ينتظر سكان ولاية ورقلة دخول أول خط ترامواي في جنوبنا الكبير حيز الاستغلال التجاري يوم الأثنين 19 مارس كما هو مبرمج له للاستفادة من وسيلة النقل الحديثة في خطها الممتد على مسافة 9,7 كم والتي انطلقت كمشروع منذ سبتمبر 2013، وقدر الغلاف المالي لإنجازه 40 مليار دج. ساهمت هذه الوسيلة العصرية للنقل الحضري في تحسين جمالية المنظر العام في المدينة، حيث استفادت الولاية من إعادة تحويل موقع شبكات المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى الشبكات الهاتفية على نفس مساره والتي كانت من أبرز الصعوبات التي أدت إلى تعطيل سير أشغال المشروع في ذلك الوقت ومن ثمة تسوية الأرضية المحاذية له. وفضلا عن مساهمته في تحسين نوعية الخدمة العمومية للنقل وتسهيل حركة المواطنين داخل المدينة في زمن محدد مسبقا وبتذكرة حدد سعرها مؤخرا ب30 دج لمختلف المحطات، فيما حدد سعر تذكرة 24 ساعة ب120 دج كما خصص عرض للطلبة بقيمة 600 دج شهريا، بالإضافة إلى مساهمته في التخفيف من الحركة المرورية، فإن من شأن ترامواي ورقلة أن يعطي دفعة للتنمية الإقتصاية، حيث من المنتظر أن يوفر أزيد من 430 منصب شغل دائم بين تقنيين وعمال مهنيين في فائدة اليد العاملة المحلية. ويسجل الخط تنظيم حملات تحسيسية للمديرية الولائية للنقل بالتنسيق مع مصالح الشرطة والدرك الوطني والحماية المدنية وكذا بمشاركة الجمعية الوطنية للوقاية من حوادث المرور بدخول ترامواي ورقلة الخدمة التجارية، حيث يستدعي الأمر وعيا وحيطة من المواطن المحلي وكذا تكيفا مع هذا المكسب الهام في حظيرة النقل بورقلة، وقد شملت العملية توعية الراجلين والسواق على حدّ سواء وذلك بحضور عدد كبير من التلاميذ والطلبة الذين تمّ تعريفهم بممرات الراجلين وأماكن التوقف الخاصة بالترامواي وأهمية الحفاظ على نظافة محيط الترامواي وكذا الإشارات الضوئية التابعة لمساره، بالإضافة إلى توعيتهم وتحسيسهم بخطورة التيار الكهربائي للترامواي من أجل تفادي وقوع أي حوادث. من جهتها نظمت مصالح الحماية المدنية لولاية ورقلة مناورة تطبيقية بالتنسيق مع مؤسسة ترامواي ومصالح الأمن وتمثلت المناورة التطبيقية التي تمّ تجسيدها بالقرب من محطة نقل المسافرين في اصطدام افتراضي لشخص بعربة التراموي وأدى إلى إصابة 3 أشخاص. وتهدف هذه العملية إلى الوقوف على مدى نجاعة الاتصال بين مركز التنسيق العملياتي للحماية المدنية ومؤسسة تراموي، بالإضافة إلى كيفية تنفيذ مخطط السلامة الخاص بالترامواي ومدى جاهزية أعوان الحماية المدنية في حالة حدوث هكذا حوادث والتي تتطلّب وعيا أكبر من المواطن المحلي لأخذ الحيطة والحذر. وقد عرف هذا الحادث الافتراضي تسخير كافة الموارد البشرية واللوجيستية على غرار سيارتي إسعاف، شاحنة إطفاء، شاحنة أدوات قطع وتفكيك، بعد مكالمة تحذيرية للإبلاغ بالتدخل الفوري في مكان الحادث من أجل تقديم الإسعافات الأولية للجرحى ونقلهم إلى المستشفى. وتدخل هذه المناورة في إطار تكوين ميداني حول تقنيات التدخل في حوادث الترامواي بالنسبة لأعوان الحماية المدنية، كما تتوضح أهميتها في اختبار قدرات ومهارات التدخل والإجراءات الاستعجالية والوقائية. وتهدف هذه العمليات التحسيسية والتوعوية إلى ترسيخ الثقافة المرورية الجديدة التي ستفرضها وسيلة النقل الحديثة والعصرية والتي تعد أحد سبل فك الاكتظاظ المروري داخل عاصمة الولاية كما من شأنها أن تسمح بتنقل المواطنين بسهولة وأريحية. يذكر أن مسافة مسار الترامواي تقدر ب9,7 كم انطلاقا من حي النصر إلى المجمع التجاري ويضم 16 محطة توقف وتقدر سرعته ب20 كم في الساعة كما أن تردد القاطرات سيكون كل 4 دقائق في أوقات الذروة، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة تجارب الخط في سلسلة التجارب قد حققت أكثر من 90 في المائة، حسب القائمين على المشروع حيث سمحت عملية التجريب هذه بضمان تشغيل جميع الهياكل والمنشآت بما في ذلك العربات والسكة الحديدية، كما تجري حسب مسؤولي المشروع مرحلة «الاستغلال الأبيض» التي انطلقت في الفترة الأخيرة في ظروف عادية وتمثلت في سلسلة من التجارب الديناميكية على طول الخط، وذلك من أجل ضمان أقصى درجات السلامة للركاب. للتذكير، فإن مسار ترامواي ورقلة كان قد حدّد وفق الدراسة الأولية للمشروع ب12,6 كم انطلاقا من حي النصر إلى القصر العتيق قبل أن يتم التراجع عن ذلك وتحديد مساره ب9,7 كلم وقد ناشد في عديد المناسبات ممثلو المجتمع المدني المسؤولين لضرورة استكمال الجزء المتبقي وهناك مساعي بالتنسيق بين مصالح الولاية والوزارة الوصية من أجل تحقيق هذا المطلب.