قيل أن أجمل العمر بدايته؛ إذا لما يقيدوننا وكأننا سنهرب؛ نحن لا نريد الحرية المطلقة إنما أن تنزع الأكف عن أفواهنا فقد بتنا لا نحظى بفرص الحديث؛ نحن المراهقون تائهون بين الأمس والغد وأحكام الكبار المطلقة؛ نحن أرواح هشّة إذا كسرت صعب إقامتها كالزجاج تماما؛ نشعر بأننا عالة على المجتمع أحيانا وأساسه أحيانا أخرى؛ تائهون في درب الحياة لا نميز بين الصالح والعفن؛ نغطي غبار حزننا بابتسامة كاذبة ليس لنا هم ولا كرب ولكننا نشعر بعبء ثقيل على ظهورنا؛ كل الكلمات نحسها تخترق قلوبنا حلوة كانت أو سيئة؛ يتوقف زمننا عند عتاب أو أيادي باردة تلمس جسدنا؛ تملؤنا الفجوات عند الفشل فلا تكونوا علينا وكونوا معنا؛ رفقا بنا نحتاج من يعيننا لا من يهيننا؛ نريد شخصا ينتشلنا من ضياعنا إلى مكان هادئ، نخسر أنفسنا بينما نحاول تصليح هفواتنا وزلاتنا، نشتهي البوح عن ما يؤذينا ويربكنا، عن كل تناقضنا بما يجعلنا ضعفاء ولكن لم ولن نجد مستمع رقيق القلب وراشد العقل لذلك نزيغ هنا ونسقط هناك إلى أن تقيد النفس باليأس والحزن.. «لا تكتفي بالمشاهدة ثم تعاقبني، علمني الحياة ثم اتركني أحارب وحدي»