لابد من تكوين متخصص للقضاة لمعالجة الجرائم الإلكترونية أكد وزير العدل حافظ الأختام الطيب، أن «الجزائر تصدت لجرائم الإرهاب في إطار مقاربة تشريعية قانونية، واقتصادية واجتماعية ودينية وأمنية والسياسة الدولية المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، لافتا إلى أن «الجزائر عانت من ويلات الإرهاب ومكافحته لوحدها، ما انفكت تعمل جاهدة على تنبيه المجتمع الدولي إلى مخاطر هذه الآفة، باعتبارها تهديدا يتطلب محاربة أسبابه وتجفيف منابعه، في إطار تعاون دولي مبني على خدمة السلم والأمن الدوليين، والمصالح المشتركة للبشرية جمعاء». رافع وزير العدل الطيب لوح في كلمة ألقاها أمس، لدى إشرافه على افتتاح أشغال الطبعة ال23 للمجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة، المنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، ل»تعاون دولي مبني على خدمة السلم»، لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، باعتباره «تهديدا شاملا ومشتركا للإنسانية جمعاء»، والذي «لا يزال يهدد الأمن والسلم الدوليين»، مذكرا بأن «الجزائر تعمل على تنبيه المجتمع الدولي إلى مخاطر هذه الآفة». وبعدما أشار إلى أن رعاية الرئيس بوتفليقة للحدث، يعكس الاهتمام الذي يوليه للسلطة القضائية وممثليها، لارتباطها الوثيق بتكريس دولة القانون، وحماية الحقوق والحريات، وكذا الاهتمام الذي يوليه لعلاقات الجزائر مع القارة الإفريقية، توقف عند موضوع الاجتماع ويتعلق الأمر بأخلاقيات المهنة، الذي يكتسي بالغ الأهمية في تعزيز مصداقية للسلطة القضائية، وحمايتها والحفاظ على هيبتها ووقارها ونجاعتها، الذي يبقى غير كاف، إذ لابد تلقي القاضي تكوينا قاعديا ومتخصص، يسمح له بمعالجة القضايا والنزاعات الهامة الناجمة عن العولمة وانتشار الجرائم العابرة للحدود على غرار الإرهاب، والمتاجرة غير الشرعية بالأسلحة، والاتجار بالبشر وبأعضائهم، والمخدرات وكذا الجريمة الالكترونية. ويستلزم مكافحة مختلف أشكال الجرائم، الذي يتم في إطار احترام القانون أضاف يقول لوح تضامن المجتمع الدولي مع تكثيف التكوين وتبادل التجارب والخبرات، وإبرامها اتفاقيات تعاون قضائية»، مفيدا في السياق بأن «الجرائم الالكترونية من المظاهر السلبية الناجمة عن العولمة»، ولا يثني الحرص على الاستفادة منها وتسخيرها لخدمة مصالح الشعوب، «من الحد من آثارها السلبية ومواجهتها»، وشدد الوزير على ضرورة العمل معا على تعزيز آليات التنسيق والتعاون لمحاربتها، لا سيما وأنها «حقيقة قاسمة تتوازى أخطارها مع المنافع». ولم يفوت المناسبة ليؤكد بأن الجزائر ربحت معركتها ضد الإرهاب التي دامت عشرية كاملة، بفضل سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي بادر بهما رئيس الجمهورية، المبنية على مبدأ التسامح والعفو، ما سمح للجزائر باستعادة الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، منخرطة بذلك في مسار تنمية شاملة كللت بانجازات هامة في جميع المجالات، وتكون الجزائر بذلك استطرد لوح «قد حصنت ذاتها وعززت مناعتها، عكس ما يحدث في العديد من المناطق في العالم التي تخترق سيادات الدول فيها، وتنتهك حقوق الإنسان بحجج مختلفة». وفي سياق حديثه عن الإصلاحات التي مست قطاع العدالة على مدار عقدين كاملين، ذكر بحرص رئيس الجمهورية منذ توليه مهما قيادة البلاد، على القيام بإصلاح حقيقي وتفكير جديد يضع قطاع العدالة على سكة جديدة، لإقامة دولة الحق والقانون، وترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، لتكون في مستوى ما يرجوه المواطنون، ولعل أبرز محطة في الإصلاحات دستور 2016 الذي بادر به رئيس الجمهورية، والذي كرس توسيع مجال الحقوق والحريات ووجوب احترامها، وتعزيز السلطة القضائية واستقلاليتها، وحماية قاضي الحكم، والإخطار بالدفع بعدم الدستورية، ومنع أي تدخل في سير العدالة وحماية المتقاضي من أي تعسف أو انحراف يصدر عن القاضي، وحماية هيئة الدفاع. من جهته رئيس النقابة للقضاة جمال العيدوني، نبه إلى أن مسار الإصلاحات التي يعيش على وقعها قطاع العدالة منذ 20 سنة تقريبا، قطع أشواطا كبيرة ومميزة، وأثمرت الجهود بصدور قوانين جديدة وتعديل أخرى، ذكر منها القانونين العضويين المتعلقين بالقانون الأساسي للقضاء، والمجلس الأعلى للقضاء، إلى جانب مدونة أخلاقيات المهنة. من جانبه رئيس المجلس الدولي للقضاء كريستوف رينارد، شدد على ضرورة التجند جميعا للحفاظ على المبادئ الديمقراطية القائمة على استقلالية القضاء، وعلى أهمية ميثاق عالمي للقضاة وفق معايير تكرس استقلالية عمله واستقراره، وذهب رئيس المجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة كانيي موسي في نفس الاتجاه، مؤكدا ضرورة تحلي القضاة بأخلاقيات المهنة، التي يؤدي التقصير فيها إلى الإساءة إلى صورة القضاء. وأثنى رئيس نقابة مالي على جهود رئيس الجمهورية في الجزائر وإفريقيا، مشيدا بالإصلاحات التي قام بها في سبيل تكريس دولة الحق والقانون، وحماية وحصانة القضاة وترقية مهنتهم. تكريم رئيس الجمهورية عرفانا لجهوده عرفانا للجهود التي قام بها في قطاع العدالة، تم أمس تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال أشغال الطبعة 23 لاجتماع المجموعة الافريقية للاتحاد الدولي للقضاة، استلمه نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، من رئيس النقابة الوطنية للقضاة جمال العيدوني. كما تم بالمناسبة تكريم وزير العدل الطيب لوح، ورئيس الاتحاد الدولي للقضاة، ورئيس المجموعة الافريقية، والأمين العام للاتحاد الدولي وكذا ممثلي الوفود المشاركة.