سجلت شعبة إنتاج الزيتون وزيت الزيتون بولاية بومرداس قفزة نوعية هذه السنة من حيث المردودية المسجلة التي قدرت بأزيد من 392 ألف قنطار بمردود بلغ 20 قنطارا في الهكتار الواحد مقابل 59 ألف قنطار خلال الموسم الفلاحي الفارط بكمية لم تتعد 8 قنطار في الهكتار حسب الإحصائيات المقدمة من طرف مديرية المصالح الفلاحية للولاية. وقد ساهمت هذه الكمية المعتبرة من محصول الزيتون التي تم جنيها هذه السنة في رفع كمية الزيت المستخرجة، حيث تعدت 2,3 مليون لتر بمردود 17 لتر في القنطار مقابل 910 ألف لتر السنة الماضية وهو ما يوحي إلى القفزة النوعية المسجلة خلال هذا الموسم بفضل المجهودات المقدمة في الميدان من قبل الفلاحين بالإضافة إلى طبيعة المناخ المساعد حسب حديث بعض المختصين خاصة بالنسبة للأشجار المثمرة التي حققت أعلى إنتاج مقارنة مع السنوات الماضية ومنها محصول البرتقال والحمضيات التي حققت رقما قياسيا بالولاية، إضافة إلى قلة الأمراض التي عادة ما تصيب أشجار الزيتون وكذا بداية استيعاب المنتجين والمزارعين لتقنيات الغرس والإنتاج الحديثة بفضل مرافقة المعاهد الفلاحية المتخصصة وأيضا عملية التناوب في الأشجار المنتجة ما بين المساحات القديمة والمغروسة حديثا. وفي قراءة لهذه النتائج الكبيرة التي حققتها شعبة الزيتون لولاية بومرداس، يمكن القول أن هذه الشعبة بدأت تتعافى تدريجيا من المظاهر السلبية التي عانت منها لعقود وكثيرا ما ساهمت في تذبذب الإنتاج خاصة ما تعلق بظاهرة الحرائق التي تحصد سنويا عشرات الهكتارات من المساحات الجبلية، فقد وصلت خسائر الصيف الماضي 140 هكتار، وضعف وسائل الإنتاج وبدائية بعض الممارسات من قبل الفلاحين أثناء عملية التلقيم وتجديد الأشجار وقلة استعمال المبيدات للقضاء على عدو الشجرة الأول المعروفة بذبابة الزيتون، ناهيك عن صعوبات جني المحصول لغياب المسالك، وكلها عقبات بدأت تزول بفضل المرافقة وحملات الإرشاد الفلاحي، وأكثر من هذا اقتناع المنتجين الناشطين في هذه الشعبة بالأهمية الاقتصادية للزيتون وزيت الزيتون في ظل الأزمة الحالية وهو ما دفع بعشرات العائلات الريفية في بلديات سوق الحد، بني عمران، عمال، تيمزريت، تاورقة وغيرها إلى العودة مجددا للنشاط وتجديد المساحات المغروسة مستغلين امتيازات الدعم المختلفة التي وفرتها الدولة عن طريق سياسة الدعم الفلاحي، كما ظهر هذا التحول أيضا في عصرنة طرق الإنتاج والتحويل بظهور معاصر حديثة وعصرية أغلبها أنشأها شباب مستثمر في إطار أجهزة الدعم المحلية عن طريق وكالة أونساج مما رفع عدد المعاصر حاليا إلى 27 معصرة ما بين تقليدية وحديثة وتحول صالون زيت الزيتون إلى قبلة سنوية للمنتجين على المستوى الوطني. يذكر في الأخير أن إجمالي مساحة أشجار الزيتون المغروسة بولاية بومرداس تقدر ب8231 هكتار منها 7074 مساحة منتجة بإجمالي أزيد من 12 ألف شجرة، كما أن محصول هذه السنة الوفير ساهم في استقرار أسعار زيت الزيتون التي تراوحت ما بين 650 إلى 800 دينار للتر الواحد.