوتة، تستهدف وضائف منوعة، وهي عبارة يغلب عليها الشمول. «أم سارة» قالت بأن الحكاية الشعبية صورة لمجتمع ما، وفي أخلاق المجتمع صورة لما يمكن أن تكون عليه الحكايات، واعتبرت أنه انطلاقا من هذا المفهوم تنتج الفكرة التربوية في الحكاية، حيث أن الطفل يستمتع بها، كونها تجسد ما يعيش دفينا لا في شعوره، وتسعى في النهاية إلى تجسيد المثل الأعلى الذي يسعى الطفل إلى تحقيقه مؤكدة بأن الأساس الأخلاقي هو الأهم. وفي سياق حديثها قدّمت الكاتبة «أم سارة» الخصائص التي تمتاز بها الحكاية الشعبية، على غرار أنها عريقة وليست وليدة اللحظة، وتنتقل من شخص لأخر بكل حرية عن طريق الرواية الشفوية، والتي من خصائصها أنها تتسم بالمرونة وتجعلها قابلة للتطور، وقالت إن الحكاية الشعبية في الأصل حكايات عالمية، استطاعت أن تحتل مكانا رائدا بين مختلف الأشكال القصصية، حتى أصبح يطلق عليها الأدب الرفيع أو الأدب المثقف. من جهة أخرى، كانت الأمسية فرصة للتعريف بالكاتبة «أم سارة»، والتي قيل بشأنها إنها شخصية ثرية بما تقدمه من أعمال ونشاطات في المشهد الثقافي الأدبي داخل وخارج المدينة، حيث تتميز بتنوعها في الكتابة سواء للكبار أو الصغار، أول عمل لها في مجال الطفولة كان من خلال مجلة «نونو» للأطفال المغاربية، والتي كانت توزع في الجزائر وتونس والمغرب، كما عملت في «مجلتي»، والتي كان يشرف عليها الأديب والوزير الأسبق سليمان الشيخ، كما كانت تشرف على صفحة أخبار الشرق الموجّهة للطفل، وأيضا عملت رئيسة تحرير بمجلة «العنابي الصغير». من إصدارات أم سارة «الكناري والزهار»، والتي نالت إعجاب الشاعر الكبير محمود درويش، حيث أشاد بها، وقال عنها بأنها مشروع كاتبة للطفل بدرجة ممتاز، لها سلسلة أدبية بعنوان «الحيوانات المغامرة»، وغيرها من الإصدارات ومشاريع عديدة في عالم الطفولة.