أكد المشاركون في الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي اختتمت فعالياته أمس بقصر المعارض بالصنوبر البخري «صافكس» على أن الجزائر تمتلك مؤهلات سياحية قابلة لامتصاص الطلب الداخلي، غير أن ما ينقصها هو تحويلها من مادة خام إلى منتوجات سياحية، وكذا الإحاطة بكل العراقيل التي تعيق إقبال الزبائن من الداخل (جزائريين) وتدفق السياح من الخارج، يأتي في مقدمتها غلاء تذكر السفر وأسعار الاقامة والاطعام. وفيما يتعلق بغلاء أسعار التذاكر والايواء، تحدث عمار توهامي رئيس مصلحة بمديرية السياحة لأدرار في تصريح ل «الشعب» حيث أكد بدوره على أن سعر تذكرة طائرة من ولاية الجزائر إلى أدرار وتيميمون لا تقل عن 16 ألف دج (ذهابا وإيابا) ، وهذا معوق أساسي ينفر الجزائريين من زيارة الصحراء واكتشاف هذا الفضاء الشاسع، وبالتالي يعيق السياحة الصحراوية، لأن ذات المشكل مطروح بالنسبة للسواح الأجانب. وبالاضافة إلى مشكل النقل، أثار المتحدث عدم اهتمام ولامبالاة السلطات المحلية بالجانب السياحي، حتى الجمعيات التي تنشط في المجال لم تعد تقوم بدورها التحسيسي بسبب نقص الدعم والذي لم تتحصل عليه منذ أربع (4) سنوات. كل هذه المشاكل يقول عمار توهامي جعلت عدد السواح يقل بكثير عما يمكن أن يكون على اعتبار أن أدرار منطقة جذب سياحي بامتياز لما تتميز به من «قصور» بالرغم من أن هذه الأخيرة بدأ يظهر عليها الاهتراء بفعل الزمن. وحسب المتحدث فإن عدد السواح من جانفي إلى نوفمبر 2010 لم يتجاوز 19 ألف سائح منهم 4600 سائح أجنبي في حين بإمكان أن يصل عددهم إلى 7 آلاف في الموسم السياحي الصحراوي الذي ينطلق عادة من شهر نوفمبر. ومن جهة أخرى أثار المتحدث اهتراء الهياكل القاعدية، حيث لا يمكن الحديث عن السياحة بدون هذه الأخيرة، وقد ذكر بأن كل من فندق «قورارة» بأدرار وفندق «توات» بتيميمون قد أغلقا ويخضعان لاعادة تأهيل. بالإضافة إلى الصحراء، تعد محطات المياه الجهوية والاستشفائية إحدى الوجهات السياحية التي يمكن أن تستجيب للطلب الداخلي، نظرا لفوائدها الصحية والاجتماعية. وبالرغم من أنها متأصلة في تقاليد المجتمع الجزائري، إلا أن السياحة الحيوية بدأت تتراجع بفعل عدة عوامل أهمها نقص المنشآت القاعدية والصيانة (التاهيل) فضلا عن غلاء الأسعار الذي لا يعكس مستوى الخدمات المعروضة. وهي مسألة آثارها لكحل حبيب مدير وحدة «زكار» لحمام ريغة في تصريح خص به «الشعب» حيث طالب بإعادة الاعتبار للسياحة الحموية، وذلك من خلال الدعم المادي أو المعنوي من قبل السلطات المعنية. وينتطر المتحدث أن يتم تأهيل المركب السياحي لحمام ريغة الذي يعرف تدهورا في الخدمات مقابل طلب متزايد من المؤسسات الوطنية، والتي لا تستطيع تلبية حاجياتها بسبب النقائص الموجودة، وقد ذكر المتحدث بأن طاقة استيعاب المركب 780 سرير في حين ان 400 منها في الاستغلال والبقية مطروحة جانبا وغير مستغلة لأسباب تقنية، حتى الأسعار يضيف مدير وحدة «زكار» مرتفعة وهو يعترف بذلك، وهذا ما يستدعي اعادة التأهيل وفي القريب العاجل مناشدا السلطات العمومية للاسراع في هذه المسألة. ومن جهتها تواجه وكالات السفر عدة مشاكل أهمها تغير مدة الاعتماد الذي منح لها في الأول والذي كان غير منتهي المدة إلى 3 سنوات قابلة للتجديد، وهذا بعد أن دخل المرسوم المتعلق بذلك حيز التنفيذ. وقد منح للوكالات مدة أقصاها 21 جانفي 2011 للعمل وفق هذا الاجراء الجديد. هذا المشكل الذي طرحته بشدة صاحبة وكالة السياحة والأسفار «إيمان صبرينة» حيث اعتبرت هذا الاجراء عرقلة كبيرة لمزاولة هذا النشاط، وقد تدفع لغلق الكثير من الوكالات، فضلا عن مشكل التحويل المالي من الخارج إلى الجزائر والذي 50٪ منه فقط يصل بالعملة الصعبة والنصف الباقي بالدينار، وهذا ما يسبب خسارة للوكالة. أما سنيخر الظريف صاحب وكالة سياحة وأسفار «سميرتور»، والتي تعد كما قال أول وكالة سياحية بسكيكدة، فقد أرجع سبب تراجع السياحة بهذه الولاية الساحلية، إلى نقص الوعاءات العقارية. وحسبه فإن العراقيل الادارية والبنكية هي التي جعلت سكيكدة التي كانت مصنفة الأولى في الجزائر كمنطقة توسع سياحي، تفقد ميزتها السياحية، والذي زادها سوء نقص طاقات الاستيعاب في الفنادق والذي يجعل القادمين اليها خاصة من رجال الأعمال يتوجهون للمبيت في فنادق بعنابة. وتجدر الإشارة إلى أن الصالون الدولي للسياحة والأسفار، لم يعرف اقبالا كبيرا للزوار حسب ما لاحظناه أثناء تغطيتنا لفعالياته وهذا بالرغم من أن تنظيمه تزامن وعطلة نهاية الأسبوع.