جدد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، سعيد عبادو، أمس، تمسك أعضاء المنظمة بمطالبة الحكومة الفرنسية بالاعتذار من الشعب الجزائري وتقديم التعويضات لضحايا جرائمها النكراء المقترفة، منذ أن وطئت أقدام الاحتلال ارض الجزائر، مفيدا أن النضال سيتواصل حتى يتم تحقيق هذه المطالب وستسهر المنظمة على مواصلة التنسيق مع كل الجهات التي تساهم في هذا المسعى، كما انه يجب على فرنسا إدراك مسؤوليتها الجنائية والسياسية بالاعتراف علنية بجرائمها، مضيفا لدى تدخله خلال الدورة الرابعة للمجلس الوطني للمجاهدين التي تختتم اليوم بفندق الرياض-سيدي فرج- أن كتابة التاريخ يعد أهم محاور المنظمة الوطنية للمجاهدين التي بينت حضورها ومشاركتها في كل الفعاليات التاريخية زيادة على تسجيل الشهادات الحية. وفي هذا الصدد، طالب سعيد عبادو بضرورة إنشاء قناة وطنية متخصصة في تناول القضايا التاريخية، لأنه بات حاليا إعادة إحياء هذه المبادرة التي توقفت لعراقيل وتفعيلها لإعطاء أهمية لكتابة التاريخ الوطني، وكذا وجوب العناية بالبعد التاريخي في المنظومة التربوية بمنح التاريخ أولوية في المقررات الدراسية، مشيرا إلى أن المنظمة راسلت وزارة التربية الوطنية بهذا الشأن قصد إنشاء إطار مشترك يسمح بتجسيد ذلك، داعيا إلى ترك كتابة التاريخ للمؤرخين للرد على التزييف والبلبلة التي يثيرها في كل مرة أعداء الأمة . وللعلم، فان الأمين العام للمنظمة استعرض في بداية تدخله حصيلة نشاط الأمانة الوطنية للمنظمة، والانجازات التي حققتها سواء على صعيد كتابة التاريخ أو الجولات الميدانية لمختلف الولايات عبر عقد لقاءات مباشرة مع ذوي الحقوق والمجاهدين، للاطلاع أكثر على انشغالاتهم وتحديد الجوانب التي ينبغي التركيز عليها، ومواصلة مسعى استفادة المجاهدين وذوي الحقوق من الشؤون الاجتماعية كالرعاية الصحية والنقل والتخفيضات في مختلف الميادين. من جهته، اعتبر محمد شريف عباس وزير المجاهدين لقاء أمس بأنه مناسبة لا تعوض بحكم انعقاده في ظل حدثين مهمين هما مجازر ال17 أكتوبر والذكرى ال56 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر كي يتم استرجاع ذكريات تاريخنا وتضحيات الشهداء وصور وحشية الاستعمار، مشيرا إلى أن السباق مازال قائما بين الجزائروفرنسا حول من يؤرخ للحقبة التاريخية المتعلقة بثورتنا المجيدة ويفوز بها. وبالموازاة مع ذلك، استعرض محمد الشريف عباس أهم الانجازات التي تم تحقيقها على صعيد الجانب الاجتماعي لمعطوبي حرب التحرير وذوي الحقوق والأولوية التي منحها رئيس الجمهورية لقطاع المجاهدين، من تخصيص ميزانية معتبرة خلال العشرة سنوات الأخيرة والتي سمحت بالتكفل بالمجاهدين وذوي الحقوق وكذا تثمين الموروث التاريخي، حيث شهدت منح تعويض الضرر بمختلف أصنافها لاسيما كبار المعطوبين والمحكوم عليهم بالإعدام وضحايا المتفجرات والمدنيين تحسنا معتبرا، كما تم الشروع في تصفية المنح المنصوص عليها في قانون الشهيد والمجاهد في مادته ال64. وفي هذا الإطار، تم استقبال 46 ألف ملف منهم من تم قبوله وبعض الملفات رفضت. زيادة على ذلك، فقد تم عصرنة المنح والشروع في دفعها شهريا عبر الحساب الجاري بالتنسيق مع مؤسسات البريد واستفادة 240,472 من منح التقاعد. وفي شق الرعاية الصحية والراحة والاستجمام، قال وزير المجاهدين انه تم إنشاء 18 مركزا جديدا الذي رفعت فيهم قدرات الاستقبال، حيث بلغ عدد المستفيدين من ذلك العام الماضي أكثر من 10 آلاف مجاهد. مع تقديم تسعة عشرة خدمة طبية متنقلة وتوفير الكراسي المتحركة للمعطوبين. مؤكدا أن القطاع سيسهر باستمرار على المجاهدين وذوي الحقوق بالعلاج، فضلا عن تحويل بعض الحالات المرضية المستعصية خارج الوطن، قائلا أن عدد المتكفل بهم بالمستشفيات العسكرية بلغ أكثر من 127 ألف مجاهد مريض. وبالمقابل، ابرز محمد الشريف عباس المشاريع التي سيتم انجازها في إطار المخطط الخماسي20102014 وهي انجاز سبعة مراكز جديدة للراحة منها خمسة مراكز على الشريط الساحلي بكل من ولايات عنابة، بجاية، تيزي وزو، الشلف وعين تيموشنت ومركزين آخرين للمياه المعدنية بالجلفة وسطيف. وبالنسبة للشق التاريخي فقد اعتمد برنامج طموح لتشجيع الأبحاث التاريخية وإعادة طبع وترجمة كتب التي عالجت قضايا وأحداث لها علاقة بتاريخنا مع انجاز عدة أشرطة وثائقية وأفلام تاريخية، وكذا توزيع 50 ألف نسخة من الكتب التاريخية على تلاميذ المدارس. وكشف المتحدث في هذا السياق، عن تشييد و تجهيز مجمع للذاكرة بالعاصمة يضم بانوراما لنضالات الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية وقاعة للمؤتمرات، مع انجاز متحف وطني للمجاهد يكون في مستوى عظمة الثورة، كما ستجهز ثماني متاحف جهوية وإعادة تهيئة معتقلات.