استعداد الأفراد للقيام بمختلف المهام ليلا ونهارا وفي كل الظروف تواصلت زيارة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية الرابعة بورڤلة في يومها الرابع على التوالي بتفتيش وتفقد بعض وحدات القطاع العسكري ببسكرة وعقد لقاء توجيهي مع إطارات وأفراد هذا القطاع. في البداية قام الفريق بتفقد مشروع إنجاز مركز الراحة والمعالجة بالمياه المعدنية بحمام الصالحين ببسكرة والذي سبق وأن وضع حجره الأساسي يوم 25 أكتوبر 2017، حيث عاين مدى تقدم أشغال إنجاز هذا المشروع الإجتماعي الهام وطلب من المكلفين بالإنجاز الاسراع في تجسيده ميدانيا في آجاله القانونية. وبالمدرسة العليا للقوات الخاصة ببسكرة، ودائما في سياق تنفيذ البرنامج السنوي للتكوين والتحضير القتالي، تابع الفريق تنفيذ تمرين من قبل طلبة المدرسة بموضوع “مفرزة للقوات الخاصة أثناء اقتحام وتدمير مقر قيادة وحدة معادية وأسر قائدها”، وهو التمرين الذي ميزته السرعة الفائقة في تنفيذ مثل هذه الأعمال القتالية من طرف أفراد الوحدات الخاصة، المتسمة بالدقة العالية والإحترافية الكبيرة، ما يؤكد ميدانيا المستوى الراقي للتكوين والتدريب الذي تمنحه هذه المدرسة العليا لطلبتها ومتربصيها بهدف الرفع من كفاءة وقدرة واستعداد أفراد القوات الخاصة للقيام بمختلف المهام ليلا ونهارا وفي كافة الظروف والأحوال. بعدها ترأس السيد الفريق، رفقة اللواء عبد الرزاق الشريف قائد الناحية العسكرية الرابعة، لقاءً توجيهيا حضره إطارات وطلبة وأفراد المدرسة ووحدات القطاع، فضلا عن ممثلي مختلف الأسلاك الأمنية، حيث ألقى كلمة توجيهية بثت إلى جميع وحدات الناحية أكد في مُستهلها على الأهمية القصوى التي أولاها ولا يزال يوليها لمجال التكوين بشتى تخصصاته وفروعه، باعتباره يمثل البنية الأساسية التي ينبني عليها العمل التطويري للجيش الوطني الشعبي، المعتمد أساسا على عنصر بشري يحوز على كافة مقومات النجاح. التكوين البنية الأساسية لبناء العمل التطويري للجيش فمن هذا المنظور بالذات، فإنني ألح كثيرا على أن تكون درجة التطور المحقق في كافة نواحي المهنة العسكرية على مستوى جميع مكونات قواتنا المسلحة، متوافقة تمام التوافق، مع ما بذل من جهد، ومع ما سخر من وسائل وإمكانيات مادية وبشرية وتجهيزية وتسليحية، ومع ما خطط من أهداف، هذه الأهداف المنشودة الطموحة والمشروعة التي ترمي جميعها إلى اكتساب كل مقومات القوة العسكرية، تطبيقا لمحتوى الإستراتيجية المتكاملة المتبناة في السنوات القليلة الماضية. هذه الإستراتيجية التي حرصنا على أن تكون عقلانية الطابع وواقعية المضمون متناسبة تماما من جهة، مع قدراتنا الذاتية على تجسيدها على أرض الواقع، ومتكيفة، من جهة أخرى، مع اكتساب القدرة على مجابهة كافة التحديات الممكنة والمحتملة التي أصبح يموج بها العالم اليوم، هذه التحديات لن تكون، بحول الله تعالى وقوته، في عداد المتغيرات الطارئة بالنسبة لنا، لأننا كنا دائما ننظر إلى المستجدات الدائرة حولنا بمنظور متبصر، ونضع لها سبل المواجهة الناجعة، عمادها الاعتماد على الله سبحانه وتعالى، وقوامها الأساسي، وأعيد ذلك أمامكم مرة أخرى، قلت، قوامها الأساسي هو العنصر البشري العازم، وغايتها النبيلة الكبرى، هي النهوض الكامل والحقيقي بقدرات الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني. فذلكم هو الهدف الأسمى الذي تعمل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، بحول الله تعالى وقوته، وفقا لتوجيهات ودعم فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، نحو بلوغه ونحو بلوغ كل عوامل وأسباب تحقيق أعلى مراتب الرقي لقواتنا المسلحة، والوصول بها إلى منتهى غايتها خدمة للجزائر وحفظا لأمنها واستقرارها.” الفريق ذكر مجددا بالرابطة القوية بين الشعب الجزائري وجيشه، مبرزا مختلف صور التآزر والتلاحم القوي التي يلقاها جيشنا في كل مرة من حاضنته الشعبية، وهو الدعم الذي كان له أثره الإيجابي في حث افراد قواتنا المسلحة على المضي قدما نحو بلوغ المراتب التي تليق بهم وبالجزائر. إن الامتنان بهذه النهضة النوعية التي أصبحت عليها المقدرات القتالية لجيشنا، لا يضاهيه امتنان إلا هذه المشاعر الفياضة الوجدانية والتلقائية التي ما فتئ يحظى بها أفراد الجيش الوطني الشعبي باعتزاز شديد وبمسؤولية أشد، من لدن شعبهم، هذه المشاعر التي تعتبر زادهم الذي به تتقوى عزيمتهم، وتحثهم أكثر فأكثر على بذل كل ما لديهم من جهد، من أجل تقوية هذا الرباط المقدس بين الشعب وجيشه، هذا الرباط الذي يزداد قوة مع مرور السنين والأعوام، ويزداد معه جهد ترسيخ كل مقومات الأمن والسلم والسلام على أرض الجزائر المباركة. إننا نعلم بالفطرة أن ما يربط الشعب بجيشه هي مشاعر صادقة وسجايا طبيعية، نسجت معانيها عبر التاريخ، وبرزت مدلولاتها في مناسبات عديدة ومتكررة، تشكل عبرها هذا التلاحم وهذا التواصل وهذه الثقة المتبادلة والدائمة بين الشعب وجيشه، فتلكم هي منابع العزيمة التي يتحصن بها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ويجعل منها سلاحه المعنوي الدائم، الذي به تزداد درجات الإرادة لديه ويزداد معها إصراره على المضي قدما نحو بلوغ المراتب التي تليق به وبالجزائر. طلبة وأفراد المدرسة العليا للقوات الخاصة وأفراد وحدات الناحية أكدوا في تدخلاتهم إيمانهم الدائم بنبل وقداسة المهام التي يؤدونها خدمة لبلدهم ولشعبهم.