أطلقت جمعية السلامة المرورية و معسكر الخير مبادرة تضامنية لإفطار الصائمين و عابري السبيل على محاور الطرق و المطاعم التي افتتحت خصيصا لإفطار الصائمين و تشرف عليها عدة جمعيات تحت مسميات مختلفة تتفق جميعها على الفعل الخيري ، حيث بلغ عدد مطاعم الرحمة بمدينة معسكر لوحدها نحو 30 مطعما لإفطار الصائمين بمعسكر . عمدت جمعية السلامة المرورية في عملها التضامني الموحد مع جمعية معسكر الخير إلى ابتكار شعار «حلي صيامك كمل طريقك تعيد مع أولادك» لمرافقة العملية التضامنية و منع السائقين من مواصلة طريقهم مع آذان المغرب و إجبارهم على التوقف و تناول وجبة الإفطار عند مفترق الطرق السراجي على الطريق الوطني رقم 6 بمخرج مدينة معسكر زيادة على انتشار عناصر هذه الجمعيات قبيل موعد الإفطار بمحاور الدوران و مداخل المدن و محطات المسافرين لاستقبال الصائمين و حتى المسافرين المارين بتراب الولاية في موعد السحور . و قال رئيس جمعية معسكر الخير ابراهيم بلوط أن العمل التضامني هذه السنة من الشهر الفضيل بمعسكر عرف ارتفاعا من حيث عدد الجمعيات المساهمة في إقامة موائد الإفطار لعابري السبيل و ارتفاع من حيث عدد المتطوعين داخل هذه الجمعيات من مختلف الشرائح الاجتماعية و هو أمر يعكس اللحمة الاجتماعية المتينة التي مازال يتمتع بها المجتمع الجزائري . و أشار ابراهيم بلوط أن جمعية معسكر الخير قد افتتحت هذا الموسم 3 مطاعم لعابر السبيل و تقدم يوميا 300 وجبة ساخنة و متكاملة إضافة إلى 60 وجبة كاملة للعائلات المحلية المعوزة . في حين أبرزت رئيسة جمعية السلامة المرورية مخاوف المشاركين في تنظيم موائد الرحمة من تراجع عدد المحسنين الذين يمولون عمل الجمعيات الخيرية التي تخلو مطاعم بعضها من المواد الغذائية الأساسية و تعج بالفقراء و المحتاجين زيادة على عدد لا يتوقعه القائمين على إعداد موائد الإفطار من عابري سيبل . و أشارت سمية فاضل أن ضعف إقبال أرباب المال على تموين موائد الإفطار قد يرجع إلى ارتفاع عدد الجمعيات الخيرية و كثرتها لكنه يهدد بتراجع و توقف نشاط بعض الجمعيات خلال الشهر الفضيل موضحة أن نسبة كبيرة من المتطوعين بجمعية معسكر الخير والسلامة المرورية هم شباب بدون عمل و نساء من شرائح اجتماعية محتاجة و غير مرتاحة ماديا يلجؤون يوميا إلى توفير ما يلزم من خضر و مؤونة غذائية عن طريق الاستدانة و حتى ما يمنحه لهم باعة الخضر و التجار من كميات معتبرة من المستلزمات الغذائية لإعداد وجبات إفطار الصائمين . و هو كذلك الحال بالنسبة لجمعية ناس الخير زهانة التي اعتادت على تنظيم موائد إطار الصائمين و عابري السبيل بدائرة زهانة و التي غابت هذا الموسم عن العمل التضامني بسبب إجراءات إدارية زيادة على مسألة الدعم المادي التي تعتبر الهاجس الأكبر بالنسبة للجمعيات الخيرية التي يتخبط بعضها في مشاكل مادية ناتجة عن الاستدانة لتغطية نفقات إفطار عابري السبيل في الشهر الفضيل .