حذّر المختص في التغذية كريم مسوس المصابون بالسكري الذين سمح لهم الطبيب بالصوم إلى تفادي المأكولات الدسمة والمشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية داعيا إياهم إلى تناول الخضر والفواكه باعتدال، كونها غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات. وبما أن الإقبال على مختلف أنواع المأكولات يزيد في شهر رمضان، فإن الصائم تجده لا يفرق بين الأكل الصحي وغير الصحي وإنما أكثر ما يهمه الإفطار بعد ساعات طويلة من الصوم، لذلك فإنه لا يجب أن ينسى أهمية تناول الأكل الذي لا يحتوي على كميات كبيرة من الدهنيات والسكريات، خاصة إذا تعلّق الأمر بمرضى السكري وبعض الأمراض المزمنة، في حال سمح الطبيب لهم بالصوم، حفاظا على سلامتهم ولتفادي الإصابة بالمضاعفات الناتجة عن الأكل العشوائي غير المنتظم والمليء بالسكر والدسم. وفي ذات السياق، قال المختص في التغدية كريم مسوس في حوار مع «الشعب»، أن شوربة الفريك والحريرة التي لا تغيب على المائدة الجزائرية طيلة أيام الشهر الكريم مسموحة لمرضى السكري ويمكن أن يتناولها الصائم المصاب، ولكن من المستحسن أن يتمّ التقليل من الدسم والمواد الدهنية في طبخ الشوربة، موضحا أن الحساء هو الأكل المفضل للمرضى كحساء الخضر كونه صحي وغني بالألياف والفيتامينات. وكون الصائم في النهار يضيّع الكثير من الماء والمعادن بسبب العرق ينصح اخصائي التغدية بتناول الحساء باعتباره يعوّض الماء والمعادن دون أضرار، كما أوضح أنه خلال السحور يوصى بتناول الفواكه، أما أثناء الإفطار يمكن للمريض تناول التمر إذا كان السكر لديه أقل من 1 غرام والماء إذا تجاوز السكر 1 غرام. وفيما يخص أكلة البوراك، دعا المختص في التغذية إلى عدم طهيه في الزيت وإنما في الموقد وينصح باستعمال السبانخ «السلق»، مع البطاطا أحسن من اللحم المفروم نظرا لفوائده الصحية، مشيرا إلى أن كل الخضروات مسموحة لاحتوائها على الألياف والفيتامينات المفيدة للجسم، خاصة أوراق السلطة التي من المستحسن تناولها أثناء الإفطار والسحور،بالإضافة إلى الكرومبيط والجزر والطماطم. وعن المشروبات الغازية فإنها على حدّ قول أخصائي التغذية خطر حقيقي على حياة المصابون بالسكري وحتى الأصحاء كونها ترفع نسبة السكر في الدم وتؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة فقر الدم والسمنة والقولون ويتسبّب في غازات البطن ويتلف العظم وحتى العصائر غير الطبيعية مضرة، لذلك فإن الماء يعد أحسن مشروب بالنسبة للمرضى أو الأصحاء. وإذا اشتهى مريض السكري الحلويات في الشهر الكريم كقلب اللوز والزلابيا أجاب في ذات السياق قائلا، «يمكن له أن يتناول كمية قليلة من لحم لحلو أو قلب اللوز أو الزلابيا بعد الوجبة الغنية بالألياف، ولكن في حال الإفراط في استهلاكها، فإنه يصبح عرضة لمضاعفات لاحتوائها على نسبة كبيرة من السكر، لذلك من المستحسن تعويض هذه الحلويات بالفواكه الغنية الفيتامينات».